أطفال صنعاء بلا عيد والحوثيون يحوّلون المتنزهات إلى مواقع عسكرية

> تقرير/ خاص

> عاد عيد الفطر المبارك للسنة الرابعة على التوالي ولا أفق للحل والسلام، وما زالت الحرب تنخر في جسد الشعب في المحافظات الشمالية، خاطفة من الأطفال فرحة دينية اعتادوا على الاستعداد لها بشراء الملابس الجديدة وشراء المأكولات والحلويات وغيرها.
جاء العيد هذا العام في ظل غلاء فاحش وتدهور رهيب للاقتصاد، فيما تشهد العملة الوطنية انهياراً كبيراً أمام العملات الأجنبية، ليضيف معاناة ومشقة على الأسرة لاسيما الفقيرة، مع استمرار انقطاع رواتب الموظفين - للعام الثالث - الواقعين في نطاق سيطرة قوات الحوثي الانقلابية.

إذ باتت معظم الأسر في صنعاء غير قادرة على توفير مستلزمات القوت الضروري والدواء.
وشكا عدد من المواطنين في صنعاء لـ “الأيام” من الوضع البائس الذي يعيشونه، قبل وأيام عيد الفطر المبارك، والتي حلت عليهم كضيف ثقيل.

فيما أمضى أطفال بعمر الزهور أوقات إجازة العيد باللعب ببعض الألعاب الحديدية المتهالكة في عدد من الحدائق العامة بصنعاء، وآخرون يتجمعون لتشكيل فرق رياضية للعب في إحدى زوايا تلك الحدائق، في الوقت الذي سيطرت فيه جماعة الحوثي على معظم الحدائق والمتنفسات بصنعاء وحولتها إلى مقرات لاجتماعاتها العسكرية ولقاءاتها القبلية كما هو الحال في حديقة الثورة.
وقال المواطنون لـ “الأيام”: “إن حدائق ومتنفسات صنعاء لم تعد هذا العيد - بسبب ما خلفه الانقلاب من تدمير ممنهج فيها -  قادرة على رسم بسمة غائبة حتى على وجوه الأطفال”، مشيرين إلى أن مثل هذه الأماكن كانت في السابق متنفساً لهم ولعوائلهم، ولم تعد اليوم قادرة على التخفيف ولو قليلاً من معاناتهم، جراء الأوضاع المعيشية الصعبة.

حرمان وفقدان
خالد سعيد النجادة، أحد مرتادي حديقة السبعين، تحدث عمّا أسماها مرارة وألم ومعاناة الأطفال وغياب الفرحة في حياتهم، حيث يقول لـ“الأيام”: “أتى العيد على الأطفال في بلادنا وهم يعيشون أجواء من الحزن والألم لما يعانونه من فراق الأحبة وغياب الأمن والاستقرار وغلاء الأسعار وقسوة الحياة، إذ لم نعد نشاهد ابتسامة الأطفال وفرحتهم بحلول العيد؛ لأن العيد لم يحمل لهم ما يفرحون به، فقد أتى العيد ومعه نزيف الدم المتواصل لأطفال استهدفتهم نيران الميليشيا الحوثية في تعز وصنعاء والحديدة والضالع وفي كل مكان في هذه البلاد، وآخرون أتى العيد عليهم وآباؤهم قد انتقلوا إلى جوار ربهم بعد أن قُتلوا أو صُفوا أو غير ذلك من الطرق، والبعض ما زال آباؤهم مختطفين يقبعون في سجون الميليشيا.. فأي عيد لهؤلاء الأطفال بدون آبائهم؟.. وأي فرحة ستحل في حياتهم وقد تحولت حياتهم إلى حزن وألم ومعاناة”.

وقالت عويدة بلقيس، وهي أحد مرتادة حديقة العاب بصنعاء: “إن الحرب جعلت الآباء يتجرعون الوجع وأحاسيس العجز أمام تساؤلات أطفالهم عن تجهيزات العيد، فيعتذرون بوعود مؤجلة لمن صار منهم يدرك ما يدور حوله، بينما يحاولون خلق قصص وهمية لصغارهم الذين لم يدركوا معنى الحرب بعد”.

خلو من المظاهر العيدية
ولم يشهد عيد الفطر هذا العام في صنعاء أياً من مظاهر الفرحة والسرور وأجواء المودة والتراحم بين الناس كالأعياد السابقة.
ووفقاً لما رصدته “الأيام” في بعض الأسواق أثناء العيد، فقد تخلى المواطنون عن الكثير مما اعتادوا عليه خلال هذا المناسبة الدينية سوى من بعض الشكليات، نتيجة لما خلفته قوات الحوثي الانقلابية على حياة الناس من أوجاع وآلام ومآسٍ، الأمر الذي جعل معظم أهالي صنعاء يستقبلون هذا العيد على مضض.

ولفت المعلم ناجي فضل علي إلى أنه عجز هذا العام عن شراء ملابس جديدة لأطفاله؛ لانقطاع راتبه منذ ثلاثة أعوام”.
فيما قالت أم أحمد نعمان: “لم نلاحظ البؤس والشقاء على وجه الناس كما شاهدناه في هذا العيد، فالغلاء وتردي المعيشة أعاقا الأغلبية عن شراء ولو جزء مما يزرع البسمة في وجوه وشفاه الأبناء كملابس الجديدة و(جعالة) العيد، كما لم يعد هناك متنفس لتذهب الأسر والعوائل إليه لقضاء إجازة العيد، والتي من شأنها أن تنسيهم ما يعانون منه، فالحوثيون قضوا على كل مكان جميل وحولوا الحدائق والمتنزهات إلى مواقع يتجمعون فيها ويتعاطون فيها القات فيما الأسر أصبحت تعيش في سجن كبير”.

ويعاني آلاف من الأسر في صنعاء وجميع المناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثيين أوضاعاً معيشيةً قاسية وصعبة.
وأكد متحدثون لـ “الأيام” أن الانقلاب الحوثي غيب على مدى أربعة أعوام فرحة العيد من أهالي صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرتهم.

وقضى المواطنون عيد الفطر لهذا العام في ظل مزيد من التدهور في الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية، وحروب طاحنة خلفت فقراً وجوعاً وأمراضاً وأوبئة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى