مرض جديد بالعاصمة عدن وسط مخاوف من تحوله لوباء

> تقرير/ وئام نجيب

> مسئول: لا وجود لوباء جديد وأي طبيب يقول خلاف هذا ستُسحب منه شهادته الطبية

تفشت في العاصمة عدن العديد من الأوبئة، فيما يشهد القطاع الصحي تدهوراً في الخدمات الصحية، كنقص في الكادر الطبي والتمريضي وشحة الإمكانيات.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها المدينة، خلال الأسبوع الماضي، بتفشي مرض منتشر جديد لم يعرف بعد نوعه وطرق انتقاله أو كيفية الوقاية منه والعلاجات الناجعة له، الأمر الذي خلّف مخاوف كبيرة لدى المواطنين، مناشدين ‎دول التحالف ومنظمة ‎الصحة العالمية بإرسال مبعوثيها لتقصي نوع الوباء والقضاء عليه قبل تفاقم الكارثة.

وباتت عدن مدينة شبه منكوبة جراء ما خلفته الأمطار الغزيرة التي شهدتها خلال الأسبوع الماضي، من تجمعات كبيرة للمياه المخلوطة بمياه الصرف الصحي، وأصبحت كبؤر حاضنة للبعوض والذباب والعديد من الحشرات الناقلة للأمراض بين أوساط السكان، وتخريب في بعض البُنى التحتية، فضلاً عن تراكم أكوام القمامة المنتشرة في الشوارع، في ظل قصور كبير في أداء الجهات المسئولة.

حالات وفاة
أحمد الرقب
أحمد الرقب
ولفت المواطن أحمد الرقب، وهو أحد أبناء حي السعادة بمديرية خورمكسر، إلى أن هذا المرض قد ظهر في حيه بأواخر رمضان الماضي، حيث تُوفي أحد جيرانه بسببه، فيما كان اعتقاد الأهالي بأنه حمى الضنك لتشابه الأعراض.
وأضاف في حديثه لـ «الأيام»: «منذ عشرة أيام أُسعفت زوجة أخي (34 عاماً) إلى أحد المستوصفات الخاصة في المديرية، بعد أن شعرتْ بصداع وألم بالمفاصل والكلى وإسهال، مصحوب بالحمى، وفي اليوم التالي تأزمت حالتها مرة أخرى بعد أن تعافت، ونُقلت مرة أخرى إلى المستوصف ذاته، وتم تحويلها إلى العناية المركزة بمرفق صحي آخر، وتبين من الفحوصات فيه بأنها تُعاني من نقص في صفائح الدم والتهاب حاد فيه، ولأن جميع الفحوصات التي أجريناها لها في خمس مرافق طبية تفيد بأن هناك اشتباه بين حمى الضنك والملاريا والسحايا، تم إعطاؤها اللقاحات الثلاثة الخاصة بهذه الأمراض، ولكن نتيجة لحالتها الحرجة نُقلت قبل أن تتناولها إلى قسم العناية المركزة بمستشفى الصداقة؛ حيث فارقت الحياة فيه، ومنذ أيام قليلة أيضاً أُصيب أخي (زوج المتوفاة) وزوجة أخي الآخر وولد أخي بهذا المرض الذي قد ظهر قبل هطول الأمطار التي شهدتها عدن قبل أيام، ولكن تفشى بشكل كبير بعدها نتيجة لما خلفته من طفح للمجاري، في الوقت الذي لا توجد فيه بالمديرية سوى ثلاث بوزات (وايتات) للشفط، ناهيك عن التراكم الكبير في القمامة، وغياب دور الحكومة».

وطالب الرقب من وزارة الصحة بضرورة توعية المواطنين وإصدار بيان خاصة بهذا المرض توضح فيه نوعه وكيفية الوقاية منه وغيرها من المعلومات المتعلقة به، ورفع الجاهزية للحد من انتشاره وانتشار الذباب والبعوض الناقلة للعديد من الأوبئة التي باتت منتشرة في المدينة وتهدد حياة الناس.

مرض مجهول
أفاد مصدر طبي لـ «الأيام» عن «وصول مئات الحالات يومياً إلى المستشفيات بعضها مصابة بحمى ضنك أو ملاريا، وأخرى نشتبه بأن تكون مصابة بمرض التشكنجونيا المعروف باللهجة المحلية بـ «المكرفس»، وقد أبلغنا مركز الترصد الوبائي بذلك، ويتم التعاطي معه وعلاجه كحمى الضنك، ولكن هذا المرض غير معروف، ناهيك أن طريقة نقله غير واضحة، ويمكن أن ينتقل من شخص لآخر، وهنا تكمن الكارثة، كما يتم إجراء فحص للدم، ولكن هناك فحص بالعينة الخاصة بهذا المرض غير موجودة، ولهذا نضطر إلى عمل فحص حمى الضنك والملاريا، ومع هذا يتبين بأن المريض ليس مصابا بأحد هذين المرضين، وهو ما يؤكد وجود مرض مجهول».

فيما تحدث الدكتور الصيدلاني معاذ حافظ عوبلي حول هذا المرض قائلاً: «قدمت مقترحاً كمبادرة مني لوجه الله لعلاج هذا المرض بعد أن أجريت تجربة شخصية على بعض المقربين ممن أصيبوا بهذا المرض، وبالفعل أتت بنتيجة مجدية، وقد وجدت من خلال التجربة بأن دواء الملاريا وهي حقن (artemether)
د. معاذ العوبلي
د. معاذ العوبلي
فعالة ومناسبة للفيروس المنتشر حالياً بعدن، وهذا لا يعني بأنها علاج رئيسي، وإنما تعمل على تخفيف الأعراض المصاحبة لهذا الفيروس ولها قدرة عالية على مقاومته، وبعد مدة قصيرة ترتفع مناعة المريض للمستوى الطبيعي بعد أن كانت قد انخفضت بسبب الفيروس، وبإمكان المريض استشارة الطبيب قبل استخدامه».

لا وجود لوباء جديد
د. محمد ربيد
د. محمد ربيد
من جهته، قال نائب مدير الصحة والسكان بالعاصمة عدن د. محمد رُبيد: «انطلقت حملة واسعة من بداية هذا الأسبوع للرش في محافظة عدن شملت مديرياتها الثمان (من منزل إلى منزل)؛ لمواجهة البعوض والأمراض التي انتشرت مؤخراً بعد هطول الأمطار الغزيرة على المحافظة وعدد من محافظات البلاد، وفي العادة تنتشر الأمراض باستمرار بعد الأمطار، نتيجة للبؤر المتواجدة التي يخلفها هطول الأمطار وعدم النظافة وطفح المجاري، ناهيك عن البناء العشوائي، وخططنا القادمة هي مكافحة تلك البؤر الجالبة للبعوض، كما أننا نقوم بدورنا بمتابعة الحالات وبلاغات الوفيات التي تصلنا عبر المجتمع من خلال النزول إلى منازلهم، ونكتشف وجود بؤر للبعوض بسبب عدم النظافة والمجاري والمياه المكشوفة».

وعن نوعية المرض، قال لـ «الأيام»: «هو عبارة عن مرض فيروسي ولكنه ليس بغريب، وبالنسبة إلى الطرق الوقائية الخاصة به وعلاجه فهو أشبه بحمى الضنك، ونصنفه أقل منها، وفي العادة يعتمد الطبيب على الفحص المختبري، وهذا الفحص لا يبين بأن هناك فيروس جديد، وهنا نؤكد بأنه لا يوجد وباء جديد في عدن، وأي طبيب يدعي بأن هذا المرض غير معروف وغريب سيتم سحب الشهادة الطبية منه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى