> تقرير/ ماجد أحمد مهدي

زاد التدهور الكبير في خدمة التيار الكهربائي والارتفاع في درجات الحرارة الذي تشهده أبين هذه الأيام من معاناة أبناء المحافظة، كما زاد من سخطهم وغضبهم تجاه الجهات المسؤولة.
وفي الوقت الذي حمّل فيه المواطنون المعنيين بالأمر مسؤولية تردي الخدمة، أعادت قيادة المؤسسة الأمر إلى الارتفاع في درجة الحرارة في فصل الصيف، والذي زادت فيه نسبة الأحمال فوق 20 ميجا، والربط العشوائي من قِبل المواطنين والذي بلغت على إثره نسبة الفاقد 40 بالمائة.

وقال المواطن خالد المخدومي: "كثرة الانقطاعات المتكررة والمتوالية لهذه الخدمة، خلال الفترة الماضية، أزعجت وأرهقت معظم أبناء المحافظة وكدرت عليهم حياتهم، وجعلتهم لا يهنؤون بنوم طبيعي وشربة ماء باردة، نتيجة لارتفاع درجة الحرارة خلال هذا العام مقارنة بالأعوام الماضية، والمؤسف بأنه لا يوجد لدى المؤسسة أي معالجات أو حلول لهذه المشكلة ولو بشكل جزئي".

غياب الحلول
وأضاف الباحث فهيم السنيدي، منطقة باتيس الشرقية بالقول: "نعيش هذه الأيام في ظل حر شديد لا يحتمل، وفي المقابل لم نحصل على أي تطور في منظومة هذه الخدمة ليشعر المواطن بنوع من الرضى، ولم تنتظم ساعات التشغيل في اليوم لخروج المحطة عن الخدمة بسبب زيادة الأحمال، فضلاً عن غياب دور الصيانة للمولدات سوى التابعة للمؤسسة أو للطاقة المشتراة، وما كنا نتمناه هو أن تقوم قيادة المؤسسة بإيجاد الحلول والمعالجات السريعة قبل دخول فصل الصيف الحار الذي باتت متضررة منه كل الأسر على مستوى المحافظة، لاسيما من لديهم كبار السن ومرضى وذوي الإعاقات".

المواطن محسن سعيد، دعم في حديثه لـ "الأيام" ما قاله السنيدي، وأضاف: "محافظة ساحلية مثل أبين بحاجة لأكثر من 50 ميجاوات، على أقل تقدير، في فصل الصيف لمواجهة الحر الشديد، ولكن ما هو حاصل العكس تماماً، إذ قلصت مؤسسة الكهرباء ساعات التشغيل وزادت من ساعات الانطفاء، متعذرة في ذلك بأن بعض المولدات معطلة وبحاجة إلى صيانة وإصلاح".

لا نطالب بالمعدوم
وتحدث الإعلامي سالم المسعودي عن معانة جراء الانقطاع المتكرر للخدمة بلغة تهكم قائلاً: "نتطلع إلى تحسن ملحوظ في أوضاع الكهرباء في محافظة أبين وضواحيها من خلال زيادة نسبة (لصي) والتخفيف من نسبة (طفي)، ونحن بهذا لا نطالب بالمعدوم ولا نحلم بأن يوصلون لنا الكهرباء على مدار الساعة، مثل أيام زمان، لكننا نطالبهم بتخفيض نسبة الانطفاء، خصوصاً وقت الظهيرة والتي تشتد فيه درجة الحرارة".

وتابع حديثه لـ "الأيام" بالقول: "نقدر كل الجهود التي تبذل من قِبل مدير كهرباء المحافظة، محمود مكيش، وإدارته، ولكن نطالبهم بمزيد من الجهد وتسخير كل الطاقات لخدمة المواطنين في هذا المجال".
وقالت المحاضرة بكلية التربية زنجبار، أ. منى فيصل عبدالخالق: "الكل يعاني من مشكلة انقطاع الكهرباء في أبين، ومنذ سبع سنوات متواصلة لم نلمس أي تحسن ولو جزئياً في انتظام ساعات التشغيل لأطول فترة ممكنة مراعاة للمرضى وكبار السن الذين لا يتحملون الحر الشديد مع ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير هذه السنة، ولكن المؤسف أن حكومة الشرعية متبعة سياسة تعذيب على مواطني المحافظة رغم كل الجهود التي يبذلها المحافظ، اللواء أبوبكر حسين، معها ومع ووزارة الكهرباء لزيادة الطاقة".

ولفت رئيس المركز الانتقالي بباتيس، حسين عبدالحق، إلى أن أكبر معضلة يعاني منها أبناء المنطقة خاصة وخنفر عامة، هي مشكلة الكهرباء والناتجة عن زيادة الأحمال وضعف الكادر المهني والفني في المؤسسة، وكذا ضعف الصيانة الدورية التي من شأنها أن تطيل من العمر الافتراضي للمولد وتزيد من نسبة التوليد، غير أن الوضع في الوقت الحاضر اختلف كثيراً عن ذي قبل، وذلك بنقص ساعات التشغيل وزيادة ساعات الانطفاءات التي أرهقت المواطنين وضاعفت من معاناتهم، لاسيما أصحاب الأمراض المزمنة كالضغط والسكر والربو.
مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بأبين محمود مكيش
مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بأبين محمود مكيش

وأوضح عبدالخالق، في حديثه لـ "الأيام"، أن شبكة الخطوط قديمة، وقد انتهى عمرها الافتراضي، وباتت بحاجة إلى شبكة جديدة، حيث إن بعض الخطوط في مناطق خنفر ضعيفة والتي تسببت بإضعاف التيار.
فيما أكد المواطن حسن المقلى أن "هذه الخدمة لم تشهد أي تحسن ملحوظ منذ سنوات طويلة، الأمر الذي أثر على حياة المواطنين في المحافظة، وتسبب في إعطاب الكثير من الأجهزة الكهربائية، في ظل ضعف القدرة الشرائية من قِبل الكثيرين لاستبدالها".

وناشد المقلي قيادة السلطة المحلية في المحافظة ممثلة باللواء أبوبكر حسين سالم، ومدير عام المؤسسة العامة للكهرباء محمود مكيش، بإيجاد حلول ومعالجات سريعة لمشكلة التيار، منها العمل على زيادة عدد ساعات التشغيل إلى أربع، بدلاً من الساعتين على أقل تقدير، تخفيفاً لمعاناة المرضى وكبار السن غير القادرين على تحمل حرارة الجو الشديدة".

الفاقد 40 %
من جهته، قال مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء في المحافظة، محمود مكيش: "تدهور الأوضاع في المؤسسة بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة ناتج عن الارتفاع في درجة الحرارة في فصل الصيف، والذي زادت فيه نسبة الأحمال فوق 20 ميجا، الأمر الذي سبب عجزاً كبيراً في التوليد، وأجبرنا على التقيد بنظام تشغيل ساعتين وإطفاء مثلها إلى أن تتحسن الأوضاع".

وأضاف، في تصريحه لـ "الأيام": "عندما زار نائب رئيس الوزراء، د. سالم الخنبشي، المحافظة التقى به المحافظ وشرح له بشكل مفصل حجم المعاناة التي يكابدها المواطنون من انقطاع هذه الخدمة في فصل الصيف مع ارتفاع موجة الحر الشديدة هذه الأيام، وقد وجّه مشكوراً بتوفير 15ميجا لأبين طاقة مشتراة بصورة عاجلة كحل لجزء من المشكلة إلى أن تنجز الـ 30 الميجا، وستنفذ هذه التوجيهات خلال الفترة المقبلة من قِبل شركة العليان السعودية.

ولفت مكيش إلى أن نسبة الفاقد بلغت 40 % بسبب غياب الوعي بين أوساط المواطنين، أي ما يقارب النص، مؤكداً بأن هذه النسبة ليست بالقليلة، وكان من شأنها أن تساعد المؤسسة في زيادة ساعات التشغيل والتخفيف من حر الصيف على السكان.