هل يفعلها الرئيس هادي ويدخل التاريخ؟

> منصور الصبيحي

>
منصور الصبيحي
منصور الصبيحي
سنقولها لك بصراحة.. لم يعد هناك متسع ووقت للعناد والإصرار على الخطأ، لطريق صار محسوساً، ومحسوبة عواقب نتائجه، وأيضاً لم يعد من مشروع قابل للحياة على غرار الزمن القديم.
افعلها وخلصنا.. احسب النتيجة صح، تدخل التاريخ من أوسع أبوابه! نقولها صراحة لك، ولا نخشى في الله لومة لائم. لقد نفذ صبرنا، وأوصِدت كل الأبواب في وجه الكل.

نقولها لهم ولك ولمن يبلغه صوتنا: إن مثلما أصررت وأصر من حولك أن مشروع العودة إلى قبل عام تسعين غير ممكن، أيضاً إن مشروع الستة الأقاليم غير مجدٍ، نصرّح بذلك. وبالفم المليان.
فلن يكون الطريق لمشروع آخر قاسماً مشتركاً ومخرجاً من هذا النفق المظلم للجميع، مشروع بين الحاضر والعودة إلى ما قبل عام تسعين هو الأقرب والأنسب إلى الحل.

قبل أن تكون رئيساً، كن معلماً، معلم أعطى الجميع درساً عن السلم استناداً إلى وضع الحرب القائمة، فقدّم سؤاله وحين عجز الكل عن الرد، توقعاً منه الإجابة الشافية المفيدة، للأسف تأخرت بها كثيراً. نعم تأخرت وتماديت في الحل، حتى حسبناك معلماً فاشلاً. فهل لك أن تغير تلك الصورة النمطية التي رسمت في أذهان من حولك؟.
قُلها تنجو.. ونقولها كإشعار وأنت ليس بعيد عن ذلك المشهد، بل على أتم الدراية به. لقد اختفى الطبيب والمهندس والنجار والعامل، الكل لم يعد موجوداً بلحمه وحسّه، صاروا جميعاً في المتارس، خيالاً وجسماً وروحاً، النصف يمسك بيده الزناد، والنصف الآخر متأهب للحاق بهم، فلم يعد هناك متسع للسعادة وتبادل الحديث بعيداً عن صوت المدفع والطائرات. فلا يوجد بيت ولا حارة ولا شارع ولا قرية إلا أصابها ما أصابها من ويلات الحرب.

 هيا.. اختر طريق ودرب آخر لعمرك. كم بقي لك من ساعات وأيام محسوبة لتبلغ الأجل وتمثل أمام ربك؟
افعلها قل لا ذا، ولا هذا، بل اعتدل وفاجئ الجميع دولة اتحادية بإقليمين هو الحل. لم يعد طريق آخر أقرب إلى صناعة الحياة والسلام من هذا الطريق.

أربع سنين من الدمار والخراب والويلات تكفي. كم تعددت فيه من خبائث وقاذورات، آخرها ما لم نتوقعه من دخول الأفارقة في معترك الصراع، وقد نراهم غداً يسقطون ويستقطعون أراضي حين يخرجون عن السيطرة، يحتوون الفئة المهمشة في اليمن قبل مجيئهم من عهد أبرهة، ويدخلون كطرف في معترك لعبة الصراع، يرفعون شعار أكسوم الحبشي، فساعتها لا سبأ ولا حمير ولا إرم ذات العماد ولا عدنان ولا قحطان ولا باذان ولا الأحقاف ولا سيف بن ذي يزن يوقفهم. نصبح على عتبة وضع يعيدنا لقرنين قبل البعثة، يوم كانت تتجاذبنا الفرس والأحباش، لتعود من جديد.

 ماذا بقي لك من أمل آخر تنتظره؟
هيا قم قبل فوات الأوان، قبل أن يأتي زمن نكون فيه شعب يعيش على الذكرى، يقال له هنا شعب عاش على عتبة الألفية الثالثة للميلاد اسمه شعب اليمن، أو قد يفقد كل مسمى، وتفقد كل هوية بريقها ولمعانها.
افعلها وخلصنا.. واستند على الماء الذي يسقط على تعز لتسقى به أرض لحج الحسيني، والذي ينهمر على إب يتسلسل في وادي بنا فتروى به أرض أبين وحسان، وكذا الماء الذي ينهمر على صنعاء ومأرب لتبلغ خيراته حضرموت.

هكذا لنعيش ونرى صعدة تأتي بالعنب والتفاح، ولحج بالمانجو والطماطم، وأبين بالليمون والبطيخ والجوافة، وتهامة بالمحاصيل والحبوب والتمر والموز، وذمار بالبطاط.. ثم بعد ذلك يصير الوئام ويعم السلام بين الجميع.
قلها واصرخ فينا، وإن وجِد من معترض، ستجده بعد زمن طائعاً، وكلنا لك طائعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى