لاجئون أفارقة يسعون للعودة بسبب تدهور الظروف المعيشية

> «الأيام» شينخوا

> يطلب الآلاف من المهاجرين الأفارقة، غير الشرعيين، الذين وصلوا إلى مدينة عدن الساحلية جنوب اليمن والمحافظات المجاورة الأخرى المساعدة للعودة إلى بلادهم، مع تدهور الظروف المعيشية هناك.
وزادت طلباتهم حيث يواجهون ظروفاً معيشية قاسية وتفشي الأوبئة داخل عدد من مراكز الاحتجاز التي أنشأتها السلطات الأمنية اليمنية.

ويوم أمس الأول، أعلنت السلطات الحكومية اليمنية ترحيل (124) مهاجراً أفريقياً غير شرعي، كأول دفعة للعودة إلى بلادهم طواعية.
وقال مصدر في وزارة الداخلية اليمنية: "إن حكومة البلاد تعاونت مع المنظمة الدولية للهجرة (IOM) لترحيل الدفعة الأولى إلى إثيوبيا عبر مطار عدن الدولي".

لكن لا يزال آلاف آخرون محتجزين لدى سلطات الأمن اليمنية في مراكز اعتقال مختلفة في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المجاورة مثل لحج وأبين، وسط ظروف معيشية صعبة.
توفر المنظمات الخيرية المحلية الإمدادات الأساسية بما في ذلك الأطعمة ومياه الشرب النظيفة للمهاجرين غير الشرعيين المحتجزين في ستاد رياضي في محافظة عدن منذ أبريل الماضي.

وقد صرح ممثلون من منظمة خيرية محلية لوكالة أنباء (شينخوا) بأن "ترحيل المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين سيكون الحل الوحيد لإنقاذ أرواحهم، وإلا فإنهم سيواجهون الموت نتيجة الجوع أو الأمراض".
وقال صالح قطابي، الناشط الإنساني في مجال الشباب ومقره عدن: "غالبية المهاجرين غير الشرعيين لا يريدون البقاء في اليمن، لأن الظروف المعيشية في بلدانهم أفضل بكثير من هنا".


وتابع: "لقد أمضوا شهوراً من المعاناة داخل مراكز الاحتجاز وهذا غير عادل لأن لهم الحق في النجاة من هذه المعاناة والعودة إلى منازلهم".
وأضاف: "إن بعض المهاجرين غير الشرعيين يفضلون الإقامة والعمل بحرية في اليمن، وهو أمر لا تسمح به قوات الأمن".

وأوضحت مجموعة من المهاجرين غير الشرعيين بأنه خلال شهر رمضان المبارك، تصاعدت معاناتهم عندما بدأت الحرارة في تحميص خيامهم داخل مراكز الاحتجاز.
وقال مهاجر إثيوبي، في حي الشيخ عثمان في عدن: "لقد تمكنا من الخروج من مركز الاحتجاز، لأنه لا يوجد ما يكفي من الطعام أو الماء، وضاعفت درجات الحرارة المرتفعة وضعنا البائس".

وقالت المنظمة الدولية للهجرة في بيان لها: "إن أكثر من (2300) مهاجر إثيوبي غير شرعي محتجزون في عدن، من المقرر أن يعودوا إلى ديارهم هذا الأسبوع".
وأضافت: "إن العملية التي استمرت ثمانية أيام، والتي بدأت في 25 مايو، تأخرت بسبب إلغاء أذونات الرحلة".

منذ منتصف أبريل احتجزت السلطات في محافظات عدن وأبين ولحج مهاجرين غير شرعيين، معظمهم من إثيوبيا، في أماكن احتجاز مؤقتة.
تم احتجاز ما يصل إلى (5000) شخص في ملعبين رياضيين ومعسكر واحد بدون خدمات أساسية.

في وقت سابق من شهر مايو، قال مسؤولو الصحة في اليمن: "إن تفشي وباء الكوليرا تسبب في مقتل 21 مهاجراً وطالب لجوء أفريقي غير شرعي، وإصابة أكثر من (450) آخرين في محافظة لحج الجنوبية التي تسيطر عليها الحكومة".

وصل المهاجرون غير الشرعيين إلى البلد العربي الذي مزقته الحرب بحثاً عن الأمان، لكن انتهى بهم المطاف في ظروف معيشية بائسة، بشكل غير متوقع. لقد كانوا يكافحون من أجل البقاء على قيد الحياة من الكوليرا القاتلة.
كان آلاف المهاجرين الأفارقة غير الشرعيين الذين يبحثون عن حياة أفضل يستخدمون اليمن كنقطة عبور إلى وجهتهم النهائية، مثل المملكة العربية السعودية أو دول الخليج الأخرى.

والجدير بالذكر أن العشرات من المهاجرين غير الشرعيين من الصومال وإثيوبيا لقوا حتفهم قبالة سواحل اليمن في الأشهر الأخيرة.
ابتليت اليمن بحرب أهلية بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين منذ أواخر عام 2014، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، معظمهم من المدنيين.

وتسبب الصراع طويل الأمد في أسوأ أزمة إنسانية في العالم. في الوقت الحالي، يحتاج حوالي 24 مليون يمني، أو 80 في المائة من إجمالي السكان، إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وفقاً للأمم المتحدة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى