قرى الساحل بأحور.. ثروات متعددة وخدمات معدومة

> تقرير/ حمدي العمودي

> ما زال الكثير من القرى الساحلية، صاحبة الموقع الجغرافي الهام ومملكة الثروة السمكية والزراعية والحيوانية في مديرية أحور بمحافظة أبين، تعيش حياة القرون الماضية، من حيث انعدام الخدمات الأساسية البسيطة التي يحتاجها سكان هذه القرى من صيادين ومزارعين وبسطاء.
ومنذ أن بدأت الحياة تدب في هذه الرقعة الجغرافية من أرض المحافظة لم تنعم بأي من المشاريع الضرورية، على الرغم مما تزخر به من ثروات متعددة يعود نفعها، ليس على المديرية وحسب، بل على المحافظة والوطن ككل.

حرمان وتهميش
وفي الوقت الذي تغيرت فيه الأزمنة في ربوع البلاد، ووصل عصر التطور التكنولوجي والمدنية إلى بعض القرى والمدن، ما تزال عدة قرى ساحلية في مديرية أحور، كالمساني، والبندر، والمدرك، والجعش، وحناد، وحصن بلعيد، تعيش خارج نطاق الخدمات الأساسية تماماً، والتي يأتي في مقدمتها خدمة التيار الكهربائي، هذه الخدمة التي لم ينعم بها المواطنون يوماً واحداً.
وعلى الرغم من الميزات التي تتمتع بها سواحلها وشواطئها من جمال المنظر، والذي جعلتها قبلة للزائرين في المناسبات الدينية كعيدي الفطر والأضحى والأفراح والأعراس، إلا أن الإهمال والتهميش هو العنوان الأبرز فيها.

غنية بالثروات
وتُعد قرى (البندر والمساني وحناد والمدرك وحصن بلعيد والجعش والنعيم الساحلية) رافداً رئيسياً لمديرية أحور والمحافظة من جميع النواحي، لِما تمتلكه من ثروات هائلة لا تعد ولا تحصى، فضلاً عمّا تُصدّره من ثروات إلى الخارج تعود فائدتها على الوطن بالعملة الصعبة.
ومن هذه الثروات الوفيرة التي تشتهر بها هذه القرى الساحلية، الثروة السمكية والحيوانية والزراعية وكذلك تربية النحل.

ويؤكد محمد علي العمودي في حديثه لـ«الأيام» أن «هذه القرى محرومة من المشاريع الخدماتية منذ سبعينيات القرن الماضي، لاسيما خدمة التيار الكهربائي، والتي أصبحت في نظر الناس من الأشياء المستحيل تحقيقها، في الوقت الذي يعيشون فيه في القرن الحادي والعشرين».
وأضاف: «كما أن الاتصالات الأرضية، والتي تتمتع بها عاصمة المديرية، مازلنا محرومين منها. والمؤسف أننا لا نبعد عنها سوى تسعة كيلو مترات فقط، في تجاهل واضح لأهمية هذه المناطق التي ترفد المديرية والمحافظة، بل والجمهورية بالثروة السمكية والحيوانية والزراعية، علاوة على أهميتها السياحية، حيث تعتبر متنفساً للمديرية، غير أن النزعة البدوية أعمت عيون المسؤولين في البلاد تجاهها».

قبلة الزوار
ولهذه القرى الساحلية ميزة عن سائر القرى بأحور، حيث تكتظ سواحل البندر والمساني وحناد وحصن بلعيد بالزوار القادمين من المدينة خاصة في أيام العيدين والمناسبات الدينية، بغرض الفسحة والسياحة والتمتع بالمناظر الطبيعية واستنشاق هوائها النقي الصافي من جميع الشوائب.
وجرت العادة أن تشهد هذه الشواطئ إقبالاً كبيراً من الزوار والمواطنين عقب صلاة العصر من كل يوم من أيام عيدي الفطر والأضحى، يقضون فيه أوقاتاً ممتعة مع أفراد أسرهم وعائلاتهم، ومع حلول وقت المغرب يغادر البعض، فيما يظل الآخرون إلى صبيحة اليوم الثاني، ليهنؤوا بليلة صافية هادئة على ضفاف سواحل هذه القرى الجميلة.

وتقع قرى البندر والمساني والمدرك الساحلية جنوب مديرية أحور، وتبعد عن عاصمة المديرية بتسعة كيلو مترات فقط، أما قرية حناد فتقع في الجنوب الغربي من المديرية، وتبعد عن المركز بحوالي 13 كيلو متراً.
فيما تقع قرية حصن بلعيد إلى الشرق من أحور، وعلى بعد 35 كيلو متراً من عاصمة المديرية، كما أنها محاذية لمنطقة عرقة التابعة لمحافظة شبوة.

أماكن أثرية لقرى الساحل
تتمتع بعض قرى الساحل بتاريخ عريق كمنطقة المدرك، والتي يوجد فيها مسجد تاريخي يعود تاريخ بنائه إلى عام 817هـ، وما يزال قائماً إلى هذه اللحظة، وهو مسجد المدرك.
ومن المساجد الأثرية أيضاً، مسجد باعديل، والذي يعوده تاريخه إلى مئات السنين.

وشهدت قرى الساحل أول تأسيس لمدرسة تعليمية لعام 1964م في البندر باسم مدرسة (البندر)، ثم أسست بقرية المساني بعام 1974م باسم مدرسة (أبو صلاح)، وبنيت جدرانها من الطين (اللبن)، قبل أن يتحول اسمها في بداية ثمانينيات القرن الماضي تقريباً إلى مدرسة (الفقيد أحمد علي عمر العمودي)، وفي عام 1994م سميت بمدرسة الفاروق، وفي العام الأخير من القرن الماضي تم إضافة ستة فصول جديدة إليها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى