«حماية البيئة» بلحج توصي بإجراءات لمنع حدوث الضرر حول موقع دفن المبيدات السامة

> «الأيام» هشام عطيري

>
إعلان الموقع منطقة محظورة وفحص مياه الآبار القريبة من الموقع لمعرفة مدى تأثرها

أصدرت الهيئة العامة لحماية البيئة فرع محافظة لحج تقريرا يوضح الوضع الحالي لموقع دفن المبيدات السامة والإجراءات الوقائية المتبعة لمنع حدوث الضرر في الموقع، مع الأخذ بعين الاعتبار بالمعالجات السريعة لمنع التلوث البيئي ومخاطبة الجهات المختصة بحسب التقرير الذي وضح طريقة دفن المبيدات السامة بمنطقة بير عمر بمديرية تبن ومخاطرها وطرق الوقاية، سلم إلى قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ليعد أول تقرير رسمي حول قضية المبيدات السامة والتي أثارتها “الأيام” خلال الأيام القليلة الماضية بناء على شكاوى المواطنين في المنطقة.

وأكد التقرير أن حماية البيئة مسئولية الجميع وفقا لما نص عليه الدستور وكذا ما نص عليه قانون حماية البيئة رقم 26 لعام 2005م والمادتين (39 ، 42) من الباب الثالث التي نصت على الأنشطة المضرة بالبيئة.
وأشار التقرير إلى أن موقع دفن المبيدات السامة في منطقة الجراد الواقعة بمنطقة بير عمر في الجهة الجنوبية الشرقية لمديرية تبن محافظة لحج، حيث يتم الوصول إلى موقع دفن المبيدات عبر الطريق العام (عدن - تعز) ومنه إلى الطريق الغربي المؤدي إلى منطقة بير عمر متجهة إلى مبنى الجراد والمستودعات القديمة وبجانبه موقع دفن المبيدات السامة بمسافة تقدر بـ (1 كيلو مترا مربعا).

حيث بين التقرير أن الموقع يحتوي على مبنى للإدارة والمستودعات الخاصة بحفظ المبيدات السامة آنذاك ومساحة تابعة لها تقدر بحولي (2 فدان)، كما يبعد موقع دفن النفايات عن التجمعات السكانية لمنطقة بير عمر حوالي 500 متر، بحسب الصورة الجوية المنشورة في التقرير.
وحلل التقرير الوضع القائم بمنطقة الجراد التابعة لمشروع مكافحة الجراد التابع لوزارة الزراعة، قسم وقاية النبات، حيث يحتوي المشروع على مبنى الإدارة والمستودعات لحفظ المبيدات السامة والأراضي الزراعية التابعة لها، والتي تحولت ملكيتها إلى مزرعة تسمين العجول ونتيجة لانتهاء عمل المشروع وانتهاء صلاحيات المبيدات السامة تم التخلص منها بالطريقة البدائية والمستعملة آنذاك، بحسب إفادة شهود العيان وعلى بعد 20 مترا من المستودعات والتي تم التعرف عليها عند مسح الأرض وإزالة الغطاء من الأتربة على موقع الدفن بواسطة أحد ملاك الاراضي.

وأوضح التقرير أن اللقاء مع بعض المواطنين وشيخ المنطقة وأحد العاملين في مشروع الجراد وبحضور شهود العيان اتضح الآتي: تم دفن المبيدات السامة والمنتهية الصلاحية بالقرب من المستودعات على بعد 20 مترا، وحدد التقرير نوع المبيدات وهي روجر (ديمثويت) والاكتين، وعلى هيئة أكياس من البودرة والعبوات المعدنية، مشيرا إلى أن مساحة الموقع (10×20 مترا) وبعمق (6 أمتار)، وتم تعبئة الخندق والذي يبلغ حجمه (1200 متر مكعب) بحوالي 5 أطنان من المبيدات الحشرية السامة والمتنوعة.

وأوضح التقرير أن التخلص من المبيدات السامة بطريقة الدفن البدائية ما بين عامي 86 -87م من قبل إدارة المشروع بيّن أن الموقع تحيط به مزرعة تابعة لأحد المواطنين تحتوي على مجموعة من الأشجار المعمرة والنباتات الخضرية التي تروى بواسطة مياه البئر الجوفية وتمتاز التربة بالخصوبة المتوسطة وقلة النفاذية كلما اتجهنا للأسفل، كما يستغل بحسب التقرير مبنى الإدارة والمستودعات أحد ملاك الأرض والمتواجدين على التجمعات السكانية القريبة من الموقع.

وبين التقرير التأثيرات البيئة المحتملة من جراء دفن المبيدات، حيث أشار إلى استخدام الطرق البدائية في التخلص من المبيدات التابعة لمزرعة الجراد بجانب المستودعات قبل 33 عاما والتي نتوقع أن تحدث التأثيرات على البيئة من جراء دفن المبيدات والتي يصيب أثرها الإنسان والحيوان والنبات والتربة والماء بطريقة مباشرة وغير مباشرة نتيجة دفن المبيدات الحشرية السامة في التربة والبعض منها محرمة دوليا مثل مبيد الروجر ( ديمثويت) والاكتين وt4D والتي يمنع البعض من استعمالها في القضاء على الحشرات نتيجة لما تحدثه من تأثيرات على البيئة طول فترة تحللها في التربة محدثا الأضرار على:

 أولا: الإنسان
 عندما تحدث عملية جرف للتربة بواسطة تدخل الإنسان بهدف كشف الغطاء عن الخندق من الأرض فإن هذه العملية تؤدي إلى ظهور الروائح الكريهة الناتجة عن الانتقال جزئيا للمبيدات عبر الهواء إلى الانف على هيئة غازات محملة بالتأثيرات على الجهاز التنفسي والذي يسبب الالتهابات الحادة للرئة ومنها إلى الجهاز الهضمي والكبد والكلية مسببة مرض السرطان وكذا يمر عبر الجلد عن طريق المسامات الصغيرة محدثة خللا في الجهاز العصبي.

ثانيا: النباتات
 الإفراط في استخدام المبيدات الحشرية السامة تحدث تأثيرا على النباتات من المحاصيل والخضار والفاكهة، وهو بقاء المبيد على الخضار والفواكه وهو ما يؤدي إلى ضعف في إنتاجية المحاصيل وظهور أصناف من النباتات غير مقاومة وإحداث خلل في التنوع  البيئي.

ثالثا: المياه
 إن استخدام الأرض التي دفنت فيها المبيدات السامة لغرض الزراعة أو السكن وتصريف المياه عليها في التربة فإن المبيدات تنتقل إلى مصدر المياه عن طريق الري أو سقوط الأمطار أو تصريف مياه الصرف الصحي إلى باطن التربة محدثة التلوث البيئي المائي.

رابعا: التربة
 تحتوي التربة على الكائنات الحية المفيدة التي تساعد في رفع خصوبتها وتهوية التربة، ونتيجة لجرف التربة التي تم دفن المبيدات فيها واستخدامها لغرض الزراعة وانتقالها من موقعها إلى مواقع أخرى ستعمل على نقل الكائنات الحية في التربة وإحداث خلل في طبيعة التربة وتكوين مادة سامة تمتصها النباتات وتأكلها الحيوانات ويتغذى عليها الإنسان مسببة الأمراض السرطانية.
وحدد التقرير الإجراءات الوقائية لمنع حدوث التلوث البيئي بالموقع، مشيرا إلى أن التخلص من المبيدات السامة والمحرمة دوليا المنتهية الصلاحية بالطرق البدائية تؤدي إلى التلوث البيئي وتهدد حياة الإنسان والنباتات والحيوانات والتربة.

وأوصت هيئة حماية البيئة بمحافظة لحج في ختام تقريرها باتخاذ مجموعة من الإجراءات لمنع حدوث الضرر بالبيئة في الموقع من خلال الإعلان عن الموقع الذي تم التخلص فيه من المبيدات السامة بأنه منطقة محظورة ويمنع الاقتراب منها بواسطة علامات ولوحات تحدد ذلك، إضافة إلى أخذ فحوصات المياه من الآبار القريبة من الموقع لمعرفة تأثيرات المبيدات السامة إن وجدت في  مياه تلك الآبار.

كما أوصى التقرير بإشعار مكتب أراضي وعقارات الدولة بعدم منح التراخيص أو صرف الأرض التي تم التخلص فيها من المبيدات السامة حتى يتم معالجتها وإجراء الفحوصات المختبرية لمعرفة مدى تأثير المبيدات السامة والفترة الزمنية لوجود المبيدات بالموقع والتأثير من نوع المبيدات بحسب الفحوصات المختبرية ومدى سرعة تحلل المبيدات في التربة.
كما أوصى التقرير بتغطية الموقع أو المساحة التي دفنت فيها المبيدات السامة بمادة “البلولثلين” وإضافة التربة عليها كغطاء يمنع انتقال الأتربة المحملة بالجزيئات وذرات المبيدات السامة، إضافة إلى عمل برنامج توعية بيئة صحية للمزارعين والتجمعات السكانية بخطورة المبيدات السامة وأضرارها على البيئة والإنسان.

 وطالب التقرير ضمن توصياته بإجراء التواصل والاتصال من قبل السلطة المحلية في المحافظة بالجهات ذات العلاقة ممثلة بوزارة الزراعة لإيجاد المعالجات السريعة والسليمة والآمنة بيئيا إلى جانب بعض الجهات المشتركة في رفع الضرر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى