الحنين لعفاش!

> ناصر بامندود

> قرأت ذات يوم مقولة كتب عليها: ﻣﻦ ﻣﺂﺳﻲ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺃﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮﺽ ﻟﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﻃﻐﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺘﺤﺴﺮ ﻋﻠﻰ ﻃﻐﺎﺗﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﻴﻦ!
هو وصف صادق ومعبر لعقليتنا العربية بكل أسف، إن ما نراه هذه الفترة على وسائل التواصل الاجتماعي من التمجيد والحسرة والندم، والتباكي على رحيل المخلوع علي عبدالله صالح بسبب ما نعيشه من واقع، وما يحدث لوطننا أقل ما يمكن وصفه بأنه "هو الغباء نفسه" للأسف، نعم يا سادة نحن عاطفيون بشدة حد الغباء!

وهل نسينا أن علي عبدالله صالح، هو سبب كل هذه الأوضاع التي نعيشها أصلا؟! وهل يمكننا أن ننسى أنه طيلة سنوات حكمه طبق شعار الملك الفرنسي لويس الرابع عشر: "الدولة أنا، وأنا الدولة" وعندما أنقلب عليه في العام 2011 شركاؤه وحلفاؤه في احتلال الجنوب، وحكم اليمن وخلعوه من "رأس الدولة"، رفع شعار الملك الابن لويس الخامس عشر: "أنا ومن بعدي الطوفان" فأغرق البلاد كلها في طوفان تحالفه مع الحوثيين، فسلمهم العاصمة، ومحافظات واسعة من البلاد لاسيما في الشمال، وأراد تسليمهم الوطن بأسره انتقاماً لخروجه من كرسي الحكم، ورغبةً في العودة من جديد للسلطة، وهل كان لهؤلاء الحوثيين الخبثاء أن يصلوا يوماً واحداً فقط للحكم لولا دعم وتسهيلات وخطط وأوامر المخلوع صالح؟ وهل كان يحق لأي دولة مهما كانت أن تتدخل في بلادنا لولا صالح؟ وهل نحن نعيش بذاكرة الأسماك حتى ننسى أن تلك الوجوه الفاسدة التي تحكمنا اليوم، ومن شقت علينا معيشتنا، والتي آخر همها وآخر ما تفكر فيه "الشعب" هي من صنيعة عفاش؟ بل وقال عنهم ذات مرة مفاخراً: "هؤلاء بضاعتي، خبز يدي، بضاعة عفاش"، صالح لم يكن فاسداً فحسب، صالح صنع كل الفاسدين!

فإن عشنا بالأمس في عهده الأمان، فقد سلب منا أمان اليوم، وإن كنا نعيش في عهده شيئاً من رخص الأسعار، فإننا كنا نستحق أن نكون أثرياء لما في بلادنا من ثروات، وخيرات هائلة، ومتنوعة، وضخمة جداً، لكنه ركز على تجميع المليارات من الدولارات، وقسم البلاد لأفراد الأسرة الحاكمة من آل "الأحمر" ولحاشيته، وترك شعبه يعيش حياة الفقر والبؤس.
تذكروا دائماً.. خلف كل مصيبة توجد اليوم على هذه الأرض، فتشوا عن صالح. لذا توقفوا عن البكاء على من دمر حاضركم، وأعادكم قروناً إلى الوراء، في عصر قفزت فيه شعوب مجاورة لنا، لم تكن شيئاً مذكوراً، عقوداً إلى الأمام.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى