انقذوا شبام.. علي ناصر و"أمبو" تحت أسوارها منذ 35 عاما!

> كتب/ علوي بن سميط

>
ديسمبر 1984م وصل مدينة شبام حضرموت علي ناصر محمد رئيس هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى، رئيس الوزراء أمين عام اللجنة المركزية للحزب الإشتراكي اليمني، ومعه الدكتور أحمد مختار أمبو المدير العام لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة، ووزراء في حكومة ج. ي. د. ش، وعدد من السفراء المعتمدين، عرب وأجانب بعدن، كان ذلك من 35 عام مضى، جاء وصولهم إلى مدينة شبام حضرموت بهدف إعلان تدشين خطة صيانة وحماية المدينة التاريخية دولياً، وإعلان اختتام الحملة الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار، وهو مشروع مشترك بين حكومة الجنوب واليونسكو.

أما عن الحملة الوطنية والدولية لصيانة مدينة شبام حضرموت، فقد بدأ الإعداد لها في 1980م بالمؤتمر العام لليونسكو، الذي أقترح أعضاؤه وزراء التربية والثقافة بدول العالم مقترحاً وتوصية خوّل فيها المجتمعون المدير العام لليونسكو دكتور أمبو بالإتصال والتواصل مع حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، لأمكانية مدينة شبام حضرموت وترشيحها كمدينة ومعلم تاريخي بقائمة التراث بموجب المعايير المتبعة لدى المنظمة، وحصل التواصل، وقدمت الحكومة عبر العديد من المثقفين وأساتذة التاريخ والعلوم الإنسانية ومهندسي العمارة التقارير والبيانات والإحصاءات، وأكثر ماتتفرد وتتميّز به شبام عن غيرها من مدن الجنوب. وفي المؤتمر العام للدول الأعضاء بمنظمة اليونسكو في عام 1982م، أدرِجت مدينة شبام بمحافظة حضرموت، رسمياً دولياً، بقائمة التراث الدولي الإنساني وبحضور ممثل اليمن الجنوبي حينذاك البرفسور محمد عبدالقادر بافقيه -رحمه الله- الذي كان له دور في تقديم الطلب والدفاع عنه علمياً، وآخرون معه أسهموا في تقديم ذلك. ومنذ اتخاذ القرار الدولي شرعت المنظمة ترسل خبراءها (البريطانيين والفرنسيين)، وكان كبير الخبراء البرفسور رونالد ليكوك، الذي جلس بالمدينة من عام 82 وحتى 1984م، ويزور المدينة كل عام، لأكثر من خمسة شهور، والعودة في الوقت الذي بدأت الحكومة ببعض المشاريع الأولية في الحماية كي تضع (أمام اليونسكو) جديّتها، وبدأت تشكيل لجاناً بعدن، وما أن أعلن في شبام حضرموت في المهرجان الشعبي 84م إلا ومكتب الحملة الوطنية والدولية لصيانة مدينة شبام حضرموت قد جهز كل شيء، وبعد ترميم وتجديد السدة (بوابة شبام) الذي أختير مقراً للمكتب، وقد رأس المكتب من أبناء شبام حضرموت أ.صالح باخبيرة وبطاقم متواضع، وظل مديراً للحملة الوطنية لصيانة شبام من 84م حتى تغير الاسم بعد عام 90م إلى الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، فرع شبام حضرموت، وظل مديراً لها إلى ما بعد 96م حتى تقاعد، وأنتقل مكتب الحملة “الهيئة” إلى قصر شبام النجدي الشمالي نهاية الثمانينات بداية التسعينات وحتى اليوم.

في نهاية العام ومنذ 35 سنة مضت، جرى الإعلان الرسمي والشعبي الوطني والدولي تحت أسوار المدينة، حيث مجرى السيول (البطحاء) اجتمع الناس وسمعوا ماقاله علي ناصر محمد، وأحمد أمبو وأنقل مقتطفات من كلمة هذا وذاك:
"أيها الإخوة المواطنين
يا أبناء مدينة شبام.. يا أبناء محافظة حضرموت..
حين نقوم اليوم بتدشين الحملة الوطنية والدولية لإنقاذ مدينة شبام فإننا نجسد بذلك عزمنا وتصميمنا على ردم فجوة الانقطاع الحضاري، ولانبالغ حين نقول بأن السمات المعمارية الحضارية لمدينة شبام التي شيدت بالسواعد، قد عكست بحق القدرات الإبداعية ذات الأصالة الوطنية لشعبنا العظيم وهي تشكل اليوم تراثاً ثقافياً مشرقاً لبلادنا وتستهدف الحملة الوطنية والدولية لإنقاذ مدينة شبام وصيانة السور الشبامي وترميم وتطوير مجاريها العامة وترميم مبانيها وتجميل المواقع الأثرية فيها وحمايتها.. ونتوجه بالنداء الى كل المنظمات الدولية والبلدان الشقيقة والصديقة للمساهمة النشطة في دعم الحملة الدولية والوطنية لإنقاذ شبام.

( هذا مقتطف من كلمة الرئيس علي ناصر محمد).. أما المدير العام لليونسكو د/احمد مختار أمبو فأنني أقتطف من كلمته التي هي بمثابة نداء :- تبدوا الحياة للوهلة الأولى في شبام وراء الأسوار التي لاتزال صامدة وبين الأبراج المحصنة والمنشاءات الدفاعية وكأنها تسير على نفس المنوال الذي كانت عليه منذ تأسيسها، وتعد مدينة شبام التي شيدت في حوالي القرن الرابع الميلادي من أكمل الشواهد على مابلغه الفن والهندسة المعمارية اليمنية، أما اليوم فقد أصبحت شبام عاصمة الوادي الرائعة مهددة بالخطر نتيجة الأثر المشترك للسيول والفضيانات المدمرة... وأعرب عن أملي في أن​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى