النازحون في لودر.. تجاهل وتهميش ومعاناة مستمرة

> تقرير/ سالم حيدرة صالح

> يعيش نازحو محافظات البيضاء وذمار وصنعاء وتعز وإب والحديدة وريمة أوضاعاً مأساوية، في محافظة أبين، تمتد إلى أربع سنوات في ظل تجاهل وتلاعب من قِبل الجهات ذات العلاقة ومندوبي المنظمات الإغاثية، الأمر الذي زاد معاناتهم تعقيداً.
وأكد الكثير من النازحين بأنهم لم يتلقوا أي دعم إغاثي أو مادي، منذ أن حطوا رحال النزوح في مديرية لودر، جراء الحرب المستعرة بين قوت الحوثي الانقلابية وقوات الشرعية.

وعجز العديد من أرباب الأسر المشردة من توفير أبسط متطلبات الحياة الضرورية، فضلاً عن دفع إيجارات المنازل، وشراء الأدوية الخاصة بالأمراض المستعصية لدى البعض منهم.

حرمان
وقال الشيخ الخضر عبدالله محمد القفعي، وهو أحد نازحي محافظة البيضاء: “نزحنا إلى لودر ولنا أكثر من سنتين ولم نتسلم أي مواد إغاثية، وللأسف تسجيل المنظمات لنا دائماً (يطلع كذب في كذب)، بل إن عملها يعتريه الفساد، وهناك من يستلم حقوق النازحين وليسوا نازحين”.
وأضاف رياض فضل محمد عبده فارع من مديرية المعافر في تعز: “منذ قدومنا إلى هذه المديرية كنازحين لم نستلم أي شيء من المستحقات على الرغم من تسجيلنا من قِبل العديد من منسقي المنظمات الإغاثية، وكل ما في الأمر أنهم يسترزقون من أسمائنا فقط، ونتيجة لِما نشكو منه اضطررنا للعمل في البوفيهات والمطاعم لتوفير نفقات الإيجارات وغيرها من المستلزمات”.

مبروك يحيى أحمد علي، نازح آخر من ذات المديرية، أكد ما قاله رياض فارع، وأضاف: “أسماؤنا موجودة في كشوفات القائمين على المنظمة، ولكن نتفاجأ في وقت الاستلام بأن يخبروننا بأنها سقطت وهي موجودة ولكن مسجلين أمامها علامة (إكس) بأقلامهم الخاصة”.

تلاعب وتهميش وتجاهل
وأكد مندوب نازحي مكيراس بلودر، الخضر حسين البركاني، بأن معاناة النازحين “ما تحملها ملف” جرّاء الأوضاع المأساوية الصعبة التي يكابدونا، وفي مقدمتها شحة المياه والإيجارات والأوضاع الصحية، والتلاعب الواضح بحقوقهم من قِبل المسؤولين في لمديرية.
وطالب البركاني، في تصريحه لـ “الأيام” من المنظمات العاملة في المديرية، بأن “يكون تعاملها مباشرة مع مشرف النازحين هدار حفيظ، لضمان حصول النازحين على حقوقهم”.

فيما قال المندوب عن نازحي محافظة البيضاء محمد عبدربه العولقي: “نُعاني من التهميش والتجاهل والنسيان، بل إن كل حقوقنا منهوبة مع الأسف الشديد”، لافتاً إلى أن لودر هي المديرية الوحيدة التي يشحت فيها النازحون في المساجد، والوحيدة أيضاً التي يطمع سكانها في حق النازحين.
وأضاف لـ “الأيام”: “الكشف الخاص بالنازحين في هذه المديرية أُعد بكل شفافية وأمانة، وهذا الأمر يعود فضله إلى المدير العام السابق للمديرية، محمد عبد الله باهرمز، هدار حفيظ، غير أن هناك عصابة جاءت والتفت على حقوق النازحين، لذا نطالب المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، ومدير عام المديرية الشيخ عوض علي النخعي بضرورة الاهتمام بحقوق النازحين والذين لم يتحصلوا، حتى الآن، على فرش وبطانيات وأدوات إيوائية وغيرها، ولا يمتلكون مبالغ لدفع الإيجارات الخاصة بالمنازل”.

866 نازحاً
من جهته أوضح مشرف النازحين بلودر، هدار حفيظ محمد، أن عدد النازحين من محافظات: صنعاء، ذمار، تعز، الحديدة، ريمة، والبيضاء، في مديرية لودر بمحافظة أبين، بلغوا (866) نازحاً، موزعين في المدينة ومراكز وقرى ومناطق المديرية.
وأضاف، في تصريحه لـ “الأيام”: “تحملنا ملف النازحين وعملنا قاعدة بيانات دقيقة وبمصداقية وشفافية، وعانينا كثيراً من العراقيل والتهديدات حتى نتمكن من إعداد كشف يتضمن كافة أسماء النازحين، ولكن للأسف، منذ أن تولينا هذا الملف لم نلقَ أي تجاوب من مدير عام المديرية عوض علي، والمحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين سالم، في الوقت الذي يعاني فيه النازحون الأمرين، ويعيشون أوضاعاً سيئة للغاية، بسبب حرمانهم من إيجارات المساكن والفرش ومن المبالغ المالية أسوة بنازحي محافظتي عدن ولحج ومديرية زنجبار عاصمة المحافظة، ولهذا نتمنى من الجميع التفاعل مع أوضاعهم، كما نناشد المنظمات الدولية العاملة في أبين أن يلتفتوا إليهم، للتخفيف من معاناتهم”.

وحمّل محمد، المحافظ أبوبكر حسين مسؤولية ما يقاسيه النازحون في لودر، مطالباً منه أن “يتقي الله في أمرهم، وأن يقف بصدق أمام معاناتهم، من خلال توفير إيجارات المساكن وغيرها”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى