تصميم إستراتيجي تنموي ومنطقي لخارطة التعليم في اليمن

> د. باسم المذحجي

>
باسم المذحجي
باسم المذحجي
اليمن بلد يحتاج إلى شراكة عالمية في مجال التعليم، وتلك ليست بالإدارة من بعد الثانوية العامة والجامعة، بل من مراحل التنشئة، بمعنى من الابتدائية كحد أدنى، أو المتوسط كحد أعلى. كذلك لابد من تطوير مؤسسات التعليم لتصل إلى كل بيت في اليمن، وخصوصًا الريف اليمني.
كيف ننفذ ذلك وسط المجتمع القبلي المشبع بأيديولوجيا حمل السلاح، وتضييع الوقت في مضغ القات، ونستهدف الفئات الناشئة التي بعد ثلاثين سنة هي من ستدير البلد ثقافة، ورؤية، وتنمية، واستثمارا، واتصال مع العالم من حولنا؟

كيف نخلق جيلا يتنافس على جلب رؤوس الأموال والاستثمارات إلى كل شبر في اليمن؟
بداية لابد وأن نعرف ماهية التعليم في اليمن.. هل التعليم نقل للمعرفة؟ أم مهنة؟ أم فنا؟ أم علماً؟ أم استعدادا فطريا؟

في اليمن لابد أن نجعل التعليم وسيلة لحل المشاكل، واليوم توجد فيها مشكلتان: مشكلة الجهل، ومشكلة الفقر والبطالة، وطريق التعليم لابد أن يدمر بيئة الجهل ليجعلها بيئة تخلق فرص العمل، وتجلب المال.

إستراتيجية التعلم المرتكز على المشكلة  
في اليمن لابد أن يحقق التعليم فرص الاتصال الإنساني، وصناعة القرار للمتعلمين في تطوير قراهم، ومساقط رأسهم، بمعنى يضعون حلولاً محتملة للمشكلات التي تواجههم في بلدهم الأم، ويستخدمون المصادر المتنوعة للمعلومات التي يتوقعون أن تساعدهم في حلحلة المشاكل في كل مكان في اليمن.

بيئة التعليم اليمني
اليمني في الشمال القبلي، والجنوب العربي، وتهامة، والحجرية، ومأرب، وتعز يمتلك ما نسبته 60 % دهاء، % 40 ذكاء.. ولنبسط المسألة في اليمن سنقدم التفصيل الآتي:
1. الذكاء: يقصد به التركيز وسرعة الفهم، وتوجيه العقل بالخير والإيجاب.
2. الدهاء: يقصد به حسن التصرف، وهنا العقل في الغالب يتوجه نحو الشر والسلبيات.
* الذكاء يدور في محور معرفة التصرف، وحسن استخدام القدرات، ومعرفة كيفية استخدام الوسائل، كالذي يفهم العمليات الحسابية ذكي جدا..
* لكن الدّهاء قدرة أعمق من الذكاء تختص في المبادرة والإنتاج كالتخطيط، أو المكر، أو الاحتيال، أو التقمص، أو التمثيل لغاية، أو من أجل إثبات حقيقة، وتدخل ضمن قائمتها الخدع، والنصب، والاحتيالات..   
بمعنى خلاصة بيئة التعليم في اليمن تغلب عليها الدهاء، فالكل يجيد التعامل بأساليب المكر، والخديعة بما فيها صناعة القرار، والتحكم بالمجتمع، ولذلك فالمطلوب بيئة تعليم، نريد الانحراف ببوصلتها نحو الذكاء والخير والإيجاب لصالح اليمنيين أنفسهم.

تحليل المتعلم اليمني
تم أخذ عينات منتقاة بعناية وقمت بفرزها شخصيًا، وبمساعدة بعض الأصدقاء:
1. الشمال القبلي: ذمار «قاع جهران الزراعي» قرية العليب: نسبة الذكاء والتعليم تصل إلى امتياز، بمعنى لو أعددت أكاديمية في قرية العليب بجهران في ذمار فإن النتيجة كل من سيلتحقون بها سيحصلون على درجة الامتياز، لا وجود للفشل بل التفوق، وإجادة التعلم الجماعي.
2. تعز: «جبل صبر»: نسبة الذكاء والتعليم تصل إلى امتياز، بمعنى لو أعددت أكاديمية في جبل صبر، فإن النتيجة كل من سيلتحقون بها سيحصلون درجة الامتياز، لا وجود للفشل، بل العبقرية، والقدرة على التعليم الإليكتروني.
3. الحجرية: «منطقة دبع، منطقة الربيصة» مديرة الشمايتين: نسبة الذكاء والتعليم تصل إلى امتياز، بمعنى لو أعددت أكاديمية في مدينة التربة فإن النتيجة كل من سيلتحقون بها سيحصلون درجة الامتياز، وبالإمكان خلق نخب تنموية تجيد التعلم الذاتي.
4. الجنوب العربي يافع الساحل «يهر»: نسبة الذكاء والتعليم مذهلة جدًا، فلو أعددت أكاديمية فإن النتيجة ستكون نجاحا بامتياز، وخلق نخب قيادية، وإستراتيجية تتميز بحل المشكلات، والاستقصاء.
5. تهامة مديرية الزيدية: لم أكن أتوقع بأن منطقة الزيدية بمقدورها خلق كم رهيب من القدرات الابتكارية، والتي تتميز بالعصف الذهني.
للتذكير في إطار الفرز تم قياس النتائج بناء المواد والقوالب القياسية الآتية:
- التدريس المباشر.
- العصف الذهني.
- حل المشكلات والاستقصاء.
- التعلم في مجموعات.
- التعلم الذاتي.
- التعليم الإلكتروني.
 
المشروع البيداغوجي الإدراكي في اليمن
اختيار مشروع تعليمي ذكي: هي خطوة رئيسية للوصول إلى الأهداف المنتظرة من النشاط.
ـ التخطيط: يضع المتعلمون الخطة المناسبة للعمل، ويقوم صناع القرار بإرشادهم، ومساعدتهم للوصول إلى الأهداف المتوخاة.

- التنفيذ: الانتقال من مرحلة التخطيط والمقترحات إلى العمل.
ـ التقويم: للوقوف على مدى تنفيذ المشروع.  

عملية تصميم منطقي لخارطة التعليم في اليمن
(إطارٌ مُوجِّه لأساليب العمل، وهي فكرة ملكيتي الخاصة، وعلامة مسجلة لباحث إستراتيجي متخصص في تطوير البلدان).

تعلم من أجل فكرة مشروع
1. المتعلم.. من أدرس له؟ ما الهدف الذي يضعه اليمني نصب عينيه؟
تعلم اللغات الحية: الإنجليزية، الإسبانية، الألمانية، الفرنسية، الصينية، الروسية، اليابانية، الإيطالية، الكورية، التركية، والفارسية.

2. المحتوى.. ماذا أدرس؟ ما نوع العلم؟
إجادة اللغات الحية لدول تتميز بثقل اقتصادي، وتعليمي، وثقافي، وتنموي، واستثماري تحددها خارطة التوب عشرين في العالم TOP 20 كنموذج افتراضي.

3. طرق التدريس.. كيف يدرس اليمني؟
منح تدريبية ممولة لإجادة اللغات من الدول الناطقة بالإنجليزية، الإسبانية، الفرنسية، الألمانية، الصينية، الروسية، اليابانية، الإيطالية، والكورية. لكن المنح تمول في المديريات اليمنية، والتي تم إعطاء نموذج تحليلي لها في ما يخص جزئية تحليل المتعلم اليمني كعينة فحص، وتجريب مبدئي.

4. البيئة التعليمية.. أين أدرس؟
برنامج تدريب إجادة اللغة، والممول من دول بحد ذاتها ليتم إنشاء أكاديمية في المديريات اليمنية، والتي ستنضمها وكالات تنموية تم انتخابها في ذات المديريات.. راجع العمل السابق: ما هي الصورة التي ستكون عليها اليمن؟ د. باسم المذحجي.

5. المبادئ والمفاهيم.. لماذا أدرس هذا المجال؟
تدرس اللغات لتقوم بعملية اتصال حضاري تستطيع بموجبها ربط مديريتك ببلد اللغة الذي تتعلم لغته، فأنت يمني ابن مديريتك، تدرك مميزاته، وحاجيتها، وبت اليوم تجيد لغة بلد قد يسهم في خدمة بلدك، فضلًا عن أن هذا البلد أرسل معلمين يجيدون لغة بلدهم، ليطلعوا على بلدك، وحضاراتك، وأنت الوحيد حلقة الوصل لتوصل لهم فرص التنمية، والاستثمار في بلدك.

إستراتيجية طوارئ بديلة
التعليم الإلكتروني:
- On line test
-  learning_E
- Vedio Conference
- مقرر إلكتروني.
- تمارين وعمل أبحاث.
الخلاصة: سنخلق بيئة تعليم أشبه بما تكون بمعهد دراسي، لكنه معهد ممول من دولة ما، يستهدف مركز مديرية ما، ليعلم أبناء المديرية لغة ما مجانا، ثم تتوفر لدينا قيادات تتعلم بهدف، ولخدمة مديرياتها، وتحظى بدعم دول تدرك بأنها تصنع جيلا يجيد الاتصال الحضاري والتنموي والاستثماري.

أنموذج عملي يحدث الآن في صنعاء وعدن
1. مركز ساي التعليمي في صنعاء: المركز الصيني الأول من نوعه في اليمن المتخصص باللغة بكادر صيني متميز، وتعلم اللغة الصينية للحصول على التوفل الصيني HSK.
2. برنامج البيت الألماني لتعليم اللغة الألمانية في صنعاء.
3. برنامج شهادة ELTES الأوروبي.
4. برنامج أميديست في عدن.
5. المعهد السويدي في تعز.
6. برنامج التوفل الأمريكي.
كل النماذج السابقة تتوفر بالإنجليزية والألمانية والصينية، وفي صنعاء وعدن، وليست مجانا، ومع الأسف الشديد لا تتوفر في كل مديرية وسط غياب تام للغات الإسبانية، الفرنسية، الألمانية، الصينية، الروسية، اليابانية، الإيطالية، الكورية، التركية، والفارسية.
نحن نحتاج إلى إعادة رسم العلاقة مع العالم للاستثمار في مجال تعليم لغات العالم الحية، وهنا تلعب السفارات اليمنية دورا رئيسيا في جذب استثمار تعليم اللغات الحية إلى كل مديرية في اليمن، ومجانا وبرعاية الدول الراغبة لبدء علاقة اتصال حضاري وإسترايجي وتنموي مع اليمن.

كيف نختار العالم من حولنا؟
خارطة العالم من حولنا TOP 2`0 للتوب عشرين نفذوا هكذا إستراتيجية تنموية في تطوير التعليم:
20 – شيلي
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 1.6 ٪.
19 – فرنسا
عدد السكان: 66.9 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 2.5 تريليون دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 1.2 ٪.
18 – البرازيل
عدد السكان: 207.7 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 1.8 تريليون دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 3.6 ٪.
17 – المملكة المتحدة
عدد السكان: 65.6 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 2.6 تريليون دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 1.8 ٪.
16 – هولندا
عدد السكان: 17.0 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 770.8 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 2.2 ٪.
15 – إيرلندا
عدد السكان: 4.8 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 294.1 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 5.1 ٪.
14 – تركيا
عدد السكان: 79.5 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 857.7 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 3.2 ٪.
13 – أوروجواي
عدد السكان: 3.4 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 52.4 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 1.5 ٪.
12 – فنلندا
عدد السكان: 5.5 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 236.8 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 1.9 ٪.
11 – الجمهورية التشيكية
عدد السكان: 10.6 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 192.9 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 2.6 ٪.
10 – عمان
عدد السكان: 4.4 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 66.3 مليار دولار
الزيادة في الناتج المحلي: –٪.
9 - الهند
عدد السكان: 1.3 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 2.3 تريليون دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 7.1 ٪.
8 – تايلند
عدد السكان: 68.9 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 406.8 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 3.2 ٪.
7 – إسبانيا
عدد السكان: 46.4 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 1.2 تريليون دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 3.3 ٪.
6 – أستراليا
عدد السكان: 24.1 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 1.2 تريليون دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 2.8 ٪.
5 – سنغافورة
عدد السكان: 5.6 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 297.0 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 2 ٪.
4 – ماليزيا
عدد السكان: 31.2 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 296.4 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 4.2 ٪.
3 – بولندا
عدد السكان: 37.9 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 469.5 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 2.9 ٪.
2 – إندونيسيا
عدد السكان: 261.1 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 932.3 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 5 ٪.
1 – الفلبين
عدد السكان: 103.3 مليون نسمة
إجمالي الناتج المحلي: 304.9 مليار دولار
نمو الناتج المحلي الإجمالي: 6.9 ٪.
ما سبق عملية تصميم إستراتيجي منطقي لخارطة اللغات الحية محور التعليم بناء لغات التوب عشرين عالميا، في التنمية، وعكسها على اليمن، ما يقودنا إلى إمكانية استنساخها بطرق ذكية، وعبقرية في مجالات الشباب والرياضة، والصحة، والزراعة، ومعامل الإنتاج، والاستثمار، وذوي الاحتياجات الخاصة.
*باحث إستراتيجي في مجال تطوير البلدان

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى