مواطنون بلودر: لرمضان بهجته رغم الظروف المادية المنغصة

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> الأوضاع المالية أجبرت الكثير على التخلي عن أشياء أساسية
لشهر رمضان الفضيل في مديرية لودر محافظة أبين عاداته وطقوسه الخاصة كغيرها من مديريات المحافظة والبلاد بشكل عام، إذ تمتزج فيه الأجواء الدينية والروحانية مع العادات والتقاليد الشعبية المتبعة، والتي تم توارثها جيلاً بعد جيل منذ القدم.
وجرت العادة من أبناء لودر استقبال الشهر بالترحيب مع بدء النصف الثاني من شهر شعبان من كل عام، وبالابتهالات وتعزيز التكافل الاجتماعي فيما بين الأسر والأقارب وكذا الجيران، تسود معها روح المحبة والألفة والتسامح والبذل والجود والعطاء والتراحم والتعاطف.

وتتفنن ربات البيوت في صناعة وجبات الإفطار والسحور، والتي تكثر أكلاتها في شهر الصيام، كالشربة والمكرونة والعطرية والسنبوسة واللحوم.. وغيرها، إلى جانب المشروبات المشهورة بأسمائها الشعبية.

نفسي نفسي
وقال المواطن علي ناصر أحمد لـ «الأيام»: «إن رمضان هو شهر الخير والعبادة في كل زمان ومكان، وأن ما يحدث من تغير فيه يقتصر على عادات الناس وتقاليدهم وفقاً للظروف والأحوال التي يعيشونها، وبالمقارنة كان الناس في شهر الصيام في الماضي أكثر ابتهاجاً وألفة، تتجلى بوضح منذ الثلاث الأيام الأخيرة من شهر شعبان من خلال تجهيز احتياجاتهم من مأكولات ومشروبات.. وغيرها، فيما يقوم دور النساء بجرش البر والتوابل للشربة، وقبل الليلتين السابقتين للصيام يخرج الأطفال يطوفون في الشوارع حاملين المشاعل ومرددين أناشيد الترحيب بالشهر الفضيل».

وأكد المواطن أحمد عبدالله صالح أن «الأسر كانت تجتمع في السابق كل ليلة في بيت من بيوت الحافة (الحارة) يتسامرن ويتبادلن الأحاديث، فيما يحرص الرجال على التجمع في الشوارع حرصاً منهم على التسامح وإنهاء الضغائن وتجاوز المشكلات»، لافتاً إلى أنه «من أبرز العادات، التي كانت السائدة في المجتمع الأبيني، تبادل المأكولات والمشروبات في الفطور والسحور بعكس ما هو اليوم الذي تغيرت فيه الكثير من العادات القديمة، وأصبح الناس مُنكفئين على أنفسهم وقلت الزيارات فيما بينهم، وشح التهادي، ولكن يبقى مع ذلك شهر رمضان مختلفا عن بقية الأشهر».

اختلاف كبير
وقال رئيس المجلس الأهلي بلودر، صالح الخضر الصاد: «إنه لا مقارنة بين رمضان في الماضي والحاضر، فكثير من العادات والتقاليد الرمضانية الجميلة التي كانت متبعة في شهر الصيام قبل الوحدة اختفت تماماً، وكذا التجمع في النصف من شهر رمضان بعد أن كانت الألفة بين الجميع، أما الآن فتغيرت الأحوال من حال إلى حال».
وأضاف المواطن حسين أحمد منصور: «إن المواطنين كانوا يستقبلون شهر الصيام في الماضي عبر مآذن المساجد وإشعال النيران من قِبل الأطفال، وبإقامة الموالد وزيارة بعض الأولياء الصالحين، وهي العادات التي انتهت في الوقت الحاضر، وتغير واندثرت وانتهت صلة الرحم والتقارب الأسري».

أما الإعلامي عارف علوان فقال لـ «الأيام»: «إنهم كانوا يقضون شهر رمضان وفق حياتهم البسيطة تملأها الألفة والمحبة والرحمة بعكس زماننا هذا الذي تعقد فيه نمط الحياة وأصبح أكثر صعوبة من كل النواحي بعد أن تغير الوضع السائد».

تراحم وتآخٍ
وأوضح المواطن حسين عوض صالح أن لشهر رمضان الفضيل في محافظة أبين كغيرها من محافظات البلاد عادات وتقاليد يتم اتباعها في شهر الصيام من كل عام، مضيفاً: «حيث كان المواطنين يقومون بعمل الكثير من المأكولات، مع تجمع الأسر على مائدة الإفطار، والتصدق على اليتامى والفقراء والمساكين، كما كانت صلة الرحم هي القاسم المشترك، بخلاف ما هو حاصل اليوم تماماً، إذ اندثرت وتغيرت العادات والتقاليد، وهو ناتج عن الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد».

وقال الكابتن خالد مفتاح: «إن حياة الناس في شهر رمضان خلال ثمانينات القرن الماضي كانت بسيطة ومتواضعة ولكنها مملوءة بمشاعر الأخوة والمحبة والتراحم، ومن العادات التي كانت سائدة فاختفت في وقتنا الحاضر في هذا الشهر الفضيل هي سفرة الجيران والتراحم والتآخي من قِبل بعض البشر، والسبب في هذا يعود إلى تغير وتبدل الظروف المادية لدى المواطنين ومعظم الأسر الأبينية».

ولفت المواطن صالح حسين عبدالله إلى أنه على الرغم من الظروف الصعبة والمعقدة التي يُعاني منها الأهالي جراء ارتفاع الأسعار غير المسبوق في المدينة إلا أن لرمضان يبقى ما يميزه عن بقية الأشهر يتجلى بالتآخي فيما بين الناس والتراحم والتسابق لتقديم العون والصدقة للأسر الفقيرة والمعدمة».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى