المتقاعدون متى ينصفون.. ؟!

> عصام مريسي

>
تعاقبت الحكومات ولم تتغير سياساتها تجاه شريحة العمال والموظفين في قطاعات الدولة العسكرية والمدنية وخاصة القطاعات الخدمية، حيث بادرت كل الحكومات بإعطاء الموظف ظهرها غير مبالية بوضعه الاجتماعي والاقتصادي، وهي في ذلك تنظر للوظيفة وللموظف بشغله، الوظيفة كحاصل منحة حكومية عليه أن يرضى بما يرمي إليه من فتات، هذا هو واقع الحال عند النظر لتجاهل الحكومات المتلاحقة لمطالب الموظفين، خاصة المتقاعدين الذين أصبحت معاشاتهم فتاتاً لا يلبي أقل احتياجاتهم، وهم الذين أفنوا جلّ حياتهم وشبابهم في أداء الوظيفة؛ خدمة للوطن والمواطن في قطاعات الدولة المختلفة، التي تعمدت بعض الحكومات تهميش تلك المرافق الخدمية واعتبارها تحصيل حاصل، وهذا تصرف يفصح عن إهمال الحكومة لمصالح المواطن بالكلية التي تعتبره عبئاً عليها.

المتقاعدون اليوم يقدمون تظلمهم ويعبرون عن مطالبهم للحكومة؛ كي تنظر فيما وصل إليه حالهم من سوء معيشتهم بسبب تدني ما يتقاضوه من معاش تقاعدي لا يلبي أدنى احتياجاتهم الحياتية، وهم الذين قدموا شبابهم جنوداً للوطن والمواطن في مختلف ميادين العمل المدني والعسكري.
المتقاعدون في تقديمهم مطالبهم هم يذكرون الحكومة بأنهم مواطنون على الحكومة أن تضع حسابات لهم في كل قوانينها وقراراتها، وأنهم مواطنون قدموا جلّ جهدهم وزهرة شبابهم في خدمة الوطن.

وليس بمطلوب من الحكومة أمام تلك الطلبات والمطالب، التي تقدم بها المتقاعدون، الوقوف بصمت أو تجاهل تلك المطالب الحقوقية وغض الطرف وكأن الأمر لا يعنيها، وكأن تلك المطالب تخص موظفين دولة مجاورة تكتفي بالاستماع والنظر؛ بل الأمر جدي وهو مطلب قانوني، حيث ظُلم المتقاعدون في ظل الأنظمة المتصارعة والمتعاقبة، وتم نتيجة صراع الأنظمة الحاكمة المتعاقبة تضييع حقوق موظفي الدولة الذين عانوا من حرمان حقوقهم القانونية في ظل ضآلة رواتبهم وعدم مواكبتها لمتطلبات الحياة اليومية.

فهل من يستجيب للمطالب القانونية والمشروعة للمتقاعدين ويمسح ما عانوه من هموم ويقدر تضحياتهم المتفانية للمواطن والوطن؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى