دور ألماني لإعادة توصيف حرب اليمن من «إقليمية» إلى «أهلية»

> «الأيام» غرفة الأخبار

> تحرك جديد
يبدو أن الأسبوع الحالي حمل مستجدات مختلفة في كل أحوالها من الأسابيع الأربعة الماضية، التي كانت بمثابة كابوس جمود أمام الجهود الأممية الرامية إلى دفع ملف السلام في اليمن.
ووفقا لما نقتله صحيفة الشرق الأوسط عن مصدر يمني، فإن هناك توافقاً مبدئياً لعقد اجتماع يضم ممثلي حكومة الشرعية والحوثيين في لجنة إعادة الانتشار في الحديدة، بعد توقف الاجتماعات فترة ليست بالقصيرة، بيد أن تحديد المكان والزمان لم يجر بعد.

في الأثناء، أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، أنه «سيزور روسيا والإمارات وسلطنة عمان الأسبوع المقبل»، في جولة مكوكية جديدة. وقال المكتب، في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن المبعوث «مصمم على التوصّل إلى حلّ سياسي شامل للنزاع، ويشجّعه التزام الأطراف وأصحاب الشأن على الانخراط معه».

ورغم أن مراقبين ينتقدون المبعوث عندما يلوح بمسألة الحل الشامل بأنه يحاول القفز على «اتفاقية ستوكهولم»، وأبرزها «الحديدة»، إلا أن مصادر تؤكد أن المبعوث يقضي وقتاً كثيراً في تركيزه على الحديدة، ويتابع بدقة المستجدات المتعلقة بالملف، ويعقد اجتماعات عديدة حوله.

وبدأت الانفراجة التي ألمّت بالملف السياسي للأزمة اليمنية تظهر حين بدأت صور المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن جريفيثس، تدور في وسائل التواصل الاجتماعي وهو يتحدث مع نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن، عشية ظهور صورة أخرى للجنرال مايكل لوليسغارد رئيس لجنة إعادة الانتشار رئيس البعثة الأممية السياسية إلى الحديدة مع نائب الرئيس أيضاً.

مصادر وصفت اللقاءين الأمميين مع نائب الرئيس في الرياض بالمثمرين، لاسيما وأن دفعة معنوية أخرى سبقت ذلك من اجتماع «الرباعية حول اليمن» التي عقدت في لندن، وتمثلت في دعم المبعوث البيان الذي صدر عن السعودية والإمارات والولايات المتحدة والمملكة المتحدة.

توتر العلاقة
وكانت سماء العلاقة بين المبعوث والحكومة اليمنية ملبدة بالغيوم، إذ حملت رسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عتباً وغضباً من «تجاوزات» قال إنها تهدد بانهيار فرص الحل السياسي الذي يتطلع إليه الشعب اليمني.
بيد أن جوتيريش سارع وأنقذ الموقف وبعث تطمينات عبر وكيلته للشؤون السياسية روزماري ديكاردو، ثم أعاد التأكيد على أن الحكومة اليمنية «مفتاح الحل»، ووعد الرئيس اليمني بأن ملاحظاته «تم أخذها بنظر الاعتبار».

يقول آدم بارون الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في تصريحات صحفة نشرتها الشرق الأوسط «المهم هنا هو بناء الزخم. عملية السلام تمر بحالة ركود. وعلى مكتب المبعوث أن يصبح قادراً على الحركة مجدداً، وإلا فإن المساعي تواجه خطر الاستسلام للركود».
ويترقب المهتمون بالحل السياسي لليمن أن يكثف جريفيثس جهوده، وأن يعكسها على الأرض، وألا يسمح للجمود بالسيطرة على الجهد السياسي، في الوقت الذي يواجه فيه مطالبات «بتصحيح» مساره.

ويعتقد حمزة الكمالي وكيل وزارة الشباب والرياضة اليمني عضو الفريق الإعلامي لمشاورات السويد، أن على المبعوث «الإيفاء بالتزاماته التي أكد عليها جوتيريش ووكيلته، بمعالجة الاختلالات السابقة»، ويقول: «أقصد معالجة الاختلالات المتعلقة باتفاقية ستوكهولم، وكيفية تعديل تلك الاختلالات، لكن إذا استمر على الطريقة السابقة نفسها في حشد الدعم من غير تغيير حقيقي في المنهج أعتقد أنه سيصل إلى النقطة السابقة نفسها، وستبوء مساعيه للفشل... هناك أمل في الحل السياسي بسبب التصعيد ضد إيران، ويجب التقاط هذه اللحظة».

دور ألماني
تمول الخارجية الألمانية برنامج «وساطة» تديره منظمة غير حكومية في برلين، تنظم اجتماعات دورية بين ممثلين عن الحكومة اليمنية الشرعية والحوثيين منذ سنوات. وتقول الخارجية إنها، رغم تمويلها البرنامج، تترك للمنظمة حرية نسبية في إدارة الحوارات، رغم أنها تعقد اجتماعات «تنسيق» مع ممثلين عن المنظمة.
وبحسب المسؤولين الألمان، فإن مساعي برلين الإضافية هذه، التي تجري بموازاة دعمها عمل المبعوث الأممي إلى اليمن كوسيط رئيسي لحل الأزمة، سببها «العلاقة الخاصة» التي تجمعها باليمن. فقد كانت هذه الدولة قبل الحرب وانقلاب الحوثيين مقصداً سياحياً مهمّاً للألمان، والتعاون بين الطرفين يعود إلى فترة طويلة. وتجد ألمانيا ضرورة للتحدث مع «كل أطراف الصراع»، رغم اعترافها بالحكومة الشرعية هناك. وتعتبر ألمانيا أن السبب الرئيسي الذي أطلق الحرب هو المشاركة في الحكم «وقد تطور ذلك ليصل إلى الحرب».

ورغم اعتراف المسؤولين الألمان بتورط إيران في الصراع في اليمن، فإنها تصف الحرب هناك بأنها «حرب أهلية»، وهي مقتنعة بأن اليمينيين وحدهم هم الذين سيتوصلون لاتفاق لإنهاء الحرب. ورغم ذلك، يصف المسؤولون الألمان الدور الإيراني في اليمن بأنه «دور معرقل»، في تناقض واضح للدور السعودي والإماراتي الذي يصفونه بأنه دور «إيجابي» سهل الحوار الذي حصل في ستوكهولم، بينما سعى الإيرانيون لعرقلته.

ورغم «الإيجابية» التي خرج بها لقاء ستوكهولم، كان هناك اعتراف خلال الجلسة بحصول «قصور» دولي لجهة عدم المتابعة، عبر إرسال وفود لإكمال الوساطة، والتأكد من تنفيذ بنود الاتفاق. ومن بين ما تم الاتفاق عليه في اجتماع ستوكهولم الذي انعقد في أواخر عام 2018، ولم يُطبّق، أن يكون هناك إشراف من الأمم المتحدة على ميناء الحديدة الذي يُعتبر مرفأ يستغله الحوثيين لإدخال الأسلحة ويدر عليهم دخلاً كبيراً.

وبالفعل تعي الدول الأوروبية أهمية الدور الإيراني في استمرار الحرب في اليمن، ويدلّ على ذلك اللقاءات التي تُعقَد في بروكسل بين الاتحاد الأوروبي وممثلين عن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، من جهة، وإيران من جهة أخرى. وهدفها مناقشة الدور الإيراني في اليمن بشكل رئيسي. وتقول طهران إنها تفاوض الأوروبيين «بتفويض» من الحوثيين.
ورغم الاعتراف الألماني بهذا الدور الإيراني في اليمن، فإن المسؤولين الألمان يرون بأنهم لا يجب «المبالغة» في ذلك عند الحديث عن اليمن، لأن «الحوثيين في النهاية يمنيون، وليسوا إيرانيين». وترى ألمانيا أن التحدي الأكبر الآن هو إخراج اليمن «من دائرة الصراع الإقليمي وإعادتها إلى الصراع اليمني الداخلي».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى