الحديدة.. توقف للمسار السياسي وفشل في الحسم العسكري

> «الأيام» غرفة الأخبار

>
جمود وتوقف للجهود السياسية التي يقودها بشكل أساسي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، ما جعل متابعين للشأن اليمني يتحدّثون عن وصول المساعي إلى طريق مسدود بعد استنفاده جميع المحاولات لإقناع قيادة الحوثيين بالاستجابة لجهود السلام.

وتسود محافظة الحديدة حالة من التوتّر تهدّد بإسقاط الهدنة المعلنة هناك استنادا إلى اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة ولم تلتزم جماعة الحوثي بتنفيذ أي من بنوده، فيما كثّفت بشكل ملحوظ من تحرّكاتها العسكرية وخروقاتها المتكرّرة لوقف إطلاق النار.

وعبّر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش عن قلقه لمآل جهود السلام في اليمن بالقول «مبعث قلقنا الأساسي هو إطار ستوكهولم ومستقبل العملية السياسية واتفاق انسحاب الحوثي من الحديدة والموانئ»، موضّحا في تغريدة على تويتر «اكتشف المبعوث الأممي السابق إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبكّرا أن الحوثي هو المعرقل للحل السياسي في اليمن، واليوم يدرك المبعوث الحالي مارتن جريفيثس هذه الحقيقة».
وأعلن تحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية في اليمن أمس وأمس الأول استمرار جماعة الحوثي في خرق الهدنة بالحديدة، مسجّلا رصد ما يزيد عن أربعين خرقا في ظرف أربع وعشرين ساعة شملت إطلاق النار من أسلحة مختلفة وإطلاق صواريخ الهاون والكاتيوشا.

إلى ذلك دعا خبيران عسكريان واستراتيجيان سعوديان إلى «ضرورة إجبار ميليشيا الحوثي الإيرانية على تنفيذ التزاماتها في الملف السياسي، وإلا فإن الحسم العسكري سيكون الخيار الوحيد لإنهاء معاناة ملايين اليمنيين الذين يعيشون تحت هيمنة هذه الميليشيا التي اتخذتهم رهائن لشرعنة انقلابها».

وأكد الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء متقاعد د. أنور ماجد عشقي، رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية والقانونية، أن «رفض الميليشيا الحوثية تطبيق اتفاق ستوكهولم من شأنه أن يغلق الباب أمام أي تسوية سياسية يمكن أن تنقذ حياة الميليشيا الإرهابية وتجعل الحسم العسكري بواسطة قوات الشرعية اليمنية المدعومة من قوات التحالف خياراً مرجحاً»، مشيراً إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لم يعد بمقدوره انتظار نهاية لمراوغات هذه العصابة، حيث إن ملايين اليمنيين يحتاجون للحماية الأمنية والغذائية رغم كل الجهود الكبيرة التي تقدمها السعودية والإمارات في هذا الصدد.

وأوضح عشقي أن التحالف العربي يعكف على تنفيذ مبادرته للمساعدات الإنسانية في اليمن والتي تبلغ قيمتها 500 مليون دولار إضافية في إطار خطة الاستجابة الإنسانية التي أطلقتها الأمم المتحدة في اليمن، غير أن هذه المساعدات لن تكفي وحدها لحل الأزمة الإنسانية في بلد أصبح سكانه أسرى لدى ميليشيا الحوثي، إذ لا بد من ضغوط دولية لإجبار الحوثيين على الانسحاب من محافظة الحديدة ومينائها.

العميد متقاعد فارس بن سعد العامري اعتبر أن الحسم العسكري سيكون هو الخيار الوحيد إذا لم يقم المجتمع الدولي بإرغام الحوثيين على تنفيذ التعهدات التي التزموا بها في اتفاق ستوكهولم، مشيراً إلى أن على الغرب أن يدرك أن خطر الميليشيا الحوثية التابعة لإيران عليه لا يقل عن خطر تنظيم القاعدة الذي نفذ هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، ما يعني أن على المجتمع الدولي عموماً وأوروبا وأمريكا تحديداً أن تكثف جهودها لدعم الحكومة الشرعية وممارسة ضغوط حقيقة على الذراع الإيرانية في اليمن، كون هذا البلد أهم من الناحية الاستراتيجية من أفغانستان التي تحصنت فيها القاعدة لتهدد الغرب.

من جهته اتهم وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني جماعة الحوثي بممارسة عملية تدمير ممنهجة للبنية التحتية في الحديدة.
وبثّ الوزير تسجيلا مصورا على موقعه في تويتر لحريق كبير في مجمع صناعي بشرق مدينة الحديدة يقع ضمن مناطق سيطرة قوات الحكومة الشرعية، قال إنّه ناجم عن قذائف أطلقتها ميليشيا الحوثي.

وأرفق التسجيل بتعليق قال فيه إنّ «المبعوث الخاص لليمن وفريق الرقابة الأممية مطالبان بموقف واضح من هذه الاختراقات المستمرة من قبل الميليشيا الحوثية لوقف إطلاق النار»، مؤكّدا أن «صبر الحكومة يوشك على النفاد».
ووصف الإرياني ما يقوم به الحوثيون بأنّه «تدمير ممنهج للبنية التحتية في الحديدة من مستشفيات ومصانع، يتكرر كل يوم، في ظل صمت مطبق ومستغرب».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى