«الأيام» تنفرد بنشر كشوفات معونات المنظمات ومن يستلمها في صنعاء

> تقرير/ خاص

>
عقال حارات وموالون للحوثي يستولون على معونات النازحين
اتهم مواطنون ونازحون من محافظتي تعز والحديدة في صنعاء سلطة الأمر الواقع ومواليهم بالاستيلاء على المساعدات الإنسانية المقدمة لهم من قِبل المنظمات الإغاثية الدولية، وقصر الجزء الأغلب منها على العناصر الموالية لجماعة الحوثيين.
ولم تكن هذه الاتهامات والشكاوى هي الأولى التي تتلقاها “الأيام”؛ لكن هذه المرة مدعومة بكشوفات تظهر بالأسماء ما يقدمه عقال الحارات في صنعاء للمنظمات الإغاثية من عبث وتلاعب في الأسماء حتى لا تصل تلك المساعدات إلى مستحقيها، والأمر الذي فضح وجرد الحوثيين عن حقيقتهم.
عقال حارات وموالون للحوثي يستولون على معونات النازحين
عقال حارات وموالون للحوثي يستولون على معونات النازحين

وذكر عدد من المواطنين لـ “الأيام” أنهم منذ سيطرة جماعة الحوثي على صنعاء لم يطرق منازلهم أي شخص أو جهة إغاثية لتقديم أية مساعدة غذائية لهم، على الرغم من الأرقام المتداولة عن حجم المساعدات الضخمة التي تصل إلى صنعاء.
واتهم البعض الحوثيين بأنهم المسؤولين بدرجة رئيسة عن عدم حصول أكثرية المواطنين على المساعدات الإنسانية، فضلاً عن الضغط الذي يمارسونه على المنظمات الإنسانية العاملة لاتباع آليات للتوزيع غير عادلة، تحت إشراف عناصر منها، لما يضمن قصرها على الموالين لهم كعقال الحارات.

ونفى مواطنون في أحاديث لـ “الأيام” أن يكونوا قد تحصلوا على أية مساعدة خلال الأربع سنوات الماضية أو أي من جيرانه في الحي الذي يسكنوه وسط صنعاء، على الرغم  من الأوضاع القاسية التي يعيشونها، جراء الحرب وتداعياتها من انقطاع لمرتبات الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الجماعة.
نازحو تعز والحديدة: لم نستلم أي مواد غذائية منذ 4 سنوات
نازحو تعز والحديدة: لم نستلم أي مواد غذائية منذ 4 سنوات

الحرمان من المساعدات
تقول إحدى معلمات المدارس الحكومية بصنعاء، إنها سجلت اسمها أكثر من مرة، لدى عاقل الحارة التي تسكن فيها، الواقعة شمال صنعاء، وكذا لدى المشرف الحوثي في منطقتها، لكنها لم تحصل على أية مساعدة غذائية على حد تأكيدها خلال السنوات الأربع الماضية. وتضيف المعلمة لـ “الأيام” بنبرة متحسرة: “لا نعلم ما هي الطريقة المتبعة التي يمكن أن تمكننا من الحصول على حصتنا من المساعدات، خصوصاً أننا من الفئات المستحقة للمعونة الإنسانية بعد توقف رواتبنا”.
الكشوفات تظهر تكرار أسماء ضباط وتجار حوثيين لأربع مرات
الكشوفات تظهر تكرار أسماء ضباط وتجار حوثيين لأربع مرات

وفي السياق نفسه، دعا مواطنون آخرون المنظمات الدولية العاملة في مجال الإغاثة، إلى تغيير آلية توزيع المساعدات، والحرص على اتخاذ إجراءات دقيقة لضمان وصولها إلى أكبر عدد من الفئات المستحقة، وعدم الخضوع إلى إملاءات جماعة الحوثيين.
وتتطابق شكاوى المواطنين في صنعاء مع الاتهامات المتكررة التي توجها الحكومة الشرعية والجهات الحقوقية اليمنية الأخرى إلى جماعة الحوثي، لجأت إلى التلاعب بالمعونات، سواء الغذائية أو الصحية، والاستيلاء عليها عبر طرق مختلفة لتوزيعها على العناصر التابعين لها، أو بيعها في سوق السوداء لمصالح تمويل جبهاتها القتالية.

منظمات تتبع الحوثيين
ومن الوسائل التي لجأت إليها الجماعة للاستيلاء على هذه المعونات، بحسب ما تقوله مصادر في صنعاء لـ “الأيام”، قيام الحوثيين بإنشاء العشرات من المنظمات الإنسانية التابعة لها في مناطق سيطرتها، ثم الضغط من أجل أن تصبح هذه المنظمات الحوثية شريكاً محلياً للمنظمات الدولية الإغاثية، وهو الأمر الذي يمكنها من الاستيلاء على حصص ضخمة من المساعدات دون أن تقوم بتوزيعها على المستحقين.


حتى النازحين لم يستلموا
لم يقتصر الوضع إلى هنا؛ حيث كشفت مصادر أخرى لـ “الأيام” أن نازحي تعز والحديدة لم يتسلموا أية مواد إغاثية منذ نزوحهم إلى صنعاء، وأن من يستلمها هم عقال الحارات ومدراء الأقسام وعساكر وموالون للحوثيين، مرفق أسمائهم وصفاتهم بالكشوفات المرفقة ومكررة لأربع مرات في الشهر الواحد.
بينما نازحو تعز والحديدة، وهم المعنيون بتلك المساعدات.. لا يصرف لهم شيء؛ لكون الكشوفات التي ترفع للمنظمات بحسب ما يرفع من قِبل عقال الحارات المواليين للحوثين.

تحدث أحد نازحي تعز لـ “الأيام”، والدهشة بادية عليه بعد مشاهدته لكشوفات النازحين بالقول: “نزحت إلى صنعاء في يناير 2016م وحتى اليوم لم أتحصل على أي من تلك المعونات”، وأضاف متسائلاً: “لاحظوا كشوفات المعونات المخصصة للنازحين كلها أسماء من صنعاء وما حولها، أين ألقاب أهالي تعز من الكشوفات؟! وهل هذه الكشوفات رسمية فعلا؟!”.

الاستيلاء على موارد طبية
في ذات السياق أكدت مصادر لـ “الأيام”، استيلاء الجماعة على كميات ضخمة من المحاليل الطبية والأدوية المخصصة لمرض الكوليرا، كانت مخصصة لعدد من المراكز الصحية بصنعاء.
ورغم أن المسؤولين عن توصيل الشحنة أظهروا الوثائق الرسمية والبيانات التي تثبت مصدر الشحنة ووجهتها للحوثيين بعد إيقافهم في إحدى نقاط التفتيش، إلا أن التعليمات التي جاءتهم من مشرف الجماعة في منطقتهم قضت بمصادرة الشحنة إلى مكان مجهول.


استيلاء على المعونات
العديد من المنظمات الإغاثية والإنسانية تعمل في صنعاء؛ كالمنظمة القطرية الخيرية التي تقدم مواد غذائية، وبعض المنظمات كالمنظمة النرويجية تصرف مبالغ مالية للمعسرين بدفع إيجارات منازلهم، ومنظمة الغذاء العالمي التي تقدم مواد غذائية شهرياً، ومنظمة “أدرى” تقدم مواد إيوائية.. وغيرها.
لكن الحوثي وموالوه من عقال الحارات وضباط ورؤساء أقسام وعساكر وتجار هم من يستولون على كل ما تقدمه تلك المنظمات بحجة المجهود الحربي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى