الفول السوداني بأبين.. رافد اقتصادي كبير لأبناء المحافظة

> تقرير/ عبدالله الظبي

>
تشتهر محافظة أبين بزراعة الفول السوداني المعروف محلياً بـ “اللوز” بجميع أنواعه، ويزرع عادة في مناطق دلتا أبين، وذلك لخصوبة تربتها الزراعية، وتوفّر مياه السيول الموسمية، التي يعتمد عليها المزارعون في عملية الري بشكل رئيسي، ويعود تاريخ زراعته إلى عامي (1958 - 1959م)، وفي منتصف عام 1960، تم استيراد عدة أصناف من جمهورية مصر وتنزانيا، وزرعت في قطع إرشادية في المزرعة التجريبية التابعة لمركز البحوث الزراعية في الكود وجعار، لمعرفة مدى تأقلُم هذا المحصول مع الظروف المناخية للمناطق الساحلية، وبدأت التجارب العلمية خلال موسم 1975م 1976م، وتمكن الباحثون من خلال هذه التجارب من الوصول إلى الأصناف المفضلة من حيث الإنتاج.

وعادة تتم عملية جني هذا المحصول عن طريق الأيدي العاملة من أبناء المنطقة، والتي تشارك فيها النساء والشباب، حيث تتم عملية نقله إلى أماكن خاصة للتخزين والتجفيف، لتتم بذلك العملية التسويقية لبيعه في الأسواق المحلية والطبخ في أفران محلية، أو الاحتفاظ بجزء منه كغذاء للمزارعين، أو بذور للسنة القادمة.
ويُعد الفول السوداني والذي يعرف محلياً بـ“اللوز” من المحاصيل الزراعية التي تنتمي إلى فصيلة البقوليات، والتي تعود بالربح الكبير.
الفول السوداني
الفول السوداني


من المحاصيل الاقتصادية
حسين فضل
حسين فضل
وقال مدير عام مكتب الزراعة والرأي بمحافظة أبين د. حسين فضل الهيثمي: “إن الفول السوداني (اللوز) يُعد من أهم المحاصيل الزراعية والاقتصادية الهامة في العالم، وتكمن أهميته في أنه محصول ذو قيمة غذائية عالية، كما يحتوي على نسبة عالية من البروتين إذ تبلغ نسبة الزيت في البذور حوالي 25 - 29 %، بالإضافة إلى استعمال بذوره في الأكل بعد تحميصها، كما تدخل بذوره في صناعة الحلويات، بالإضافة إلى استخدام المجموع الخضري منها كعلف للحيوانات، ومن أهم الأصناف المعتمدة في الإقليم هو صنف “اشفورد”، شريطة العناية بعملية مقاومة الآفات، وأن يوافق النضج جواً معتدلاً، حيث يمكن زراعته في الأراضي الخفيفة، كما تنجح زراعته في الأراضي الرملية حديثة الاستصلاح، مع الاعتناء بتربتها وتسميدها، ولا تصلح زراعته في الأراضي الطينية”.
مزارع الفول السوداني في أبين
مزارع الفول السوداني في أبين

وأشار الهيثمي إلى أنه؛ يتم شراء البذور من المزارعين أو تجار البذور، إلا أن الفلاحين المتميّزين يعملون على اختيار بذورهم من المواسم السابقة من النباتات الجيدة بكميات كبيرة، حيث تتطلب زراعته من البذور المقشور ما بين (45 - 60) كجم، لكل هكتار واحد من الأرض، ويفضل أن تنقع البذور في المدة من (3 - 4) ساعات قبل الزراعة، وذلك لزيادة سرعة الإنبات، أما بالنسبة لعملية الري فتروى الأرض بمياه السيول قبل الزراعة، بحيث لا يزيد معدل عمق المياه من (45 - 60 سم) في حالة السيول، يضاف المقنن في ريّة واحدة قبل الزراعة، وفي حالة تعدد الريّات (آبار)، وتعتبر طريقة الحراثي أي؛ الزراعة وري الأرض، أفضل الطرق الزراعية للفول السوداني، أما بالنسبة لعملية التدفين، فتتم بتكويم التراب الناعم حول فروع وسيقان النباتات لتمكين المبيض المدبب عند طرفه السفلي من اختراق التربة، ويكون الثمر في باطنها، حيث يضاف سماد “السوبوفوسفات” دفعة واحدة أثناء تجهيز الأرض بمعدل 60 كجم، كما يضاف سماد “البوريا” دفعة واحدة، هو الآخر، قبل الزراعة بمعدل 119 كجم يوريا / هتكار، نثراً ودفعة واحدة قبل الري تحت نظام الرية الواحدة، أو عند الرية الثانية تحت نظام المستديم، وهناك عملية التعشيب، والغرض منها هو تفكيك التربة حول النباتات للقضاء على الحشرات الضارة، وتجري عملية التعشيب من 2 - 3 مرات، حسب الكمية، وعملية النضج لهذه الثمرة تبدأ من بعد حوالي 4 أشهر من زراعتها، ويعرف النضج باصفرار الغرش (الساق الممتد والأوراق)، حيث يجب حصاد المحصول قبل تمام جفاف الثمار، وإلا سيبقى جزء كبير من الثمار في التربة، ويتم الحصاد عن طريق القلع يدوياً، وبعد القلع تترك النباتات في مكانها عدة أيام حتى تجف، مع ملاحظة أن تكون النباتات مقلوبة؛ أي أن الثمار نحو الأعلى وعروش النباتات نحو الأسفل، وعند الجفاف المناسب يفضل تصفية الثمار بواسطة (المصرب)، وتتراوح الانتاج منه ما بين (1300 – 1500) كجم من الثمار المقشورة”.


أصناف عدة
محمد الخاشعة
محمد الخاشعة
من جانبه قال مدير محطة الكود للبحوث الزراعية د. محمد سالم الخاشعة: “يُعد محصول الفول السوداني، الذي تشتهر بزراعتها مناطق دلتا أبين، من المحاصيل النقدية، حيث تم تصنيفه كإحدى النباتات البقولية الزيتية، وأيضاً هو محصول عَلفي، حيث يكتسب أهمية خاصة بسبب احتواء بذوره على نسبة كبيرة من الزيت، والتي تتراوح نسبته ما بين 45-50 %، والتي تختلف من صنف لآخر، كما يتم استخدام الزيت الذي يتم استخلاصه من البذور، كأحد المغذيات للإنسان، و وكذلك الاستفادة من المجموع الخضري للفول السوداني كمادة علفية للحيوان”.

وأضاف لـ “الأيام”: “أدخلت زراعته في اليمن الجنوبي لأول مرة خلال موسمي الزراعة في عامي (1958 - 1959) و (1959 - 1960)، ثم في النصف الثاني من عام (1960م)، حينما استوردت عدة أصناف من مصر وتنزانيا، وزرعت في قطع إرشادية في المزرعة التجريبية التابعة لمركز البحوث الزراعية “الكود” في منطقتي الكود وجعار، لمعرفة مدى تأقلُم هذا المحصول تحت الظروف المناخية للمناطق الساحلية، وبدأت التجارب العلمية خلال موسم (1975 - 1976م)، وتمكن الباحثون من خلال هذه التجارب من الوصول إلى الأصناف المفضلة من حيث الإنتاج، ونسبة الزيت، ومواعيد الزراعة، ونظام الري المستعمل، ومعدل الري وكمية وموعد إضافة الأسمدة والمسافات الزراعية، ولدى المزارعين خبرات لا يستهان بها في زراعة وخدمة المحاصيل الزراعية، توارثتها الأجيال جيل بعد جيل”.

ولفت الخاشعة إلى أن أفضل المواعيد الزراعية في المناطق الساحلية خلال الفترة من أكتوبر إلى نوفمبر، وكذا خلال أغسطس وسبتمبر، ويحتاج الفدان الواحد إلى 50 كجم من البذور، مشيراً إلى أن هناك جهوداً كبيرة بُذلت من قِبل مركز البحوث الزراعية في الكود، حيث أجريت العديد من الدراسات سواءً على أقلمة الأصناف المدخلة أو إدارة المحصول من إعداد الأرض للزراعة، مروراً بزراعته وخدمته وصولاً إلى مرحلة الحصاد والدراس، وقد تمخض عن دراسة الأصناف المدخلة، تعميم الصنف “اشفورد” الذي تم تعميمه في مناطق زراعته، وتم بعد ذلك إجراء بحوث تتعلق بتربية النبات نتج عنها صنف كود1، الذي تميّز بصفات جيدة ومرغوبة، من حيث ارتفاع نسبة الزيت وجودته الإنتاجية.

وأضاف: “إن العمل مستمر في المركز حول هذا المحصول حتى أحداث 2011، ولا يزال هذان الصنفان هما السيدان في مناطق زراعته، في دلتا أبين، وإن كان الصنف الأخير على نطاق أضيق”.

قيمة غذائية كبيرة
عبدالقادر السميطي
عبدالقادر السميطي
فيما قال عبدالقادر خضر السميطي، أمين عام جمعية الحصن الزراعية التعاونية: “يعتبر من المحاصيل الزراعية النقدية، وكان سابقاً يعد المحصول الثاني بعد القطن، ولكن اليوم أصبح الأول بعد أن تراجعت زراعة القطن، وهذا المحصول تتم زراعته في جميع الأراضي الزراعية، وهو يسقى بمياه السيول من وادي دلتا”.
وقال مدير الإرشاد الحقلي م. فرج عبدالله: “محصول الفول السوداني أو ما يعرف محليا باللوز، من المحاصيل الزراعية التي دخلت في سبعينيات القرن الماضي إلى دلتا أبين، ولقي هذا المحصول رواجاً كبيراً، ويعتبر من المحاصيل المربحة للمزارعين، لما له من قيمة غذائية، ومن المحاصيل المنتجة  الزيوت والمكسرات، ويدخل في صناعة الحلويات، حيث له أهمية اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى كونه علفاً غذائياً للحيوانات، كما يوجد فيها عقد جذرية تعرف بعقد الفول السوداني التي تتكاثر فيها أنواع من البكتيريا والتي تساعد على تثبيت الأسمدة، بمعنى؛ أن هذا المحصول يعد بمثابة الأسمدة الخضراء؛ أي أن المحصول الذي يزرع بعدها يلقى كمية كبيرة من النتروجين ولهذا لم تضعف التربة الزراعية”.
م. فرج عبدالله
م. فرج عبدالله

 وأضاف لـ “الأيام”: إن هذا المحصول تدخل قشوره بعد طحينها في تغذية الدواجن، ويعتبر من أهم المحاصيل الزراعية، في محافظة أبين، لأنه يحتاج إلى خدمات من بداية الزراعة إلى قلعه في آخر المطاف. أولا يحتاج إلى حرث الأرض وبعد ذلك إضافة الدمن والأسمدة، والري عن طريق مياه السيول، والتخلص من الحشرات بالإضافة إلى عملية تدفين التربة وتسوية الأرض مع الأشجار”.
علي مانع
علي مانع
وتحدث المزارع الحاج علي مانع نصيب، عن كيفية زراعته بالقول: “نقوم في البدء بتصفية الأرض، ثم تتم الزراعة فيها، بعدها يتم جني المحصول، لتتم بعدها تصفية الأرض مرة أخري من الحشرات، ويعتبر هذا المحصول بالنسبة لنا مصدر دخل للكثير من الأسر في محافظة أبين وخاصة دلتا، ويعمل في إنتاج هذا المحصول الرجال والنساء والأطفال، في عملية جنيه”.

أحمد سعيد
أحمد سعيد
وأضاف المزارع الشيبة أحمد سعيد طبيق: “تشتهر محافظة أبين بزراعة جميع أنواع المحاصيل الزراعية، وتعد سلة غذاء للمحافظات الجنوبية لما تحتويها من تربة خصبة، كما يعد الفول السوداني المعروف عندنا باللوز، من المحاصيل الزراعية المهمة في دلتا أبين، حيث يقوم المزارعون بزراعته ثم جني المحصول وتجفيفه، ثم يتم بيعها في الأسواق، حيث يحضر الكثير من التجار، من جميع المحافظات، إلى مناطق الدلتا لشراء المحصول وتصديره إلى المحافظات الأخرى لما له من فوائد كثيرة”.

وقال خالد البديل، معلم في إدارة التربية والتعليم بمديرية خنفر، واحد ملاك المزارع: “عرفت مناطق دلتا أبين بزراعة هذا المحصول، لما له من أهمية غذائية واقتصادية كبيرة، وعرف هذا المحصول عند دخوله في السبعينيات، وتمت تجربته عبر المفتشين الزراعيين في مزارعهم الخاصة، وبعد التجربة في هذا المحصول بنجاح تم حصاده، وجميعها تبع إدارة الزراعة، وهي التي قامت بتسويقه لهم، بعد ما كانت نتيجة التجربة إيجابية، حيث تم تعميمها على مزارعي الدلتا، وتعتبر منطقة الحصن بن عطية، بالنسبة للفول السوداني، بورصة كانت ولازالت تحدد سعره بـ “لفراسلة” على مستوى مناطق دلتا،
خالد البديل
خالد البديل
حيث يأتي الكثير من التجار من داخل حضرموت وعدن قبل الوحدة وبعدها من المحافظات الشمالية، ويتم شراء كمية كبيرة، يتم تحميلها بشاحنات من هذه المنطقة، وعكس هذا المحصول الكثير على حياة المزارعين بشي إيجابي وتحسين مستواهم المعيشي والاجتماعي”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى