بالصور.. اعدام مغتصبي وقاتلي «طفل البساتين»

> تغطية/ فهد قائد غالب

>
 نفذت السلطة الأمنية بمحافظة عدن، صباح أمس الأول الخميس، حكم الإعدام رمياً بالرصاص قصاصاً بحق المُدانين في قضية اغتصاب وقتل المجني عليه الطفل محمد سعيد أحمد مسعود البارودي، والذي عرف إعلامياً بـ «طفل البساتين» والمدانان هما: وضاح رفعت علي محمد ومحمد خالد محمد صالح، في الحادثة التي وقعت في مايو الماضي بمنطقة البساتين بمديرية دارسعد بمحافظة عدن، وتم تأجيل تنفيذ القصاص بحق المدان الثالث (بلقيس فرحان قائد سعيد) إلى أن تنتهي من فترة رضاعة طفلها، الذي كانت حاملة به أثناء إدانة المحكمة للمتهمين الثلاثة وقضت بإعدامهم.

صحيفة «الأيام» تواجدت أثناء تنفيذ حكم الإعدام، الخميس، حيث شوهد مئات من المواطنين رجالاً ونساءً وأطفالاً محتشدين منذ الصباح في المكان الذي حددته الجهات الأمنية المختصة ليكون مكاناً لتنفيذ الحكم، وهو عبارة عن ساحة عامة تستخدم كملعب رياضي لأبناء منطقة البساتين، بالقرب من الخط الرئيسي المؤدي إلى منطقة جعولة.. وما أن أُحضر من سينفذ بحقهما القصاص بسيارة السجن ترافقها أطقم عسكرية إلى ميدان التنفيذ حتى تعالت أصوات وتكبيرات المواطنين المحتشدين في الساحة (الله أكبر الله أكبر.. يحيا العدل)، يتقدمهم أهالي وذوو الطفل الضحية «طفل البساتين». 


تم إنزال المدانين من سيارة السجن إلى الساحة وقد شُدَّ وثاقهم بحضور القاضي ناظم باوزير رئيس محكمة الشيخ عثمان، والقاضي ناصر علي مدهش وكيل النيابة، ومدير سجن المنصورة نقيب اليهري، ومدير وحدة الطب الشرعي صلاح محمد حسين، وسكرتير المحضر وجدان الجحافي، والطبيب الشرعي د.يزيد عطروش..

قبل تنفيذ القصاص تحدث القاضي ناظم باوزير مع أولياء دم المجني عليه «طفل البساتين» محمد سعيد أحمد مسعود البارودي، ومحاميهم فتحي علي كليب، وخيرهم بين تنفيذ حكم الإعدام أو العفو، إلا أن أولياء الدم رفضوا العفو بشدة وشددوا على ضرورة تنفيذ القصاص بإعدام المُدانين بقتل ولدهم.. حينها طلب منهم التوقيع على محضر تنفيذ حكم الإعدام..

أثناء توقيع أولياء الدم على تنفيذ حكم الإعدام
أثناء توقيع أولياء الدم على تنفيذ حكم الإعدام

بعد ذلك قام القاضي ناظم باوزير، رئيس محكمة الشيخ عثمان الابتدائية، بقراءة وثيقة تصديق وتنفيذ الحكم، والتي جاء فيها: 
«عملاً بأحكام المادة (23) من الدستور، والمواد (470 - 478 - 479 - 480) من القرار الجمهوري بالقانون رقم (13) لسنة 94م بشأن الإجراءات الجزائية، وبعد الاطلاع على الحكم الصادر من محكمة الشيخ عثمان الابتدائية بتاريخ 3 رمضان 1439هـ الموافق 29 مايو 2018م في القضية الجنائية رقم (3) لعام 1439هـ، القاضي بمعاقبة المتهمين المُدانين: وضاح رفعت علي محمد، ومحمد خالد محمد صالح، وبلقيس فرحان قائد سعيد بالإعدام قصاصاً رمياً بالرصاص حتى الموت؛ لقتلهم عمداً وعدواناً المجني عليه الطفل محمد سعيد أحمد مسعود.. وعلى قرار محكمة الاستئناف محافظة عدن القاضي بتأييد الحكم الابتدائي الصادر من محكمة الشيخ عثمان بتاريخ 2018/6/10م، وعلى القرار النهائي النافذ من المحكمة العليا الدائرة الجزائية بتاريخ 27 ذي القعدة 1439هـ الموافق 2018/8/9م القاضي بإقرار الحكم الصادر بمحكمة استئناف محافظة عدن بتأييد الحكم الابتدائي الصادر من محكمة الشيخ عثمان الابتدائية، وعلى تقرير النائب العام رقم (5) لعام 2018م بتاريخ 15 صفر 1440هـ الموافق 2018/10/24م بشأن القضية المذكورة.. قررنا ما يلي:

القاضي ناظم باوزير أثناء تلاوة مصادقة رئيس الجمهورية على قرار الإعدام
القاضي ناظم باوزير أثناء تلاوة مصادقة رئيس الجمهورية على قرار الإعدام

نصادق على القرار النهائي الصادر من المحكمة العليا الدائرة الجزائية بتاريخ 27 ذو القعدة 1439هـ الموافق 2018/8/9م القاضي بإدانة المتهمين وضاح رفعت علي محمد، ومحمد خالد محمد صالح، وبلقيس فرحان قائد سعيد بالإعدام قصاصاً رمياً بالرصاص حتى الموت لقتلهم عمداً وعدواناً المجني عليه الطفل محمد سعيد أحمد مسعود.. وقررت المحكمة تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحق المُدان الثالث «بلقيس فرحان قائد سعيد»، حتى استكمال رضاعة طفلها، حسب ما ورد على لسان القاضي ناظم باوزير.


(يذكر أن المُدان الثالث في القضية «بلقيس فرحان قائد سعيد» كانت حاملاً حين إصدار حكم الإعدام بحقها، وفي الشريعة الإسلامية يتم تأجيل تنفيذ حكم الإعدام بحق المرأة الحامل حتى تضع حملها وتفطم طفلها). 

بعد ذلك تم تنفيذ حكم الإعدام قصاصاً رمياً بالرصاص بحق المُدانين: وضاح رفعت علي محمد، ومحمد خالد محمد صالح، بعدة رصاصات على منطقة القلب، وسط تعالي التكبيرات التي صدحت بها حناجر الحاضرين بالإضافة إلى الزغاريد التي أطلقتها أم الطفل الضحية ونساء أخريات من أولياء الدم وحاضرات أخريات. وبعد التأكد من موت المُدانين تم أخذ جثتيهما بسيارة إسعاف إلى ثلاجة الموتى في إحدى المستشفيات تمهيداً لاستلام ذوي المُدانين جثتيهما لدفنهما..
وبعد تنفيذ حكم القصاص كانت أم الطفل المجني عليه «محمد سعيد أحمد مسعود البارودي»، المواطنة لمياء يحيى مسعود، تهتف بأعلى صوتها: (خرّجنا حقك يا محمد.. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.. خرجنا حقك يا ابني محمد).


وفي تصريح لـ«الأيام» عبّرت أم الطفل الضحية عن ارتياحها من تنفيذ القصاص بحق قاتلي فلذة كبدها قائلة والدموع تنهمر من عينيها فرحا بتنفيذ القصاص بحق قاتلي طفلها: «اليوم شعوري بالفرح لا يوصف.. اليوم عندي عُرس، أني فرحانة عشان ولدي وابني محمد، والحمد لله تم تنفيذ الإعدام بالمجرمين».


وأضافت: «أني فرحانة.. أشكر أهلي وأشكر كل الناس وكل الشعب الذين تضامنوا معنا وحضروا اليوم معنا لتنفيذ الإعدام وكانوا معنا من أول يوم من وقوع الجريمة.. والحمد لله حق ابني خرج.. اللهم لك الحمد.. أشكركم أنتم في صحيفة «الأيام»، ما قصرتم معنا».


إلى ذلك أوضح مصدر في وزارة العدل، عقب تنفيذ حكم القصاص أمس الأول الخميس، أن القصاص «يسهم في تخفيف معاناة أهالي الضحايا ويعزز دور العدالة وسيادة القانون.. والله عز وجل يقول: «ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب».
وأكد المصدر حرص الوزارة على متابعة تنفيذ القصاص العادل بحق كل من تسول له نفسه النيل من الشعب وترويع أطفاله وأبنائه.

تجدر الإشارة إلى أن حادثة اغتصاب وقتل الطفل «محمد سعيد أحمد مسعود البارودي»، والذي عُرف إعلامياً بـ «طفل البساتين»، في منتصف مايو 2018، في أواخر أيام شهر شعبان الفائت، والناس تستعد لاستقبال شهر رمضان الفضيل، وقد هزت تلك الواقعة الفاجعة مشاعر الناس في عدن وما جاورها والذين استهجنوا الحادثة البشعة.


وتضامن مع أولياء الطفل الضحية منظمات المجتمع المدني والناشطون الحقوقيون والإعلاميون والمدنيون، وكل شرائح المجتمع في مدينة عدن وخارجها، وشكلوا ضغطاً شعبياً كبيراً على الأجهزة القضائية للنظر في القضية وإصدار الحكم بحق المجرمين.. وقد استجابت أجهزة القضاء لتلك الضغوطات على الرغم من أن القضاة كانوا في إجازة قضائية (في شهر رمضان)، حيث نظرت الأجهزة القضائية في القضية، وبعد مواجهة المتهمين بالأدلة تم إدانتهم وإصدار حكم الإعدام بحقهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى