الموهوب عبدالرحمن الشعبي لـ«الأيام»: أتقن فن التوازن وأوضاع البلاد حرمتني مشاركات دولية

> حاوره/ سليم المعمري

> عبد الرحمن الشعبي شاب عشريني برزت موهبته مبكرًا في مجال “فن التوازن” فنال شهرة واسعة، ولكن لأسباب عدة ومنها الظروف التي تمر بها البلاد أعاقته من تحقيق طموحه وهدفه المنشود، كما حالت دون مشاركته العروض التي قدمت له في تجمع فناني التوازن حول العالم في بريطانيا وكذا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وحقق الشعبي محلياً المركز الأول في مسابقة المواهب التي تجريها صنعاء بين المدارس، وله الكثير من المشاركات والعروض المباشرة في العديد من الفعاليات، وله حوارات في الكثير من القنوات والصحف المحلية والدولية.. هذه المعلومات وغيرها تقرؤونها في سياق الحوار الآتي:


هناك من كان يتهمني في البدء بالساحر واستخدام الفوتوشوب
بداية حبذا لو تعرف القراء عن نفسك؟
- بكل تأكيد، أنا عبد الرحمن سامي الشعبي من مديرية أرحب بصنعاء، عمري حالياً 21 عاما، مستواي التعليمي خريج ثانوية عامة.


حدثنا عن طبيعة موهبتك؟
- موهبتي هي “فن التوازن” وهذا الفن مقارنة بأغلب الفنون الأخرى يُعد فنا نادرا من حيث عدد من يمارسونه، والسبب في هذا عائد لصعوبة إتقانه، لأنه يحتاج إلى كثير من الصبر والتركيز والتحكم بالأعصاب.


متى بدأت تمارس فن التوازن؟
- بدأت بممارسته بعد مشاهدتي حلقة من برنامج “خواطر” والذي ظهر فيه أحد الشباب الأجانب وهو يعرض قدرته على توازن الصخور، ففكرت حينا أن أجربها فشعرت أن لدي القدرة على موازنة الصخور، وكان هذا بعد تخرجي من الصف الأول الثانوي في منتصف 2014م، كما كانت ردة فعل الناس حينها كبيرة فتشجعت وواصلت التمرين وصناعة الكثير من الأشكال المتوازنة حتى وصلت إلى ما أنا عليه.


ما الذي حققته حتى الآن؟
- أبرز شيء حققته أنني اكتسبت جمهورا عزيزا عليّ، وتعرفت على أشخاص لم يكن بمقدوري التعرف عليهم من دون هذه الموهبة التي ساعدتني على الخوض في تجارب كثيرة، وهذا ساعدني أيضاً على تطوير ذاتي، كما حققت المركز الأول في مسابقة المواهب التي تجريها أمانة العاصمة بين المدارس وشاركت في مؤتمر (TEDx Sana’a) والكثير من المشاركات والعروض المباشرة في العديد من الفعاليات وأبرزها الكرنفال الجماهيري “كلنا يمن” وفعالية “ريشة تحاكي السلام” والحوارات في العديد من القنوات والصحف المحلية والدولية.


ما هي أبرز الأعمال التي قمت بها؟
- أبرزها في مجال توازن الأحجار حيث أشعر أنني مميز فيها ومن ضمنها وازنت شكلا مكونا من 11 حجرا بشكل احترافي، كلفني الكثير من الجهد والوقت حيث استغرقت لإنجازه 3 ساعات متواصلة، وأيضًا بدأت في محاولة لتغيير مسار هذا الفن من كونه ثابتا إلى متحرك، وإن شاء الله سأعمل فيديوهات أعرض من خلالها التجديد، وسيكون الأول من نوعه بإذن الله.


هل من صعوبات أو معوقات تواجهها؟
- أكثر شيء افتقره وأعاق تطوير موهبتي بالشكل المطلوب هو عدم امتلاكي كاميرا لتصوير أعمالي وإظهارها للجمهور، كذا الافتقار لـ “لاب توب” وهما من أهم العناصر لإنجاح هذا الفن، وذلك لإنتاج الأعمال المتعلقة بها وأرشفتها، وحاليًا أقوم بمحاولة تغطية هذه الثغرة بالهاتف واستعارة كاميرا من بعض أصدقائي، أيضاً من التحديات التي تواجهني تتمثل بالوضع المتأزم في البلاد، حيث لم يعد هناك بيئة مناسبة لـ “فن التوازن” والفنون بشكل عام، بل أصبحت بسببها لا أستطيع أن أقوم بأعمالي في أماكن طبيعية خارج المنزل، وهذا يؤثر سلبًا عليّ بشكل كبير جدا.


ماذا عن ردود أفعال من يشاهدون ما تقوم به؟
- نعم هناك ردود أفعال قوية جدًا خاصة عند بداية ظهور هذا الفن، لغرابته وتعد ممارسته من المستحيلات، فكان أكثر الناس يعتقدون أنها أعمال فوتوشوب وآخرون يقولون سحر وساحر، ولكن عندما أثبت لهم بالفيديو والعروض المباشرة بدأوا بالتصديق.


هل تلقيت عروضا للمشاركة فيها سواء محلية أو خارجية؟
- نعم تلقيت العديد من العروض في حفلات تخرج ومنتديات ومؤسسات وأيضاً عروضا للمشاركة في تجمع فناني التوازن حول العالم في بريطانيا، لكن مع الأسف لم أجد الدعم الكافي للمشاركة، وكذلك عرضا في دبي وكان مدفوع التكاليف بالكامل، وهو الآخر لم أستطع المشاركة فيه بسبب الجواز.

ما هي أبرز الجوائز التي نلتها؟
- لم أنل أيا من الجوائز حتى الآن، فجميع مشاركاتي كانت مقتصرة على العروض في الفعاليات والمناسبات ولم أشارك في مسابقات.


هل من أفكار جديدة لديك تسعى لتحقيقها؟
- لدي أفكار عديدة بخصوص موهبتي، منها تحويل هذا الفن من العمل الثابت الذي يحتاج الكثير من الهدوء إلى فن توازن متحرك، أي بإضافة الحركة إلى التوازن، وهذا يظهر قدرة الدماغ البشري على إجراء العمليات الحسابية بشكل آلي وسريع، وحالياً أنا في فترة التدرب على هذا التغيير، أيضا لدي بعض التصاميم الهندسية التي استلهمتها من هذا الفن سوف أتحقق منها وسأبدأ العمل عليها في الوقت المناسب.


هل من حلم يراودك؟
- نعم، أحلم بدمج موهبتي بالعلوم الحديثة، وهذا ما أسعى لتحقيقه بدراسة هندسة “الميكاترونكس” التي ستمكنني من استخدام التوازن في الكثير من الأعمال المتعلقة بهذا المجال.

هل تفكر بالاغتراب أم بالبقاء داخل الوطن؟
- أنا لست من المؤيدين للاغتراب خارج الوطن، ولكن بسبب الأوضاع الحالية في البلاد والتي قيدتني لم أجد سوى السفر للخارج لإكمال ما حلمت به، وقد ذهبت إلى محافظة عدن كحل لفتح طريق للسفر إلى الخارج وإكمال دراستي التي منعتني الظروف لثلاث سنوات من إكمالها، وتقدمت بطلب منحة دراسية للخارج وأنا الآن في حالة انتظار على أمل تحقيق ما وعدتني به وزارة التعليم العالي.


كلمة تحب تقولها؟
- للشباب اليمني الذي استقبل زهرة شبابه بحرب جففت أوراقها وجعلتهم تائهين يبحثون عن هويتهم وعن حلمهم المختبئ وراء جدار الحرب، أقول لهم أنتم مستقبل هذه البلاد وعليكم أن تتحلوا بالقوة والشجاعة والإصرار ولا تيأسوا أبداً، فهي فترة زمنية وستنتهي بإذن الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى