من بوابة الجنوب.. عيون «العمالقة» على إب وذمار

> «الأيام» غرفة الأخبار

> هدنة الحديدة عززت جبهات الحوثيين في خطوط التماس مع الجنوب

توقف المعارك في جبهات الساحل الغربي وفي ضواحي الحديدة خفف الضغط العسكري على جماعة الحوثي ودفعها إلى تعزيز جبهاتها بمناطق أخرى في محاولات لتحقيق تقدم ميداني يعزز موقفها في العملية السياسية ويعيد التوازن في موازين القوى العسكرية.
جبهات شمال الضالع كانت وجهة للجماعة الحوثية لفتح معارك جديدة من شأنها تحقيق ولو جزء من أهداف الحوثيين، وفق ما يقوله عسكريون يمنيون، لكن مصادر في المقاومة الجنوبية تعزو تكثيف العمليات العسكرية شمال الضالع إلى تنسيق بين جماعة الحوثي وبعض القيادات الإخوانية النافذة داخل الحكومة الشرعية اليمنية.

وأفادت مصادر أن تعزيزات جديدة تضم كتائب مدربة وصلت إلى جبهات الضالع والمناطق الأخرى المتاخمة للمحافظة من قوات ألوية «العمالقة» الجنوبية وألوية «حراس الجمهورية» الشمالية، وهي المرة الثانية التي تتوافد فيها التعزيزات إلى هذه الجبهات خلال أيام.
ورجح مراقبون عسكريون أن القوات الحكومية باتت تضع أنظارها على محافظة إب التي يعني السيطرة عليها عزل محافظة تعز نهائياً والتقدم باتجاه ذمار على بعد 100 كيلومتر جنوب صنعاء، وهو ما يعتبره محللون آخرون أنه مجرد ادعاء بإشعال معارك شمال الضالع، إذ إن جماعة الحوثي هي التي سبقت بالهجوم وبيقت قوات الشرعية اليمنية منقسمة بين مساند للحوثيين وداعم للمقاومة الجنوبية التي تتولي المعارك في مريس وقعطبة ودمت.

ووفقا لعسكريين، إذا ما نجحت القوات الجنوبية في استكمال تحرير مناطق مريس ودمت شمال وغرب محافظة الضالع فإنها ستكون قادرة على التقدم نحو محافظة إب من محورين، الأول من اتجاه مديرية النادرة شرقا، والآخر من اتجاه مديرية يريم شمالا.
وأفاد الإعلام الحربي التابع لقوات «حراس الجمهورية» التي يقودها العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس السابق، بأن تعزيزات جديدة من قوات المقاومة الوطنية، وتحديداً من «اللواء الثاني حراس الجمهورية»، وصلت من الساحل الغربي إلى جبهة «مريس- العود» الواقعة بين الضالع وإب لمساندة القوات الحكومية والمقاومة الشعبية، وهو ما اعتبره قائد الكتيبة السابعة والقائد الميداني في المقاومة الجنوبية تحشيدا شماليا لاحتلال الضالع والجنوب مرة ثانية، نظرا للتخاذل والفشل الذي منيت به قوات طارق صالح في الساحل الغربي.

وبينت مصادر أن التعزيزات الجديدة تمثل قوة محترفة بمعية أطقم وأسلحة ومدفعية وضباط ومقاتلين، لتنظم بذلك إلى وحدات سابقة من القوات الحكومية المشتركة التي تمثل أولية العمالقة والمقاومة الجنوبية.
وذكرت المصادر أن القوات كبدت الميليشيات الحوثية خسائر كبيرة في الأيام الماضية وفكت الحصار عن جبل العود، في وقت تقوم الميليشيات الحوثية المتمركزة في جبل السور بقصف قرى الشرنمة العليا وخط السيارات في رأس جبل العود.

وبحسب مصادر عسكرية رسمية «سقط عدد من عناصر ميليشيات الحوثي الانقلابية قتلى وجرحى وأسرى في مواجهات عنيفة شهدتها جبهة العود التابعة إداريا لمديرية النادرة شرق محافظة إب».
وأورد الموقع الرسمي للجيش اليمني «سبتمبر. نت» أن المواجهات أدت إلى مقتل وجرح 130 حوثيا خلال يومين في جبهة مريس شمال محافظة الضالع، بعدما حاولت مجاميع حوثية التسلل باتجاه مواقع الجيش في مناطق الزيلة، وملزق، وقرية صولان، شمال غربي منطقة مريس.

وأحبطت المقاومة الجنوبية، المتمثلة بالحزام الأمني والعمالقة وأمن الضالع وبعض وحدات الجيش المكونة من أبناء الضالع، محاولات الميليشيات وأجبرتها على التراجع والفرار، بعد مصرع 80 من عناصرها، وجرح 50 آخرين، في حين استهدفت المدفعية تعزيزات للحوثيين، كانت قادمة إلى مواقع المواجهات، مما أسفر عن تدمير عدد من الآليات التابعة لها.
كما استهدفت مقاتلات التحالف الداعم للشرعية تجمعات للحوثيين، في قرية يعيس، ومنطقة ملزق، في منطقة مريس، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، وتدمير عربة عسكرية، إلى جانب استهدافها تجمعا في منطقة العرفاف جنوب مديرية دمت، مخلفة قتلى وجرحى في صفوف عناصر الجماعة.

في الأثناء استنفر رجال القبائل عناصرهم القبليين في منطقة العود ومحافظة إب ضد الجماعة الحوثية التي وصفوها في بيان بأنها «بغت عليهم باعتداءاتها على المدنيين والآمنين في ديارهم وقراهم في عموم البلاد، وامتدت مؤخراً إلى قرى مخلاف العود في محافظة إب، حيث تصر على نشر مسلحيها في جبل العود والسيطرة عليه قسراً لتحقيق أهدافها واستهداف المناطق التي يطل عليها الجبل في محافظات ذمار والضالع والبيضاء وتعز. ضمن مساعيها لفرض سلطتها وتسلطها قسراً على اليمن واليمنيين».

وذكر بيان القبائل أن «الميليشيات رفضت اتفاقا سابقا بتحييد مخلاف العود من الصراع تجنباً لسفك الدماء وإزهاق الأرواح وتدمير الأعيان والممتلكات العامة والخاصة، وأصرت على نهجها في نكث العهود ونقض الاتفاقات، وأرسلت تعزيزات مسلحة تريد المرور للتمركز في جبل العود».
واتهم رجال القبائل الجماعة الحوثية بأنها تواصل حشد تعزيزاتها المسلحة وقصف القرى ومنازل المدنيين الأبرياء ومزارعهم في مخلاف العود بقذائف المدفعية والدبابات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة، ومؤخراً بصواريخ الكاتيوشا وهو ما أجبر أهالي عدد من القرى وبخاصة النساء والأطفال على النزوح قسراً من منازلهم وتجرع معاناة وعذاب التهجير والتشرد، بحسب ما جاء في البيان.

واستنفر رجال القبائل في بيانهم قبائل العود وقبائل مديريات النادرة والشعر والسدة والسبرة ودمت وبعدان والرضمة وقعطبة ويريم في محافظة إب، من أجل التصدي للميليشيات الحوثية «والدفاع عن الأرض والعرض والنفس والمال والكرامة ونظام الجمهورية الكافل للمواطنة المتساوية والعدالة والحرية».
وتخضع محافظة إب للحوثيين منذ الانقلاب على الشرعية، غير أنها لا تشكل حاضنة للجماعة الموالية لإيران، ويرجح المراقبون أنها ستشهد انتفاضات واسعة في عموم مديرياتها ضد الجماعة بمجرد تقدم القوات الحكومية إليها.

في سياق ميداني آخر، ذكرت مصادر عسكرية يمنية أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية جددت أمس غاراتها على مواقع وأهداف حوثية في معسكر جربان جنوب العاصمة في مديرية سنحان، حيث نجم عن القصف تدمير مخزن أسلحة وسقوط قتلى وجرحى كانت الجماعة تعد لإرسالهم إلى جبهات القتال.
إلى ذلك أكد المركز الإعلامي لألوية العمالقة الجنوبية أن قوات الألوية صدت زحفا للحوثيين غرب جبال رسيان في منطقة البرح غرب محافظة تعز، وقتلت وجرحت من عناصر الجماعة العشرات.

وأوضح المركز أن الميليشيات شنت هجوماً عنيفاً في الساعات الأولى من فجر أمس على مواقع لقوات العمالقة في مرتفعات وقمم رسيان، حيث صاحب الهجوم تغطية نارية مكثفة وقصف عنيف باستخدام الرشاشات والقذائف المدفعية والقنابل اليدوية الهجومية..​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى