> تقرير/ قائد زيد ثابت

تُعد مديرية يافع سرار بأبين، واحدة من أكبر مديريات المحافظة من حيث المساحة، ويعاني سكانها، الذين يعتمد معظمهم على الزراعة ورعي الأغنام والدخل المحدود، الحرمان من الخدمات الضرورية، كالمياه والصحة والتعليم والطرق.
وتعد مشكلة شحة المياه وما نتج عنها من ارتفاع جنوني في أسعار صهاريج المياه (البُوز)، من أبرز الصعوبات التي بات يتجرعها المواطنون، بعد فشل “مشروع مياه سرار” والذي لم يبقَ منه سوى الاسم فقط.
الحمير وسيلة النقل الأساسية في المديرية
الحمير وسيلة النقل الأساسية في المديرية

ويطالب الأهالي من الجهات ذات العلاقة بإيجاد حلول لمعاناتهم، كبناء سد بين الواديين لحجز مياه الأمطار للاستفادة منها.
وقال شيخ علي عبدالله، رئيس مجلس إدارة كهرباء سرار: “تعيش سرار حالياً في ظلام دامس، رغم وجود أربعة مولدات كهربائية في مبنى الكهرباء البعض منها خارج عن الجاهزية وأخرى بحاجة إلى الصيانة، وبسبب العشوائية وعدم التخطيط دائماً ما نقع في الأخطاء، فمثلاً تم شراء الماطور الخامس بـ 25 مليون ريال يمني، والكارثة فيه أن “نوزلات المحرك جاءت مكسرة، وفي الدقائق الأولى من تشغيله احترق الدينامو، ولمعالجة المشكلة قمنا بشراء دينامو جديدة من صنعاء بـ 13 ألف دولار، وبـ 48 ألف درهم نوزلات، وحالياً أتينا بمهندسين يسيخون التانكي (الخزان) بـ 300 ألف ريال يمني، أي بكلفة إجمالية تقدر بنحو 60 مليون ريال يمني، كنفقات صيانة وقطع الغيار، وجميع هذه النفقات ذهبت هباءً منثوراً”.

مناطق معزولة
رئيس المجلس الانتقالي بمديرية يافع سرار، على ناصر الحامدي، تحدث بدوره عن الطرقات بالقول: “فرحنا كثيراً عندما بدأ العمل في مشروع طريق (باتيس - رصد - معربان) غير أن فرحتنا لم تكتمل لتوقف العمل، وحتى الآن ما تزال الطريق الرئيسي الرابطة للمديرية بالمحافظة ترابية شديدة الوعورة ومليئة بالمخاطر، أيضاً هناك مناطق معزولة تمامًا عن المديرية والمحافظات الأخرى، حيث لا تصلها السيارات، ويعتمد الناس على الحمير والجمال في إسعاف المرضى ونقل متطلبات الحياة اليومية، ولا ننسى أن هناك الكثير من مشاريع الطرقات الفرعية في المديرية تم ويتم شقها بتمويل من الأهالي والمغتربين ورجال الخير، ومنذ أسابيع تم تدشين العمل في مشروع طريق (العسكرية خيرة سرار)، ويجري حالياً العمل في مشروع طريق (مقيصرة - شوظة)، وقريباً، بإذن الله، سيتم افتتاح مشروع طريق (رهوة الفلاح - حُمّة)”.
شيخ علي عبدالله رئيس مجلس إدارة كهرباء سرار
شيخ علي عبدالله رئيس مجلس إدارة كهرباء سرار

ودعا الحامدي في حديثه لـ «الأيام» إلى ضرورة إصلاح الجرارة “المكينة” الكبيرة المتوقفة أمام مبنى المجمع الحكومي، سرار، للاستفادة منها في شق وإصلاح الطرقات في المديرية.

التعليم تحت الأشجار
وعن أوضاع التربية والتعليم في المديرية قال يسلم عاطف، مدير مكتب التربية بالمديرية: “قطاع التربية والتعليم شهد تحسنًا ملموسًا في المبنى المدرسي الأساسي، ولكن طلاب المرحلة الثانوية يواجهون صعوبة كبيرة في إكمال تعليمهم الثانوي، لافتقار المديرية لمدارس “ثانوية” وكذا لتباعد المناطق، وحالياً لا يوجد في المديرية سوى مبنى واحد فقط للتعليم الثانوي في مركز المديرية، ويجري في الوقت الحاضر بناء مدرسة في حطاط، وهناك تجمعات سكانية كـ “المناصر” تنتظر المبنى الثانوي، بينما منطقة “سُلب” محرومة تمامًا من التعليم، وهي بحاجة ماسة لمدرسة أساسية”.
الجرارة شلّحت إلى قطع غيار من قبل العابثين
الجرارة شلّحت إلى قطع غيار من قبل العابثين

عبود المنصري
عبود المنصري
وعن معاناة طلاب التعليم الثانوي في “المناصر”، قال عبود ثابت محمد المنصري، رئيس اللجنة الأهلية في المنطقة: “طلاب التعليم الثانوي في قرى ومناطق المناصر يتلقون التعليم في الخيام وتحت الأشجار، لافتقار المنطقة لمدرسة ثانوية، وبسبب هذه المشكلة وكذلك بعد مركز المديرية عن مناطقنا، عزف الكثير من الطلاب عن التعليم لاسيما الطالبات، ومن خلال «الأيام» نطالب الجهات المعنية في المديرية والمحافظة والوزارة، بضرورة وضع الحلول والمعالجات السريعة وانتشال التعليم من واقعه المزري، وذلك ببناء فصول دراسية للتعليم الثانوي”.

انتشار الأوبئة
علي الأحمدي
علي الأحمدي
وتحدث علي سالم الأحمدي عن الواقع في مناطق “سُلب” قائلاً: “أبناء مناطق سُلب، وسُلب حُمّة، محرومون تماماً من أبسط الخدمات الضرورية للحياة، كالماء والطريق والصحة والكهرباء والمدرسة، فضلاً عن انتشار الأوبئة في هذه المناطق والناتجة عن انعدام المياه النقية الصالحة للشرب، واضطرار الأهالي لشرب مياه الوادي الراكدة الملوثة”.
وناشد في حديثه لـ «الأيام» الجهات المختصة وكل المنظمات الدولية والإنسانية وأصحاب الضمائر الحية بوضع نهاية لمعاناتهم المزمنة من خلال شق طريق “امحاوية سُلب”. لافتاً إلى أنه “بسبب وعورة الطرق يضطر المواطنون لنقل مرضاهم ومتعسرات الولادة على الأكتاف أو على ظهور الحمير والجمال، ولهذا فمناطقنا بحاجة ماسة إلى وحدة صحية لتقديم الرعاية والخدمات الإسعافية والإنجابية، تخفيفاً لمعاناة المرضى من الذهاب إلى مركز المديرية يافع بسباح، أو لمستشفى رصد، والتي كثيراً ما تتأزم حالتها وتصل لحد الوفاة، خصوصاً لمتعسرات الولادة، أو من تعرضوا للدغات الثعابين المنتشرة بكثرة في قرى ومناطق وادي سُلب. أما عن الجانب التعليمي فأبناء هذه المناطق حرموا من التعليم بسبب انعدام المدارس، وكذا لبُعد المسافة التي تقدر بعشرات الكيلومترات عن المدارس الأخرى”.

وأوضح عدد من المواطنين أن المديرية يوجد بها مركز صحي واحد في مركز المديرية سرار، وسبع وحدات صحية تخلو من الأدوية والكادر الفني والتمريض، والبعض منها قديمة وآيلة للسقوط كالوحدة الصحية عمران.
ويقدم المركز الصحي بمديرية سرار خدمات طبية ووقائية لمواطني المديرية، ولكنه يعاني نقص المعدات والأجهزة والطاقم الفني وافتقار الأطباء، لذا يضطر المواطنون من أبناء هذه المديرية إلى السفر ونقل مرضاهم إلى مستشفيات عدن، وبعض الحالات يتم إسعافها إلى مستشفى رصد العام.  وساعد مركز الأمومة والطفولة، والذي بُني على نفقات الأهالي ورجال الخير في سرار،  إلى حدٍ كبير، في تخفيف المعاناة، ومنذ أسابيع تم تدشين البناء في الوحدة الصحية بسُلب سرار بتكلفة إجمالية تقدر بـ 63 ألف ريال سعودي، بتمويل من رجال يافع.

وناشد الأهالي الجهات المعنية في المحافظة بالاهتمام بالجانب الصحي بالمديرية، واعتماد مستشفى ريفي في يافع سرار.