ناشطون ومتخصصون: أضرار السيول بعدن تتحمل مسئوليتها الجهات المعنية

> تقرير/ سليم المعمري

>
​ أعاد متخصصون وناشطون ومهتمون التردي المريع الذي شهدته العاصمة المؤقتة عدن في عدة مجالات، بسبب تساقط الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية، إلى سوء التخطيط والتنفيذ والمتاجرة بالمشاريع المنفذة دون أي رقابة، وكذا البناء العشوائي في أماكن تصريف المياه، وأيضاً الحلول الترقيعية لبعض المشاريع، محملين المجالس المحلية والأشغال والطرق والجهات المنفذة المسؤولية عن كل ما آلت إليه الأوضاع في كثير من مناطق مديريات المدينة.

حامد الحريري
حامد الحريري
وأوضح الناشط المجتمعي، حامد الحريري، أن “ضعف البنية التحتية والعشوائية والبناء في المنخفضات والأراضي غير المناسبة للعمران، وتنفيذ المشاريع من قبل شركات غير مؤهلة، أبرز الأسباب لما تعرضت له المدينة وسكانها من أضرار جراء تساقط الأمطار، كسقوط وفيات ودخول المياه للبيوت، وتلف الكثير من الممتلكات، واختلاط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي، وهو ما بات ينذر بكارثة صحية”.

حامد الموشجي
حامد الموشجي
فيما لفت المواطن حامد محمد الموشجي إلى أن: “غياب الرقابة على تنفيد المشاريع، وغياب قانون مزاولة المهنة الهندسية أدى إلى انتشار الفساد، وشجع المهندسين المشرفين على هذه المشاريع على التقاعس في تنفيد المشاريع وأداء واجباتهم بالشكل الصحيح”.

أسباب عدة
من جهته أكد مدير إدارة التقييم والمتابعة في صندوق النظافة والتحسين بعدن، خليل مقبل أحمد، أن غياب التخطيط الجيد ووضع كل التصورات وعدم تنفيذ مشاريع الطرقات بحسب التصاميم، تُعد من أبرز الأسباب المؤدية إلى إغراق الشوارع.
ولفت في تصريحه لـ “الأيام” إلى أن “عدم قيام الجهات الأخرى بتنفيذ مشاريعها مثل الصرف الصحي والكهرباء والهاتف وضعف الرقابة والمحاسبة أثناء التنفيذ، أسباب أخرى للمشكلة والوضع الصعب الذي مرت به عدن، وما نتج عنه من أضرار في البيوت والطرقات وغيرها، في ظل إمكانيات شحيحة لدى المؤسسات الخدمية كنقص في الآليات الخاصة بالشفط ونقل الأتربة والشيولات”.

وأكد أحمد، بأنه “لا حل لهذه المعضلة إلا بأخذ الاعتبار قبل تنفيذ أي مشروع لإعادة سلفتة الطرقات أو الرصف لمخارج تصريف الأمطار والصرف الصحي، مع تشكيل لجنة من المهندسين لحصر أماكن تجمع المياه وعمل الحلول السريعة لها”.
فيما قالت رئيس مؤسسة مبادرة “لنكن أرقى”، مواهب عبدالرحمن عبده: “عملية الترقيع التي تشهدها الشوارع، نتيجة غش المقاولين والفساد المشترك بينهم وبين السلطات المحلية، هي خلف رداءة البُنى التحتية في المدينة، والتي تتأثر سريعاً أثناء هطول الأمطار الغزيرة، والحل هو فتح منافذ تصريف المياه وتنظيفها وإعادة إنشاء بدائل عن التي تعرضت للإغلاق بسبب الإهمال من قِبل المتخصصين”.

مواهب عبدالرحمن
مواهب عبدالرحمن
وحمّلت مواهب عبده المجالس المحلية ومكاتب الأشغال والطرق وصندوق النظافة والتحسين، مسؤولة ما تعرضت له مدينة عدن وأبناؤها من أضرار جراء تساقط الأمطار الغزيرة، لعدم تأدية مهامهم الموكلة إليهم بالطرق المطلوبة.
وأوضحت الإعلامية حنان الأميري أن “رداءة وضعف البنية التحتية في عدن، وعدم الاهتمام بإعادة إعمارها منذ أربع سنوات، أو إنشاء أي مصارف لمياه الأمطار، تسببت بإحداث أضرار إنسانية وبيئية وصحية”، مطالبة بتفعيل الجهاز المحاسبي والرقابي في المدينة لمعرفة ما هي الإنجازات والإخفاقات ومصير الميزانيات المخصصة التي تخصص لتنفيذ المشاريع دون أن يلمس المواطن أي عمل واقعي وأية نتيجة إيجابية لها.

بناء عشوائي
معاذ بن ثابت
معاذ بن ثابت
فيما قال الناشط المجتمعي، معاذ بن ثابت: “إن ما يجعل مدينة عدن تنهار سريعاً هي أن بنيتها التحتية قديمة جداً، ولهذا نجد أكثر الأماكن تضرّراً هي المناطق السكنية القديمة، كالقطيع في مديرية صيرة وبعض ضواحي مديرية التواهي، وكذا عدم تماسك المنازل التي صممت لتكون ساحلية بخلاف المناطق الريفية التي تعد سداً منيعاً للأمطار”.
وأعاد السبب الرئيسي في عدم صيانة هذه المنازل أو ترميمها لوجود طبقات فقيرة جداً في هذه المناطق.

وتابع حديثه لـ “الأيام” بالقول: “مرت عدن بفترة قصيرة من الأمطار تسببت بعدد من الوفيات وبالكثير من الأضرار، وانسدادات في فتحات البيارات، ولو استمرت قليلاً لشكّلت كارثة إنسانية مروعة، ولكن شاءت الأقدار أن تتوقف، ومع هذا نتمنى من الجهات المعنية رفع الجاهزية قبل هطول الأمطار بالتنسيق مع هيئة الرصد الجوي، وكذا إعادة صيانة مجريات السيول ومكونات الصرف الصحي، فهذه أشياء مهمة وضرورية في مثل هذه الظروف”.

محمد عبدالشكور
محمد عبدالشكور
وأوضح العقيد محمد مراد عبدالشكور أن “نظام علي عفاش عمل على تدمير كل البنية التحتية في عدن بعد حرب 1994م، وإغلاق مجاري تصريف مياه الأمطار والسيول عبر السماح للبناء العشوائي في منطقة السائلة ابتداءً من الصهاريج ووصولاً إلى البحر، بالإضافة إلى عدم تنفيذ أعمال الصيانة فيها، وقد سبق أن تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدن عام  1993م، نظراً لانسداد الممرات ومصارف مياه الأمطار والسيول، بكارثة في حي القطيع حيت غرقت البيوت، ووصل منسوب المياه فيها إلى أكثر من أربعة أمتار في مربع المرسابة، ونتيجة لذلك سقطت عمارة أمام ملعب التنس الأرضي وأخرى بجانب وزارة الداخلية سابقاً، ناهيك عن الأضرار الكبيرة في البيوت في ذات المنطقة، وخلال هذه المرة، وبسبب الانسدادات أيضاً، تراكمت المياه في مناطق مختلفة وتسببت بإعاقة الحركة في مختلف مديريات المحافظة، ولهذا أي حلول ترقيعية من أعمال الشفط لن تجدي نفعاً. والمطلوب هو القيام بجملة من الإجراءات اللازمة كتنظيف وصيانة مجاري التصريف المسدودة بشكل كامل من مخلفات السيول والأتربة والأحجار وغيرها، وإنشاء شبكة صرف صحي جديدة، ابتداء من الصهاريج ووصولاً إلى البحر، وكذا من الوحدة السكنية جوار مقبرة كريتر مروراً بالقطيع وحتى البحر عبر حديقة فن سيتي”، لافتاً إلى أن “هناك مشروعاً تقدم به م.أحمد شوقي العولي، وهو عبارة عن معابر لتصريف مياه الأمطار والسيول، وقُدّم للسلطة المحلية، وتم إقراره في صندوق الأشغال الممول من صندوق البنك الدولي، لكنه لم ينفذ لأسباب غير معروفة”.

وضع شبه كارثي
خالد سيدو
خالد سيدو
وأكد مدير عام مديرية صيرة، خالد سيدو، أن “الوضع كان شبه كارثي في المديرية بعد هطول الأمطار، لعدم وجود الجاهزية المسبقة لتفادي أضرار تلك الأمطار، لاسيما في المناطق التي تقع بالقرب من الجبال”.
وأوضح في تصريحه لـ “الأيام” أن “قِدم شبكات خدمات الكهرباء والصرف الصحي والمياه، وعدم قدرة هاتين المؤسستين من أداء واجبهما الخدمي تجاه المواطن، لعدم وجود موازنة ثابتة من قِبل الحكومة منذ فترة ما بعد الحرب الأخيرة، إضافة إلى عزوف معظم المواطنين عن سداد المديونية التي عليهم للمؤسستين، جميعها عوامل أثرّت سلباً على تحديث وصيانة تلك الشبكات، فضلاً عن عدم وجود شبكة طرقات حديثة”.

وحمّل سيدو المسؤولية الحكومة والسلطة المحلية بالمحافظة، متمنياً، في السياق ذاته، من الحكومة أن تتبنى خطة إستراتيجية بعيدة المدى لتحديث البنية التحتية لكل المحافظات ومحافظة عدن خاصة باعتبارها عاصمة مؤقتة، كما تمنى من المواطنين أن يكونوا عاملا مساعدا من خلال اجتناب البناء العشوائي في مجاري السيول.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى