الفنانة أصالة: أنا أرسم وكل عين تترجم اللوحة بحسب مكنونات النفس

> حاورتها/ أمل عياش

>
​نجحت في مزج الدواء بالألوان، وتصالح فيها المشرط بالريشة لتنسج قصة من حكاية “ألف ليلة وليلة” حيث تتعدد الحكايات والروايات، وتنوعت فيها الشخصيات لتأدية الأدوار لتظل الشخصية الأسطورية الحقيقية نبعاً متدفقاً لحكايات أخرى فيها شغف وجمال للمشاهد. دعونا نسكن للحظات وسط هذا النسيج لنعيش خيال اللوحات الروائية بريشة أميرة مبدعة من أميرات الفن التشكيلي الفنانة والدكتورة أصالة عبدالحافظ.

لنبدأ الحديث من نقطة التوفيق بين الطب والفن، كيف كانت؟
- رغم صعوبة دراسة الطب إلا أن هوايتي للفن التشكيلي لن ينازعها أي شيء، وقتي أقضيه مع الريشة والفن واللون، ولوحاتي تميل إلى الرسم ما يسمى بـ (المايع) التي توحي من خلالها للمشاهد حسب رؤيته أكثر من صورة، هي عبارة عن “طفش” ألوان، وأمنيتي أن أتأهل أكاديمياً على أيدي أساتذة مخضرمين، وأريد أن أقدّم معرضاً شخصياً للوحاتي يحتويني، لكن ما في تشجيع ولم نجد الدعم.


كم عدد مشاركتك مع جماعة “حوار الرؤية”؟ وماذا أضاف لك؟
- هذه السنة الثالثة على التوالي أشارك فيها مع جماعة الفن التشكيلي “حوار الرؤية”. حوار الرؤية أضاف إليّ الكثير.. أولها بأن أطلقت العنان لريشتي أن تعبر عما في داخلي، وفتحت لي أبواب الرؤية.. مشاركة الناس وإطلاعهم على أعمالي الفنية المتنوعة ونشرها.

ماذا يعني لك الخيال والظل والموسيقى والألوان؟
- الرسم من أكثر الفنون جمالاً وإبداعاً.. حيث تعبر عن روح الرسام بخطوط تحفز الناظر على معرفة غموضها، وكشف معالمها الخفية حسب نظرته الخاصة، فهو بالنسبة لي تعبير صامت عن مشاعر تضج بالأحاسيس المعبرة كالألم أو الفرح، تنصبُّ كلحن عذب في خطوط وألوان ومساحات التظليل. وقد تختلف الرؤية في لوحة معينة من شخص لآخر، نظراً لثقافته وشخصيته، كما كان في لوحاتي (الفن الانسيابي التجريدي)، أعطيت لكل ناظر مساحته الخاصة بفلسفة ينظر إلى اللوحة حسب ما بداخله هو، وهذا التباين يظهر ما في باطن الرسام ويبرز أبعاده الخفية للوحة، قد لا تبدو واضحة للناظر العادي وإنما هي قراءة لتفاصيل غير مرئية تعبر عن الواقع.. الرسم هو الجمال وموسيقى الحياة.

كفنانة وطبيبة أسنان، هل النقاب يعيقك أو يمثل حاجزاً؛ كون المهنتان مرتبطتين بالوجه ليعطي أكثر تعبيراً عند المتلقي؟
- النقاب لا يعيق أحداً ما دام أن الرسالة سامية، والتعبير برسم اللوحات وعمل طب الأسنان ما هي إلا أعمال فنيَّة مرتبطة بعمل اليد وتناغمها وخفتها بالعمل خاصة، والمهنتان ليستا مرتبطتين بالوجه. أعتقد أن المهنتين مرتبطتان ببراعة اليد والفكر والأحاسيس.. وأخيراً الحضارة تكمن في الفكر وليس في الجسد، والحرية في الاختيار وليست في الفرض.
الفنانة أصالة مع إحدى لوحاتها المتميزة
الفنانة أصالة مع إحدى لوحاتها المتميزة

كيف استطعتِ المزج بين الفن التشكيلي والطب؟
- امتزاج الطب (طب الأسنان) بفن الرسم ما هو إلا حلقة تكاملية جمالية، تسعى لرسم الابتسامة الجميلة على وجوه المرضى، مثل اللوحة بالضبط. فالرسم ساعدني جداً وجعلني متفوقة في مجال عملي بعيادة الأسنان، ساعدني في بروز ونحت وتشكيل الأسنان بصورة جمالية.. فكلاهما يكمل بعض، بالنسبة لي كلاهما فن، وفن جميل جداً.

من أخذ بيدك للخروج بلوحاتك إلى النور؟
- اكتشف فني رئيس جماعة “حوار الرؤية”، وهو من قال لي: انضمي معنا، وأطلقي العنان لفنك بأن ينتشر بكل مكان، وكان من حسن حظي انضمامي مع الرسامين، ومعرفة المواهب الشابة مثلي ودخول عالم الفن بشكل أكبر.

إلهام العرشي، فنانة تشكيلية مخضرمة، ومدرسة في معهد جميل غانم، لها بصمة في الفن محلياً وخارجياً باجتهاد شخصي، رغم الدعم الموجود إلا أنها سعت لإيصال فنها كنموذج نسائي يمني. ما تعليقك؟
- هي نموذج نسائي جداً جميل وفخر لليمن، أعمالها لها بصمة جميلة، يتميز عملها التجريدي الجميل الممزوج بالفن المعماري المتناغم بين الخطوط والألوان ضمن سيمفونية زخرفية.. لوحاتها بالنسبة لي خصبة، تتناغم فيها الحيوية والسكون والتكامل بين الإنسان والطبيعة، واختصت بإبراز تراثنا اليمني عبر لوحاتها الجميلة. أتمنى لها عمراً مديداً بالصحة والتوفيق. الأستاذة إلهام مثال للقوة تعطينا أملاً وإلهاماً للمواصلة والمثابرة، رغم كل الظروف أو العوائق التي قد تحبطنا. وأنا كذلك سأواصل فني وأسمو به في ظل تشجيع أهلي ومن أحبوا فني. سأوصل رسالتي للعالم بأننا جيل رغم الصعاب والحروب سنحقق ما نطمح إليه.

ما هو تعريفك لفن الرسم؟
- الرسم يعد من أكثر الفنون جمالاً وإبداعاً. حيث يعبر عن روح الرسام بخطوط تحفز الناظر إلى معرفة غموضها، وكشف معالمها الخفية حسب نظرته الخاصة، فهو بالنسبة لي تعبير صامت عن مشاعر تضج بالأحاسيس المعبرة كالألم أو الفرح، تنصبُ كلحن عذب في خطوط وألوان ومساحات التظليل. وقد تختلف الرؤية في لوحة معينة من شخص لآخر نظراً لثقافته وشخصيته كما كان في لوحاتي، ( الفن الانسيابي التجريدي) أعطيت لكل ناظر مساحته الخاصة بفلسفة اللوحة حسب ما بداخله هو، وهذا التباين يظهر ما في باطن الرسام ويبرز أبعاده الخفية للوحة قد لا تبدو واضحة للناظر العادي؛ وإنما هي قراءة لتفاصيل غير مرئية تعبر عن الواقع.

كلمة أخيرة تودين قولها. 
- كما أحب أن أشكر أهلي، فهم من كانوا الداعم الأكبر لي في مشوار عملي الفني مادياً ومعنوياً. وأشكر أصدقائي الذين آمنوا بي وبقدراتي الفنية. وأشكر جميع الإعلاميين لتغطية الأحداث، وأتمنى أن نحظى باهتمام أكبر، لنشر مواهبنا المدفونة. وشكراً للداعمين، وشكراً لمدير مكتب الثقافة بمديرية الشيخ عثمان جمال الشاوش، وابن يزيد للصرافة، لدعمهم لهذا المعرض، ويا حبذا لو تضاعفت الجهود ليطوف هذا المعرض في أماكن أخرى؛ لأنه يستحق المشاهدة أكثر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى