منطقة الفنح بأبين.. أميّة وأوبئة وحرمان من الخدمات الضرورية

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> يُعاني سكان منطقة وادي الفنح بالمسيمير مديرية خنفر بمحافظة أبين الحرمان من أبسط الخدمات الضرورية، كالمياه والكهرباء والصحة والتربية.. وغيرها.
ويعيش الأهالي البالغ عددهم 400 نسمة ظروفاً قاسية ومعقدة، مع انتشار الأمية في أوساط الأطفال (بنين وبنات) لافتقار المنطقة لمدارس، كما يضطرون لقطع مسافات كبيرة لجلب المياه على ظهور الحمير، فضلاً عن تفشي الأوبئة والأمراض فيها، وفي مقدمتها الإسهالات المائية وحمى الضنك والملاريا، لعدم وجود وحدة صحية.

وأكد مواطنون في أحاديث لـ “الأيام” أنه ومنذ أن تأسست المنطقة في أربعينات القرن الماضي لم تحظ بأي اهتمام من قِبل الجهات ذات العلاقة، ولم يزرها أي مسئول.

ظروف قاسية
وأوضح المواطن أحمد حسن هبة أن أهالي المنطقة يعانون ظروفاً قاسية ومعقدة منذ عقود ويفتقرون لأبسط مقومات الحياة، وكل حلمهم أن تشيد لهم مدرسة لتعليم أبنائهم المحرومين من الالتحاق بالمدارس لبعد المنطقة ووعورة الطريق، وكذا توفير خدمة التيار الكهربائي.
وطالب هبة من المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم بضرورة زيارة المنطقة ليشاهد عن كثب مدى الإهمال والنسيان الذي طال هذه المنطقة وساكنيها وما زال، والعمل على توفير الخدمات الضرورية كغيرهم من مناطق أبين.

وأضاف المواطن سعيد علي محمد: “أصبح الأهالي عرضة للأمراض الخطيرة والفتاكة، مثل حمى الضنك والملاريا والإسهالات المائية، نظراً لتكاثر البعوض وعدم وجود مخرجات لمياه الصرف الصحي ولعدم توفر وحدة صحية، وفي المقابل لم تقم السلطة المحلية بأبين بأي زيارة لهذه المنطقة منذ قيام ثورة 14 أكتوبر؛ لتلمس هموم أبنائها، بل لم يكلف أي محافظ أو مسئول نفسه ولو لمجرد السؤال عنها، وكأنه حكم عليها وعلى ساكنيها الموت البطيء”.

حرمان
فيما قالت أم حليم: “من المؤسف أن أهالي منطقة وادي الفنح، والتي لا يبعد عن عاصمة المحافظة سوى خمسة كيلومترات، محرومون من الخدمات الأساسية، فغياب المدرسة فيها أحرم أبناءها وبناتها التعليم مما تسبب بانتشار الأمية، فضلاً عن انعدام خدمة الكهرباء والمشاريع الضرورية الأخرى، ولا نعلم ما هي الأسباب التي أدت إلى حرمان هذه المنطقة من أبسط الحقوق منذ تأسست في أربعينيات القرن الماضي، ومن خلال “الأيام” نناشد المنظمات الدولية والإغاثية بزيارة هذه المنطقة ومساعدة الأهالي ودعمهم وبناء فصول دراسية ووحدة صحية وإدخال التيار الكهربائي، وهي أهم المطالب الذي نتمنى تحقيقها”.

ولفت المواطن حسين شفيق راجح إلى أن “المواطنين يحلمون بشربة ماء نقية ويضطرون لجلبه على ظهور الحمير من الآبار المجاورة للمنطقة؛ لعدم وجود مشروع فيها خاص بمياه الشرب”، مضيفاً: “لقد تناستنا السلطة المحلية بمديرية خنفر ولم تقم بواجبها الإنساني تجاهنا وتركتنا نصارع قسوة الحياة، وعبر “الأيام” نضع معاناتنا على طاولة المحافظ متمنين منه توجيه الجهات ذات العلاقة بضرورة توفير المشاريع الخدماتية لهذه المنطقة لِما لها من أهمية كبيرة”.

وأوضح المواطنان عبدالله حسن صالح، وحسن فتيني عبدالواحد، أن الأهالي باتوا يصارعون من أجل البقاء وتوفير ما تيسر من لقمة العيش لأطفالهم من خلال العمل اليومي في المزارع القريبة من المنطقة، في ظل فقر مدقع وظروف إنسانية صعبة ومعقدة ونسيان وإهمال من قِبل السلطات المعنية في المديرية والمحافظة”.
توجيهات
من جهته، قال مدير عام مكتب التربية والتعليم بالمحافظة، د. وضاح المحوري: “تم النزول إلى منطقة وادي الفنح لتلمس الهموم والصعوبات التي يعاني منها أبناؤها والاستماع لشكواهم عن قرب فيما يتعلق بجانب التربية والتعليم، ووجهنا بعمل أربعة فصول دراسية للطلاب والطالبات ابتداء من العام الدراسي القادم 2019- 2020م من خلال توفير خيام دراسية ومدرسين حتى لا يحرم الطلاب والطالبات من الدراسة وخاصة الفتيات اللاتي تركن التعليم لبُعد المدارس عن المنطقة”.

وأكد المحوري في تصريحه لـ “الأيام” أنه سيتم ضم هذه المنطقة ضمن المشاريع التي سيتم تنفيذها ليتمكن الطلاب من مواصلة تحصيلهم العلمي، وأن هذا العام سيكون عام التربية في أبين.
وقال: “عودة كل المعلمين القادرين على العطاء هي غايتنا في إعادة روح العمل التربوي في المحافظة، وهي السبيل الوحيد للتخلص من المعلم البديل، وبإذن الله سيكون هذا العام بدون معلم بديل، ولهذا نطلب من الكل مساعدتنا لأجل النهوض بالعملية التعليمية والتربوية”.

وعود
بدوره، أكد مدير عام مديرية خنفر، الشيخ ناصر المنصري، أنه وبناء على توجيهات المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم تم النزول الميداني برفقة مدير مكتب الصحة والسكان بخنفر د. صلاح بالليل، ومسئول التوزيع بالمؤسسة العامة للكهرباء، إلى المنطقة للاطلاع على الخدمات الأساسية التي يتطلبها الأهالي كالمياه والكهرباء والتعليم والصحة.. وغيرها، وتم خلالها اللقاء بعدد من المواطنين والاطلاع على معاناتهم وأهم الاحتياجات الأساسية العاجلة التي يحتاجونها لعمل الحلول المناسبة لها.
وأوضح في تصريحه لـ “الأيام” أنه سيتم رفع تقرير متكامل إلى قيادة السلطة المحلية عن الاحتياجات ليتم وفق ذلك اتخاذ الإجراءات المناسبة من قِبل السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة لعمل ما يلزم تنفيذه من مشاريع خدماتية للأهالي والبحث عن مصادر تمويل لهذه المشاريع في أسرع وقت ممكن نظراً للحالة المأساوية الصعبة التي يمرون بها.
وتمنى المنصوري أن يتم التفاعل من جميع الجهات ذات العلاقة والمنظمات الدولية والإغاثية تجاه هذا الوضع الإنساني للمواطنين في منطقة وادي الفنح الذين باتوا بأمسّ الحاجة لمثل هكذا مشاريع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى