صنع (روبوت) ومجسم العقرب وآلة لعد النقود.. أحمد المعمري: لولا الظروف المادية لأخترعت المزيد

> حاوره/ سليم المعمري

> تزخر البلاد بالكثير من الشباب المبدعين وفي مختلف المجالات وفنون الحياة، غير أن الظروف المادية والأوضاع التي تمر بها حالت دون الكثيرين منهم لتحقيق ما يصبون إليه.
أحمد مرتضى علي محمد صالح المعمري، واحد من هؤلاء الشباب الطموحين، وعلى الرغم من صغر سنه والظروف المادية التي يعاني منها إلا أنه حقق الكثير من طموحاته من خلال ابتكارات متعددة تجلى أبرزها في الروبوت المتحرك، ومجسم العقرب واللذان يعملان بالضغط الهيدروليكي، بالإضافة إلى الثلاجة، وآلة لعد النقود بإتقان.

وأوضح المعمري في حواره لـ “الأيام” أنه يواجه العديد من التحديات والمعوقات تتجلى بوضوح بالافتقار للدعم المادي والنقص في المعدات وبعض المواد اللازمة، مؤكداً في السياق ذاته أنه سيتمكن من صنع طائرة هيلوكوبتر والطيران بها إذا ما توفر لديه الدعم المالي والمعنوي.

>  هل لك أن تعرف القارئ الكريم عن نفسك؟
- بكل سرور، أحمد مرتضى علي محمد صالح المعمري، أبلغ من العمر 19عاماً، حالياً أدرس اللغة الإنجليزية في معهد جلوبل للغات.
آلة عد النقود
آلة عد النقود

> حدثنا عن موهبتك؟
- في الحقيقة طبيعة عملي الفني قائم على مخلفات القمامة، كالكراتين والعيدان الصغيرة من الخشب، والورق المقوى سواء من الشارع أو المشتراة من المكاتب المحلية إذا اضطررت لذلك.

وتعود بداية عملي في الابتكارات قبل سنتين، وذلك بالاستفادة من أخي حينما كنت أشاهده وهو يصلّح بعض الأثاث المنزلية كالمراوح واللمبات الصغيرة أو الراديوهات وغيرها، ولتفوقنا أحياناً في إصلاح بعضها وإخفاقنا في البعض الآخر، قرر أخي أن يدرس في الجامعة، فيما استمريت على هذا الطريق حتى الآن، وتمكنت من صنع الكثير من الابتكارات بالاستفادة مما أتحصل عليه من الإنترنت من المعلومات.
ومن أبرز الأشياء التي حققتها هي “الروبوت المتحرك” الذي يعمل على الضغط الهيدروليكي، ومجسم العقرب والذي يعمل هو الأخر بالضغط الهيدروليكي، والثلاجة، وآلة لعد النقود بإتقان.

> هل من تحديات أو معوقات تواجهك؟
- الافتقار للمكان المناسب والدعم المادي وكذا الإمكانات اللازمة للعمل، بالإضافة إلى النقص في العدة والتي تمثل نصف العمل لأي مهندس أو مبتكر مثل: أدوات القطع واللحام والكي وبعض الدساميس والجرادة والمسّاكة، وأيضا بعض المواد كالصمغ لأسلاك النحاس والمسامير في مختلف أحجامها، ومن الأمور التي أتمنى تحقيقها حالياً هي أن أتمكن من مواصلة دراستي وتعليمي، كي أنمي عقلي و أتوسع أكثر وأكثر، وأنا أيضاً بانتظار الفرج من رب العالمين بأن تأتي منحتي المقدمة من بيت هائل سعيد، وبالتحديد من الأستاذ خالد أحمد هائل، والذي وعدني بمنحة دراسية في الخارج لأستطيع تطوير نفسي ولأتمكن من مواصلة ابتكاراتي واختراعاتي بشكل أفضل وأقوى.

الابتكار و الاختراع
> ما هي الأفكار التي تراودك وتسعى لتحقيقها؟
- لدى أفكار كثيرة ولكنها لم تتحقق حتى الأن، لعدم توفر المستلزمات المطلوبة لصناعتها، ومن أبرز هذه الأفكار مجسم الطائرة الهليكوبتر من النوع الصغير، والتي من شأنها أن تحلّق على مسافة قصيرة، ولكن يبقى حلمي الكبير هو ابتكار وتحقيق مجسم الطائرة الكبيرة والتي أستطيع من خلالها الطيران من مكان إلى آخر، وبحريه تامة، إذا ما توفر لدي الدعم المالي والمعنوي.

> هل من جوائز حققتها، وهل هناك عروض تلقيتها بخصوص ابتكاراتك؟
- من أبرز الجوائز التي نلتها هي جائزة مالية مقدارها 300 ألف ريال يمني مقدمة من محافظ تعز الأسبق شوقي أحمد هائل، بالإضافة إلى منحة دراسية إلى الخارج مقدمة من أ. خالد أحمد هائل، ولا أنسى هنا الدعم المعنوي من الأهل والأصدقاء، والذي أعتبره هو الآخر جائزة ثمينة جداً أعتز بها.

أما بخصوص العروض التي قُدمت لي، فحتى الآن لم أتلقَ أي عرض كتقدير لعملي وجهدي، ولكن هذا لا يهمني، فأنا راضٍ بما قسمه الله لي، و ربما أحصل على مرتبة كبرى في المستقبل إن شاء الله.
وكل ما أطمح إليه حالياً هو تحقيق النجاح الدائم والوصول إلى غايتي، وهو أن أصنع شيئاً جديداً، لأحصل من خلاله على براءة اخترع من دولة عظمى، وبإذن الله سيتحقق هذا الحلم عمّا قريب.

> حدثنا عن ردود وتفاعل الناس حول ابتكاراتك؟
- في بداية الأمر لم يكن هناك أي ردود أفعال تجاه ما أقوم به، سوى من قِبل أمي وأبي، واللذان كانا يحمساني بالعمل والاستمرار في هذا الطريق من خلال الدعم المعنوي فقط، ولكنه كان كافياً لتنمية العزيمة في قلبي وعقلي وفكري، ومع مرور الوقت بدأت أتحصل على تشجيع من المواطنين الساكنين في نفس الحي الذي أسكن فيه، وحقيقة.. هذا المدح والتشجيع ترك أثراً إيجابياً كبيراً بداخلي وهو ما ساعدني على تجاوز التحديات التي أواجهها.
الثلاجة المخترعة
الثلاجة المخترعة

> ما الذي تريد أن تقوله في الختام؟
- أقول للشباب استغلوا أوقاتهم بما يعود عليكم بالنفع والفائدة، وعليكم بالاجتهاد في الدراسة والبحث عن الأمور النافعة للمرء وللمجتمع، كما أنصحهم بأن يتسلحوا بالإصرار والعزيمة فالمستقبل ينتظر الجميع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى