«طريق الصحي» بتعز.. ممر إجباري ضحاياه في تزايد مستمر

> قرير/ سليم المعمري

> يعيش أبناء محافظة تعز لنحو خمس سنوات حالة من الحصار المطبق من قِبل قوات الحوثي الانقلابية، جراء إغلاقها لمعظم الطرق الرابطة بينها وبين المحافظات الأخرى، الأمر الذي صعّب من دخول المواد الغذائية والإيوائية والأدوية وغيرها من متطلبات الحياة اليومية.
وتمكنت قوات الشرعية في الجهة الغربية مسنودة بغطاء جوي من قِبل طيران التحالف العربي ممثلة بالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة منذ فترة من فتح خط الضباب، والذي تمكنت الجهات المعنية من خلاله التخفيف قليلاً من معاناة المواطنين، وذلك بضخ الغذاء والدواء كما سهل من حركة التنقل إلى العاصمة عدن، على الرغم من أن هذا الخط يوصل إلى طريق هيجة العبد المنفذ الوحيد لحركة التنقلات للشاحنات والناقلات بين محافظة تعز ومحافظتي عدن ولحج والمحافظات الأخرى، وهو ما تسبب بضغط كبير نتج عنه تخريب الخط الإسفلتي الذي لم يتلقَ أي ترميم منذ تسعينات القرن الماضي.

وأعلن مجلس الوزراء خلال الأيام القليلة الماضية عن إنزال مناقصة بإصلاح "هيجة العبد" الممر الوحيد لمحافظة بهدف توسعة الخط وزفلتته، حتى يتسع بشكل أفضل لحركة المرور ذهاباً وإياباً، وبناءً على هذه الناقصة تم إغلاق الطريق وإجبار السالكون فيها على المرور بخط آخر يمر من سوق الربوع أمام قيادة قوات اللواء رابع مشاة ومنه إلى القريشة والنجيشة وصولاً إلى مديرية التربة، غير أن هذه الطريق هي الأخرى تشكل خطورة، فجميع مسافتها ترابية ووعرة وذات منحدرات خطيرة تسببت بسقوط عدد من الشاحنات المحملة بالمواد الغذائية.

مأساة وخسائر
وقال م. سامي الأكحلي في اتصال هاتفي لـ "الأيام": "معاناة مواطنين في هذه المحافظة في تصاعد مستمر منذ التحول إلى الطريق الصحي، الممر الوحيد لتعز؛ بل إنها مأساة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. فمنذ تحويل حركة الناقلات إليها أصبح أغلب وقتها مغلقة بسبب انقلاب الشاحنات أو عجزها أو ازدحام الخط، نتج عنها حوادث دهس مميتة فضلاً عن سقوط شاحنة فيها من على ارتفاع عشرين مترا، وبلغت الخسائر منذ أسبوعين فقط مئات الملايين من الريالات تمثلت بفارق أسعار النقل عن هيجة العبد التي تبلغ 10 آلاف ريال زيادة عن كل طن، ورغم ذلك يحمّل السائقون شاحناتهم بأحمال تفوق قدرة الشاحنة وقدرة الطريق، وذلك بهدف زيادة الكسب غير مبالين بالحوادث التي يتسببون بها وتؤدي إلى قطع الطريق لأيام، والخسارة الثانية بسببها تمثلت بضياع الوقت على مئات المركبات العالقة، حيث بلغ معدل الإغلاق 7 أيام، وهذا الأمر أدى إلى خلق ازدحام شديد بالطريق التي هي في الأصل ضيقة وذات إسفلت خفيف، وهناك خسائر أخرى منها قيمة إصلاح الناقلات التي تعطلت نتيجة أحمالها الثقيلة فضلاً عما سيتحمّله سائقو المركبات من دفع ديات لأهالي ضحايا الحوادث والدهس كدية قتل خطأ، وحتى الآن بلغت حالات الوفاة حالتان اثنتان بعملية دهس، و3 مصابين.

حلول ومقترحات
وأوضح الأكحلي بأن المشكلة ستظل قائمة إذا لم تقم الجهات ذات العلاقة بالإسراع في استكمال مشروع صيانة "هيجة العبد"، وذلك من خلال استخدام مسرع التصلب للخرسانة لتقليل فترة الانتظار، وكذا زيادة عدد الفرق والمهندسين مع زيادة لجان تنظيم الطريق، وتخصيص وقت معين بساعات معينة لمرور السيارات، ووضع مراقبين على كل منعطف لمنع السيارات من المرور على الخرسانة، ووضع معالجات لتحفر المنعطفات، والتي تسببها الحافلات والسيارات الصغيرة.

وأضاف: "يجب أيضاً منع مرور الحمولات الكبيرة خصوصاً الناقلات المتوسطة كالنقل و(الدينات) ستة بستون، كمحاولة إيقاف مرور المواد غير الضرورية كمواد البناء والأحجار و(النيس) لمدة أسبوع، وفي المقابل تكثف فيه عملية نقل الغاز والمواد الغذائية والمحروقات فقط، كما يجب إعادة تنظيم حركة المرور بحيث تكون حركة الطلوع أو الحركة من اتجاه الربوع أثناء الليل، فيما تكون حركة النزول القادمة من تعز نهاراً بهدف منع الإرباك التي تسببه حركة النزول للقواطر المحملة وتؤدي للحوادث المروية، بالإضافة إلى المحافظة على الإسفلت بنقيل الصحي من تأثير حركة الناقلات الثقيلة على الإسفلت حينما يكون حاراً خصوصا في المنعطفات".

وقال في سياق حديثه لـ "الأيام": "تكثيف لجان تنظيم الخط لاسيما أثناء طلوع القواطر شيء ضروري لمنع نزول أي سيارة أو ناقلة؛ حتى لا تتسبب بإرباك السائقين وإيقاف الحركة في حال عجزت إحدى القواطر؛ منعاً لحدوث ازدحام، ومن الواجب أيضاً كحل لهذه المشكلة الإسراع بإلزام سائق أو مالك المركبة التي تتعطل وتغلق الخط بإبعاد مركبته مهما كان الثمن؛ لكون الأوقات التي سيضيعها على غيره أثمن والأضرار أكبر".

وأكد الأكحلي، في الختام حديثه، بأنه في حال لم تقم الجهات المسؤولة، في وزارة الأشغال والطرق والسلطات المحلية بمحافظتي تعز ولحج، بأداء مهامها والأخذ بما ذكر من مقترحات لتحسينها أو تعديلها حسب الواقع سيزداد الوضع سوءا خصوصا في حال سقوط الأمطار الغزيرة مرة أخرى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى