رئيس الوزراء الأثيوبي يواجه صعوبات في عامه الثاني في الحكم

> أديس أبابا «الأيام» كريس شتاين

> في خطابه الأول بصفته رئيسا للوزراء، في أبريل 2018، دعا أبيي أحمد إلى وضع حد لسياسة القمع والاستبعاد القديمة التي أغرقت أثيوبيا في الاضطرابات.
وقد أكسبه هذا الالتزام احترام المجموعة الدولية وشعبية كبيرة في بلاده، حتى أن كبار مؤيديه تصوروا أنه سيفوز بجائزة نوبل للسلام.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال حسن حسين، المسؤول الكبير في جبهة أورومو الديمقراطية، إحدى المجموعات السياسية الكثيرة التي عادت من المنفى منذ العام الماضي، “قبل وصول أبيي أحمد، كنا نتخوف من أن تغرق أثيوبيا في الحرب الأهلية”.
لكن هذه السنة الأولى في الحكم اتسمت أيضا بعودة أعمال العنف الإتنية التي أرغمت 1،8 مليون شخص على مغادرة منازلهم.

وإذا كان أحمد أعطى “الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الأثيوبي” وجهاً جديداً، فإن التحالف الحاكم والدبلوماسيين ورجال السياسة يشيرون إلى أن شيئاً لم يتغير فعلاً في على الصعيد المحلي.
وأكد موريرا غودينا، أحد قادة المعارضة، أن “كثيرين من الناس، خصوصاً على الصعيد المحلي، يتساءلون أين هو التغيير؟”. وأضاف أن “الناس يشككون في آن واحد في عمق التغيير وسرعته”. وفيما يبدأ سنته الثانية في الحكم، يواجه أبيي أحمد تحديا جديدا: الإيفاء بوعده بإجراء انتخابات حرة في 2020 على رغم العنف السياسي المتزايد.

وخلف رئيس الوزراء، الذي تولى منصبه في الثاني من أبريل 2018، هايلي مريم ديسالين، الذي استقال في إطار من الانشقاقات المتزايدة وسط “الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الأثيوبي”، وبعد أكثر من سنتين من التظاهرات المعادية للحكومة.
وكان أبيي أحمد، وزير العلوم والتكنولوجيا السابق، والمنتمي إلى إتنية اورومو، الأكبر في البلاد، ضابطا في الجيش وخدم في أجهزة الاستخبارات. وفي الثانية والأربعين من عمره، اجتذب الأثيوبيين بإصلاحاته السريعة والمذهلة.

التفاوض مع المعارضة
ظهر مع سجناء سياسيين أفرج عنهم أخيراً، والتقى مراراً العدو اللدود السابق ورئيس إريتريا إيسايس أفورقي، وأعاد معه في يوليو إقامة علاقات مقطوعة منذ الحرب الدامية 1998 - 2000.
وأضاف موريرا غودينا الذي كان مسجوناً في عهد ديسالين وأُفرج عنه قبيل استقالته، “لأول مرة في تاريخ البلاد، يتفاوض مع المعارضة”.

لكن القلق ينتاب غودينا الذي يريد أن يعرف هل تؤيده الأحزاب الأربعة التي تشكل “الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الأثيوبي”.
وعلى الصعيد المحلي، شهدت السياسة تغيراً طفيفاً.

وأعرب غودينا عن أسفه بالقول: “إن الحزب الحاكم هو الحزب الحاكم. الكوادر هم أنفسهم. والخدمة المقدمة هي نفسها”.
ويعرب الذين التقوا رئيس الوزراء عن قلقهم من ميله إلى تسليط الضوء على نجاحاته، لكنهم لا يتحدثون كثيرا عن الطريقة التي سيعتمدها لخوض التحديات الكثيرة التي تواجهها بلاده.

وكان أبيي أحمد احتل العناوين الرئيسية للصحف في أكتوبر الماضي حين عين حكومة نصف أعضائها من النساء، لكنه بدا لا يهتم كثيرا بوزرائه منذ تعيينهم ويقرر كل شيء بمفرده.

برنامج فردي
وقال دبلوماسي أجنبي لوكالة فرانس برس: “إنه برنامج فردي... ومن المؤكد أنها ليست حكومة نشطة”، مشيراً إلى أن “نظرات الاستنكار أصبحت مزعجة الآن” في السفارات. وبعيد تولي احمد منصبه، أدى نزاع عقاري قديم إلى اشتباكات عرقية في منطقتي غوجي وغيديو الجنوبيتين، ما حمل نحو مليون شخص على الفرار من منازلهم.
وشهد العام الماضي أعمال عنف مماثلة.

وفي سبتمبر الماضي، قُتل 58 شخصاً على الأقل، معظمهم من الأقليات العرقية، بالقرب من العاصمة أديس أبابا، بينما نزح 250 ألف شخص في الجزء الغربي من البلاد في ديسمبر، كما تقول منظمات غير حكومية، بسبب أعمال عنف إتنية.
ويقول المحللون إن العنف المتزايد هو نتيجة تراجع سيطرة “الجبهة الديمقراطية الثورية” على قوات الأمن والإدارات الإقليمية.

ويشكل عدم الاستقرار السياسي خطراً على التقدم الحاصل على صعيد حرية الصحافة بدعم من رئيس الوزراء. وهو يسير في هذا الإطار على خطى هايلي مريم، الذي أطلق سراح العديد من الصحافيين البارزين من السجن.
ويذكر إلياس كيفل، الذي يدير موقعاً إعلاميا إلكترونياً، أن ضباط الشرطة ضربوا اثنين من الصحافيين في تظاهرة نظمت في مدينة ليغيتافو في فبراير.

وقال: “أعتبر أنه ليس مجرد هجوم على الصحافة، ولكنه أيضا ضد الإصلاح”، موضحا أنه لا يحمل رئيس الوزراء مسؤولية هذا الخطأ.
وفي إشارة واضحة إلى ضعفها، أرجأت السلطات في اللحظة الأخيرة، في مارس، إحصاء وطنيا كان مقررا في الشهر نفسه تمهيدا لانتخابات 2020. وقال حسن حسين من جبهة أورومو الديمقراطية “مهما حدث سنخسر”. وأضاف “بالنظر إلى مستوى الاستقطاب اليوم، لست متأكدا من أن الانتخابات ستكون أمراً جيداً لأثيوبيا والأثيوبيين”.

أ.ف.ب​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى