قصة شهيد: فضل صائل مثنى القطيبي (بطولة بعمر قصير)

> تكتبها: خديجة بن بريك

>
​الشهيد الشبل فضل صائل مثنى القطيبي رحل شهيداً وترك بصمات الولد المكافح، دخل التاريخ من بوابة الاستبسال والتحدي والإصرار.. فعلى الرغم من صغر سنه إلا أنه قدم ما يقدمه وما لا يقدمه الكبار، تلك السمات العظيمة في الفداء والتضحية والقول لأجل الفعل ورثها من أسرته التي ذاع صيتها في الشجاعة والرجولة، فجده الشهيد مثنى كان واحداً من الفرسان الشجعان من أبناء ردفان ضد الاحتلال البريطاني.. تحمل هذا الشبل مهاما عظيمة في طفولته بدافع وتحفيز من والده صائل مثنى القطيبي.

الشهيد - رحمه الله - من أسرة ولدت في منطقة معروفة حكى عنها التاريخ ودونتها الأقلام في الكتب إنها منطقة ضرعة في مديرية ردفان مصنع الرجال والأبطال والمدد نحو جبهات القتال..نقول هنا للتذكير حتى لا يكون هناك غفلة ونسيان للدماء التي أضرجت على الأرض، لقد عرف الشهيد معنى الرجولة منذ طفولته بالعمل والكفاح لكسب الحلال نتيجة الظروف المعيشية، وكان يتعلم ويعمل لمساعدة والده في تجميع مصاريف البيت وتدبير أموره لأنه قد عزم على الاعتماد على نفسه عند بلوغه الثامنة عشرة ربيعاً.

ذهب الشهيد إلى جبهة القتال ولم يكن يدري ما هو مصيره واستشهد في مساء الأربعاء الأول من مارس لعام 2017م إلى جانب مجموعة من زملائه من أبناء ردفان والضالع ومناطق جنوبية أخرى أثناء القتال في باب المندب ضد مليشيات الحوثي الإيرانية الانقلابية.
 لقد غادر هذا الشبل الحياة بطلاً بعد أن عاشها مكافحاً في بيع حبات الثوم في سوق مدينة الحبيلين، ليترك أثراً راسخاً في رسالة يستفيد منها من هم في سنه وغيرها ليؤكد في كفاحه هذا أن هناك في الحياة أشاوس وهم صغار يمتلكون العزيمة والوقوف في أشد المحن وأعتاها..

 نقدم كل التقدير لأسرة الشهيد فضل صائل مثنى القطيبي، رحمه الله، وكل أسر الشهداء، والصبر على  هذه المصائب التي ستأتي على كل صغير وكبير غني وفقير حتى وإن لم تتحقق الأهداف المنشودة، لكن ستنالون الحب والتقدير والاحترام من قبل أبناء مجتمعكم، لن نعتبر الشهداء أمواتا إلا إذا لم يكن هناك من يواسي أسرهم من قبل الذين يتسلطون على المقدرات وثروات البلاد، لأن لهم الحق من ذلك ليعيشوا عيشاً كريماً مثلما ضحى أبناؤهم ووهبوا أنفسهم تحت شعار حب الوطن، وأكدوا ما قالوه على الواقع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى