> تقرير/ عبدالله الظبي

يعاني سكان مديرية زنجبار عاصمة محافظة أبين، من ازدحام خانق في الشارعين الرئيسين في وسط المدينة، ابتداءً من فرزة عدن حتى جولة الجحال القريبة من ديوان السلطة المحلية (إدارة المحافظ القديمة).
وتزداد الأوضاع سوءا يوماً بعد يوم نتيجة لغياب الاهتمام والترتيب من قِبل الجهات المعنية، وكثرة العربات وجواري الحمير والدراجات النارية التي أغلقت مدخل سوقي الخضار والأسماك، وكذا استحداث فرزتين لشقرة والمسيمير وسط الشارع الرئيسي، على الرغم من توفر فرزة وسط العاصمة زنجبار بإمكانها احتواء كافة محطات السيارات (الفرز).

وقوبل هذا الإهمال باستياء كبير جداً من قِبل أهالي المدينة والذين كانوا يأملون أن تنعم عاصمة المحافظة بترتيب وتنظيم شوارعها وأسواقها وأن تبدأ عجلة التنمية والإصلاحات، لا أن يحصل العكس، كما يقولون.

فوضى وعشوائية
يقول المواطن عبدالمنعم صالح عزان: "نستغرب أن يتم في مدينة زنجبار ذات الشوارع الضيقة استحداث فرز في كل مكان، واعتقد أن هذا الاستحداث تم بواسطة سائقي سيارات الأجرة، ثم قامت النقابات بتوثيقها في تلك المواقع غير الصالحة من كل الجوانب، وقد أدت هذه محطات السيارات (الفرز) إلى تعريض المواطن لأخطار كبيرة، وشوهت الشوارع، وتسببت بانتشار القمامة في مواقعها، وهذا بكل تأكيد يزيد من حالة الفوضى".

وتابع: "الجهات الرقابية لا تعمل بالشكل المطلوب منها، وتتغاضى عن ظاهرة انتشار محطات السيارات (الفرز) في مواقع غير مناسبة، ولهذا يجب أن تعود محطات السيارات (الفرز) إلى الموقع المناسب لها، وأن تعمل السلطة على إلزامهم بكافة الوسائل، لتحديد الموقع وإخراجها من مواقعها الحالية".
وأضاف المواطن أحمد ناصر عوض بالقول: "كانت أبين وخاصة زنجبار أكثر المناطق التي تشهد انتظاماً، ولكن للأسف ما تشهده المحافظة اليوم من فوضى عارمة، عائد لعدم قيام الجهات المسؤولة ذات الاختصاص بواجبها وكذا لانتشار السيارات بشكل كبير في محطات السيارات (الفرز) غير المحددة لهم، والحل؛ يجب تغيير المسؤولين في المديريات وخاصة المكاتب المختصة، وإعادة محطات السيارات (الفرز) كما كانت في السابق، وإخراج كل من في السوق والشوارع، وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب، وإدخال أو نقل محطات السيارات (الفرز) المنتشرة بشكل عشوائي، وتوفير أمن قوي يضبط المخالفين ومحاسبتهم".

فوضى عارمة
فيما أكد الإعلامي عبدالله أحمد عيسى أن عدم التنظيم في أي أمر من الأمور يتسبب بالكثير من الفوضى، وهذا ما يحدث لحركة النقل في مديريات المحافظة بشكل عام، ومديريتي زنجبار وخنفر بشكل خاص؛ حيث تسبب غياب محطات السيارات (الفرز) النظامية الكثير من المشكلات في السير المروري فيهما، وأصبحت الحركة برمتها عشوائية ولا يضبطها أي تنظيم، مما جعلها معاناة يومية يشتكي منها كل المواطنين.

وأوضح لـ "الأيام" بأن استحداث محطات السيارات (الفرز) وسط الشوارع تُعد ظاهرة غير مرغوبة بها لما تسببه من إعاقة لحركة المواطن داخل السوق وازدحام في الشوارع، مما ينتج عنها العديد من الحوادث والمشاكل بين المارة وسائقي السيارات.
وطالب عاطف من السلطة المحلية في أبين ضرورة تفعيل الدور الرقابي بما يخدم المصلحة العامة.

ظاهرة سلبية
ووصف المدير السابق لمكتب تربية زنجبار والشخصية الاجتماعية، عبدالله محمد محضار، استحداث محطات السيارات (الفرز) بـ "الظاهرة السيئة جداً"، والمتسببة في ازدحام المواطنين وإحداث إعاقة في الحركة بالشوارع الرئيسية والفرعية، فضلاً عن عرقلة خدمات المواطنين بشكل يومي بعد أن أصبحت الشوارع في الوقت الحالي شبه مغلقة نتيجة لتراكم السيارات والقاذورات وبائعي الباسطات فيها.

وقال في حديثه لـ "الأيام": "كنت أتمنى أن تكون سلطة المحلية بزنجبار حازمة في تفعيل رقابتها وتفعيل أجهزتها وإصلاح اعوجاج سابقتها، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، حيث لا توجد فيها رقابة لتفعيل دور إصلاحات العمل المجتمعي".
ولفت محضار إلى أن هناك "الكثير من الحلول التي ممكن أن تقوم بها السلطة المحلية في المحافظة بشكل عام وزنجبار بشكل خاص، وهي تفعيل دور رقابة، والإدارات والتفتيش وفقاً للنظام والقانون وفي إطار الصلاحيات، ونقل محطات السيارات (الفرز) إلى مكانها المحدد الذي وضع وخصص لها، وإلزام الجميع بذلك، وكذا اختيار من يمثلون ذلك العمل من أصحاب الخبرة والذين عملوا في تصحيح محطات السيارات".

مطالبات بإصلاح
يطالب الكثير من أبناء مديريتي زنجبار وخنفر بإصلاحات في مجال النقل الداخلي والطرقات؛ حيث يشتكي الكثير من اختناق في المديريات بسبب ضيق الشوارع الرئيسية والفرعية، وبسبب إغلاق بعض الشوارع باستحداث بعض محطات السيارات (الفرز) فيها والمتسببة باختناقات كثيرة في السير.
يقول ناشط أنور وجدي سعيد: "استحداث محطات السيارات (الفرز) في المحافظة بكافة مديرياتها تغير من المظهر الحضاري وتعكس مستوى ثقافة السلطات التي باتت اليوم فاقدة لبسط سلطتها وفرض أوامرها، مما ينذر بكارثة تترتب عليها عرقلة حركة السير بشكلها الطبيعي، والأمر الأخطر الذي بات يقلق الجميع انتشار حركة الدراجات النارية التي أصبحت تتواجد في كافة الأزقة دون أن تكون لسلطة المرور يد في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بضبط أنظمة حركة السير، وكما هو معروف بأن انعدام الجهات المعنية بحركة نظم السير يزيد من معاناة المواطن، ولا خلاص من هذه المشكلة إلا بتفعيل دور المؤسسات كافه للقيام بدورها في تثبيت أمن واستقرار وحماية واحترام دور المؤسسة العسكرية ممثلة برجال أمن المرور، وتدعيم كافة الإمكانيات التي تعزز من بسط سلطة الدولة، وهنا يتم تفعيل نموذج من الإجراءات التي يشعر فيها المخالف بمخالفته ويكون عبرة لكل من تسول له نفسه العبث بأنظمة السير".

هناك إجراءات رادعة
ومن جهته، أوضح مدير عام مديرية زنجبار نبيل نمي أن "استحداث محطات السيارات (الفرز) وسط الشوارع والطرقات ظاهرة غير قانونية ولا حضارية وعملية معيقة لحركة السير في المدينة"، مؤكداً أن "السلطة المحلية أعطت توجيهات صريحة وواضحة لأمن زنجبار باتخاذ الإجراءات الرادعة وإعادة كل محطات السيارات (الفرز) إلى الموقع السابق قبالة مسجد جنيد، وتوجيهات أخرى لمدير النقل بالمديرية أيضاً.. ونحن نتابع الموضوع بأنفسنا، ونعلم أن هذه الاستحداثات قد أزعجت المواطنين وعرقلة حركة المارة، ومن خلال "الأيام" نعد المواطن بأن هناك توجهاً جاداً من قِبل السلطة المحلية بترتيب وإعادة محطات السيارات (الفرز) إلى مواقعها السابقة والطبيعية".

وأضاف: "النظام هو وعي وثقافة مشتركة، ويجب أن نمارسها جميعاً حتى يتحول إلى سلوك يومي لدى سائق السيارة والمواطن والمارين بالأسواق، والطريق مصلحة عامة ويجب علينا جميعاً سلطة ومواطنين أن نحافظ على المصالح العامة المشتركة".
ويناشد المواطنون قيادة السلطة المحلية بالمحافظة ممثلة باللواء أبوبكر حسين سالم، بإلزام الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحل أزمة الازدحام الخانق وسط الشوارع الرئيسية في المدينة؛ كونها عاصمة المحافظة، ولكي تظهر المحافظة بالمظهر الجمالي اللائق بها.​