مراكز في صنعاء لشحن الأطفال بالطائفية والترغيب بالقتال

> تقرير/ خاص

> يقارب عددها 2500
وسعت جماعة الحوثي الانقلابية من أساليبها الهادفة إلى فرض هيمنتها التامة على سكان المناطق والمديريات في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، لاستخدامهم بالإقناع أو بالإكراه لتنفيذ سياستها ومنهجها  الطائفي، بدءا باحتلال المحافظات والانقلاب على الشرعية ومن ثم حرمان الموظفين من مرتباتهم وإغرائهم بالالتحاق بالجهات والقتال في صفوفها، ضد ما تسميه العدوان الخارجي، ثم استقطاب الشباب والأطفال للقتال معها، وممارسة الاختطافات ضد الفتيات، وصولاً لفتح مراكز صفية؛ لشحن وتعبئة من تبقى من الأطفال بمحاضرات وأفكار طائفية تمهيداً للزج بهم إلى الجبهات.
مواطنون: المليشيات تسعى لغرس ثقافة الموت في نفوس أبنائنا
مواطنون: المليشيات تسعى لغرس ثقافة الموت في نفوس أبنائنا

غسل أدمغة
 وقال مواطنون في أحاديث متفرقة لـ«الأيام»: "إن الجماعة الانقلابية تسعى من خلال هذه المراكز التي افتتحتها في صنعاء والمحافظات الأخرى الواقعة تحت سيطرتها إلى غسل أدمغة الأطفال وغرس فيهم ثقافة الموت".
وكثفت الانقلابيون من دعواتهم عبر وسائل إعلامهم ومنابر المساجد، للطلاب والطالبات للانخراط بالمراكز الصيفية، قبل أن يتم إخضاعهم للاستماع إلى محاضرات توعوية يلقيها المشرفون، تتضمن حثهم على ما يسمونه الجهاد ضد العدوان الأمريكي والإسرائيلي.

وكانت اللجنة الإشرافية لهذه المراكز في صنعاء أعلنت خلال الأيام الماضية عن فتح 2400 مركز صيفي التحق بها نحو (120) ألف طالب وطفل وشاب.
تعبئة تعقبها عمليات تحشيد لهؤلاء الأطفال للقتال، وهو ما أعدها مراقبون بأنها جريمة حرب ترتكبها المليشيات الانقلابية بحق الطفولة.

أساليب استقطاب متعددة
وأوضح مواطنون في صنعاء لـ«الأيام» أن مشرفي الجماعة يتبعون أساليب عدة في استقطاب الأطفال والشباب وإغرائهم للالتحاق بهذه المراكز الصيفية، منها أنها تتضمن أنشطة ثقافية ورياضية ومهارات واستغلالاً لأوقات الفراغ بما يخدمهم وينمي إبداعاتهم واكتشاف مواهبهم فضلاً عما سيتلقونه من ثقافة قرآنية وإيمانية.
وتدّعي الجماعة في تصريحات مسؤوليها وخطباء مسجدها أن هذه المراكز الصيفية أُنشئت لتنمية الثقافة الدينية لدى الشباب والأطفال وتحصينهم من الحروب الإعلامية والنفسية والثقافات الوافدة الموجهة ضد أفراد الشعب اليمني من قِبل الأعداء (أمريكا وإسرائيل)، معتبرة أن الحرب الفكرية أشد خطورة من الحرب العسكرية على المواطنين.

تعسف واضح
ومنذ أسبوعين، كرّس خطباء وأئمة المساجد خطبهم ومحاضراتهم لدعوة الشباب للالتحاق بالمراكز الصيفية، والتي أقيمت بالعشرات في مختلف المديريات، من أجل التزود بالثقافة والعلوم الشرعية.
وأكد سكان محليون لـ«الأيام» أن عناصر من الجماعة الانقلابية جابت عدداً من حواري وشوارع صنعاء تطالب الأهالي من خلال مكبرات الصوت بإلحاق أبنائهم بالمراكز الصيفية التابعة لها، وفي الوقت الذي أغلقت فيه مراكز أخرى كثيرة بذريعة عدم وجود ترخيص منها.

وأفادت «الأيام» مصادر خاصة بأن "المراكز التي تم إغلاقها كان يقام بها تحفيظ القرآن الكريم بشكل سنوي، في تعسف واضح لمصادرة حقوق الآخرين، لتتمكن من فرض المناهج التي تتضمن سياستها ومنهجها الطائفي".

إلزام
وكانت الجماعة الانقلابية قد فرضت على مكاتب التربية في المديريات ومدراء المدارس في صنعاء بإلزام مجالس الآباء والأمهات وأولياء الأمور بتسجيل أبنائهم وبناتهم في المراكز الصيفية، مع ترصد مسبق منها لاستقطابهم لترويج أفكارها الطائفية، وليكونوا كمخزن لتمويل جبهاتها الخاسرة بمزيد من المقاتلين.
وفي السياق ذاته، حذر النائب الأمريكي الجمهوري، ويل هيرد، من أن ميليشيات الحوثي تبني جيلا يمنياً متطرفاً يشكل تهديداً طويل الأجل للمنطقة والمصالح الأمريكية التي لا يمكن تجاهلها. وأوضح أن الأيديولوجية المتطرفة التي يتبناها الحوثيون يتم تعليمها الأطفال في المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن، مؤكداً أن المدارس الحوثية تجبر الأطفال على تبني شعارها البغيض الذي استلهمته من الثورة الإيرانية.

وقال هيرد في مقال نشره في صحيفة "وول ستريت جورنال": "أنا أعرف اليمن تماماً، وعملت هناك كضابط سري في وكالة الاستخبارات المركزية في أعقاب تفجير المدمرة الأمريكية (يو إس إس كول) في ميناء عدن عام 2000م".
وأكد مصدر مسؤول، طلب من «الأيام» عدم الإفصاح عن اسمه وصفته، أن المليشيات الحوثية خصصت فرقاً كثيرة موزعة على جميع الأحياء ومراكز مديريات جميع المحافظات الواقعة تحت سيطرتها لمطالبة الآباء بتوجيه أبنائهم بالالتحاق بهذه المراكز، واتهام من يرفضون التجاوب بالعمالة لما يسوه بالعدوان الخارجي، في انتهاك واضح للقوانين الدولية المجرمة تجنيد الأطفال والزج بهم للقتال في صفوفها.

ولم تكتفِ الجماعة استهداف الأطفال والشباب؛ بل جندت ما تسميه الزينبيات لاستقطاب النساء والفتيات في المدارس الإعدادية والثانوية وإخضاعهن لمحاضرات توعوية ودورات تأهيلية في المجال العسكري.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى