كوكتيل المظالم الجنوبية لدى الشرعية

> أحمد عمر حسين

>  توالت سبع سنوات وتدحرجت رويدا رويدا، وبيدها مدية مفللة زادت وفاقمت الآلام والأوجاع عند أبناء الجنوب.. ورغم أن الآلام لدى الجنوبيين هي في حقيقة الحال قد بدئ احتساؤها منذ قيام الوحدة، إلا أن السنوات التي هلت مع إقرار النقاط العشرين زائدا الإحدى عشرة المختصة بمظالم أبناء الجنوب هذه السبع كانت أشدّ إيلاما وقسوة، إذ أنها جاءت بعد انتخاب رئيس جنوبي ومخرجات حوار أقر فيها مظالم الجنوبيين في العشرين النقطة زائدا الإحدى عشرة نقطة، والتي كان الجنوبيون يأملون ولو في تنفيذ بعض منها. ومن هذه النقاط نستعرض الآتي :
1 - قضية الأسير الجنوبي أحمد عمر العبادي المرقشي، وخاصة أنها قضية ملفقة تمت بعد تنفيذ اعتداء على دار «الأيام» وسكن آل باشراحيل في صنعاء.. وللاسف لم يستخدم الرئيس هادي شيئا من سلطاته لإخراج المرقشي أو إعادةالمحاكمة للطرفين، المعتدي المجرم الحضاري وشلته، والمعتدى عليه والمدافع شرعا عن أمانة في عهدته كحارس أمين، وهو كذلك أمين وبطل رغم كيد الكائدين.
2 - عودة المسرحين قسرا بعد 1994م وما تلاها من سنوات.
3 - تسوية أوضاع المتقاعدين والمبعدين من أعمالهم.
4 - تسوية أوضاع من سرحوا قسرا من الأمن والجيش بتسوية معاشاتهم وخاصة ممن لا يستطيعون الآن بعد 24 عاما بسبب الأمراض والسن الكبير.
5 - عودة ممتلكات القطاع العام والتي تم خصخصتها ظلما وعدوانا، وبأبخس الأثمان ومجانا لبعض ذوي النفوذ.
6 - إعادة وتنشيط بعض المؤسسات التي لم يطلها لوبي الخصخصة ومنها على سبيل المثال مصنع الغزل والنسيج، الذي للأسف تحول اليوم ومنذ ثلاث سنوات إلى مقر لأحد الألوية المسماة “رئاسية”.
7 - تسوية ذوي الأرقام الخمسة والذين تجاهلت عودتهم وزارة الدفاع حتى أصبحوا مشكلة كبيرة بسبب انتظارها حتى يكتمل العائدون وخاصة ممن كانوا في الغربة  وبسبب تداعيات حرب الخليج وغزو الكويت.
هناك في الداخلية أعداد بسيطة لا يتجاوزون الألف شخص، ولا يشكلون عقبة كبيرة في استيعاب ممن يستطيع مواصلة العمل أو تسوية وضع الكبار في العمر. وأعتقد أن نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية أحمد بن أحمد الميسري لديه المقدرة وهو كفؤ لتلك المهمة، ونرجو ان يلتفت إليها.
يا ترى، هل تدرك الشرعية مثل هذه المظالم كم كبدت الشعب الجنوبي ولازالت تكبده الخسائر وتجرعه الآلام، ومن هو الذي يعرقل تسوية هذه الأمور، وخاصة أن قوى النفوذ قبل 2015 قد أصبحت من الماضي وهي مشردة، فمن المعرقل يا ترى؟!.. هذه أسئلة نوجهها للرئيس هادي ولرئيس حكومته، ونريد أن نسمع ونرى فعلا يتحقق ويعيد للناس كرامتها.
أما بالنسبة للمظلوم البطل أحمد المرقشي، فقد ذهبت فرصة الرئيس والحكومة، رغم أنهم أفرجوا في منتصف الحوار عن محكوم بأربعة أحكام وكلها إعدام وباتة وفقط تبقى مصادقة الرئاسة، وذلك مقابل إطلاق عضو الحوار المرحوم محمد سالم عكوش.. واليوم حكومة الحوثيين تمارس لعبة سمجة على غرار (النقاط 20+11)، وهي مسرحية إطلاق البطل المرقشي.
كوكتيل المظالم من قبل من ذكرناهم، هل باستطاعتهم تدارك الوقت بدل الضائع لتسجيل نقاط مضيئة أم أنهم يسيرون بنفس الظلامية وتأبيد المظلوميات؟!.. لنرى قادم الأيام ماذا ستخبرنا؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى