الإعجاز العلمي في القرآن

>
قال تعالى: ﴿ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [يونس: 61]؛ (التبيان للصابوني صـ 129).

وكشفَتِ العلوم أن ظاهرة الاتزان الدقيقة تحكم سلوك شتى النُّظم الطبيعية والكيميائية والبيولوجية، كما أن الممالك الحيوانيةَ، سواء كانت برية وبحرية وطيورًا وحشرات، تحكُمُ بقاءَها وفناءها توازناتٌ دقيقة تربط فيما بينها وبين الظواهر الجوية والجيولوجية والنباتية، وهذا الاتزان يوجد كذلك في تركيب جسم الإنسان بحيث يؤدي اختلال أي عنصر من عناصر تكوينه إلى اعتلال صحة الإنسان، وهذا الاتزان تلخِّصه بدقة تامة آيات الله البينات؛ قال تعالى:
﴿ اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ ﴾ [الرعد: 8].

﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الحجر: 21].
﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18]؛ (كشاف الإعجاز العلمي لنبيل هارون صـ 11).
وكان العلماء يعتقدون بأن الزوجية (الذكر والأنثى) لا توجد إلا في النوعين الإنسان والحيوان، فجاء العلم الحديث فأثبت أن الزوجية توجد في النبات، وكذلك الجماد، وفي كل ذرَّة من ذرات الكون، حتى الكهرباء ففيها الموجب والسالب، وحتى الذرة فيها البروتون والنيترون؛ قال تعالى: ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49]؛ (التبيان للصابوني صـ131: 130).

لكل كائن حي، حيوانًا كان أم نباتًا، دورة حياة يتفاعل فيها مع التربة والماء والهواء، وغيرها من الكائنات؛ فتأمَّل الإشارات البليغة إلى خروج الحي من الميت، وإلى الإبداء والإعادة، كما أثبتت العلوم الحديثة أن دورة الحياة في الإنسان أيضًا ترتبط بدورة العناصر المحيطة به، من الأرض التي من عناصرها يتكوَّن الإنسان، وعلى نتاجها يتغذى، ويتفاعل معها أخذًا وعطاء في عمليات التنفس والغذاء والإخراج وتجديد الخلايا طوال حياته، ثم إليها يتحلَّل بعد مماته.

قال سبحانه: ﴿ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 27].
قال تعالى: ﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [الروم: 19]؛ (كشاف الإعجاز العلمي للدكتور / نبيل هارون صـ 29: صـ 30).

وأثبتَتِ البحوث الحديثة باستخدام تلسكوبات دقيقة أن أعماقَ البحار والمحيطات ليست ساكنة، بل تموجُ بأمواج وتيارات أظلَمَ وأكثفَ مما بسطحه،وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ ﴾ [النور: 40]؛ (كشاف الإعجاز العلمي لنبيل هارون صـ 13).

قال الله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴾ [الفرقان: 53].
أثبت العلمُ الحديثَ استحالة اختلاط ماء البحر بماء النهر، وإلا كان مِلحًا أجاجًا، وذلك بفضل خاصية الانتشار الغشائي (الأسموزي) التي تدفع جزيئات الماء العَذب إلى الانتشار داخل الماء المالح، وليس العكس، عبر السطح الفاصل بينهما (الحاجز أو البرزخ)، وفي هذا الصدد أيضًا تجدر الإشارة إلى معجزة بقاء ماء البحار والمحيطات دون تجمُّد؛ إذ يطفو الثلج المتجمد فوقها ليحفظ بقية الماء من التجمد، ويحفظ حياة الأسماك والأحياء البحرية، ولتستمر الملاحة فيه، ويرجع ذلك لخاصية وهَبها الله الماء دون سائر المواد الأخرى؛ أن كثافته تقل (لا تزيد كغيره) بالتجمُّد (كثافة الثلج أقل من كثافة الماء السائل)؛ (كشاف الإعجاز العلمي للدكتور / نبيل هارون صـ 63: صـ 64).​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى