قصة صحابي.. عكرمة بن أبي جهل

> هو عكرمة بن عمرو بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.

أوصافه وصفاته
كان عكرمة طويل القامة، مفتول العضلات، عريض المنكبين، حاد الملامح، حنطي البشرة، غزير الشعر، جهوري الصوت، شديد الشبه بأبيه عمرو بن هشام بن المغيرة، وكان لين العريكة، حليماً، حكيماً.

سيرته
نشأ عكرمة في مكة في جو مترف محفوف بالنعيم، في قصر المغيرة، وتعلم القراءة والكتابة والأنساب على يد أفضل المعلمين في تهامة، وكغيرة من أبناء العرب تعلم عكرمة الفروسية وأبدى نبوغًا ومهارة في المبارزة وفنون القتال، وتميز على جميع أقرانه ببراعته في رمي الرمح وتصويب السهام، كما عُرف بالشجاعة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ.

فتح مكة
جاء وعد الله الذي وعده رسوله في كتابه: "لقد صدق الله رسوله الرؤيا"، فكان يوم الفتح فرأت قريش ألا قبل لها بقتال محمد وأصحابه، فأذعنت أي قررت على أن تخلي له السبيل إلى مكة، لكن عكرمة ونفر معه خرجوا على الإجماع القرشي فتصدوا للجيش الإسلامي الكبير فهزمهم المسلمين، ففر عكرمة إلى الشعيبة.

إسلامه
لما دنا عكرمة من المدينة قال الرسول عليه الصلاة والسلام لأصحابه: "سيأتيكم عكرمة بن عمرو مؤمنا مهاجرا فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي ولا يبلغ الميت" فدخل عكرمة المدينة ووفد على رسول الله فقال له: "مرحباً بالراكب المهاجر" وبايعه على الإسلام، وشهد معه معركة حنين والطائف وشهد حجة الوداع.

جهاده
بعد وفاة رسول الله كان لعكرمة في قتال المرتدين أثر عظيم فقد استعمله الخليفة أبو بكر على جيش وسيره إلى أهل عمان وكانوا قد امتنعوا عن دفع الزكاة وظهر عليهم عكرمة، ثم وجهه أبو بكر رضي الله عنه أيضاً إلى اليمن فلما فرغ من قتال أهل الردة سار إلى الشام مجاهداً أيام أبي بكر مع جيوش المسلمين، فلما عسكروا بالجرف على ميلين من المدينة واستقبله أبو بكر وسلم عليه وعرض عليه المعونة فقال لا حاجة لي فيها فدعا له بخير وسار إلى الشام.

يوم اليرموك
في يوم اليرموك أقبل عكرمة على القتال إقبال الظامئ على الماء البارد في اليوم القائظ شديد الحر، ولما اشتد الكرب على المسلمين في أحد المواقف نزل من على جواده وكسر غمد سيفه وأوغل في صفوف الروم فبادر إليه خالد بن الوليد فقال له "لا تفعل يا بن العم فإن قتلك سيكون على المسلمين شديد"، فما كان من عكرمة إلا أن قال "تنحى عني يا خالد جاهدت بنفسي ضد رسول الله! أفأستبقيها الآن عن الله ورسوله!" ثم نادى في المسلمين من يبايع على الموت؟ فبايعه عمه الحارث بن هشام بن المغيرة وضرار بن الأزور في أربعمائة من المسلمين، فقاتلوا دون فسطاط خالد (أي مكان قيادة الجيش) أشد القتال وذادوا عنه أكرم الذود حتى أثخنوا جميعاً جراحاً، واستشهدوا.

وفاته
أوتي لخالد بعكرمة جريحاً فوضع رأسه على فخذه فجعل يمسح على وجهه ويقطر الماء في حلقه، ولقد أصيب عكرمة والحارث فدعا الحارث بماء ليشربه فلما قدم له نظر إليه عكرمة فقال ادفعوه إليه ثم قضى نحبه، ولقد وجدوا فيه بضعاً وسبعين، من بين ضربة وطعنة ورمية. وقد برّ عكرمة بما قطعه للرسول من عهد، فما خاض المسلمون معركة بعد إسلامه، إلا وخاضها معهم، ولا خرجوا في بعث إلا كان في طليعتهم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى