صورة تُعرّض شاباً جنوبيًا للسجن والتعذيب لعشرة أشهر بإب

> تقرير/ هشام عطيري

> استرجعتها نقطة أمنية حوثية بإب من محذوفات جواله
أكثر من عشرة أشهر قضاها الشاب أحمد فضل محمد راجح البوبكري، أحد أبناء محافظة لحج، في سجون الحوثيين بمحافظة إب، بسبب صورة وجدت في جواله بعد استعادة جميع المحذوفات فيه من قبل متخصصين في الجماعة الانقلابية.
وبدأت قصة الاعتقال والمعاناة حينما استقبل زميل شقيقه وأسرته القادمين من ماليزيا في مطار عدن ومرافقتهم إلى صنعاء برفقة أحد أصدقائه، ويدعى عدنان محمد علي الجعوني.

اعتقال وضرب مبرح
يقول البوبكري، وهو يسرد قصة اعتقاله من قِبل عناصر حوثية لـ "الأيام": "بعد أن أوصلنا أسرة زميل أخي إلى صنعاء بدأنا نفكر بالعودة إلى عدن وكيف سنمر أو نتجاوز بسلام رجال المرور الذين من المؤكد سيقطعون طريقنا في محافظة ذمار، ولن يتركونا إلا بمبلغ من المال، وحينما وصلنا مدينة إب تم إيقافنا من قبل النجدة بنقيل خشبة، وهي آخر نقطة أمنية للحوثيين قبل وصولك إلى الضالع، وتم تجنيب السيارة لكونها تحمل رقم (موقت - لحج) وكان ذلك في تاريخ 14 ديسمبر 2017م، وسرعان ما اتهمنا قائد النقطة الأمنية التابعة للميليشيات بأننا نقود سيارة تابعة لإدارة أمن لحج، ونقوم بعمليات رصد للطيران وتحديد إحداثيات، وأثناء تفتيش السيارة وجدوا علم الجنوب بداخلها، الأمر الذي زاد من غضبهم تجاهنا وبدأوا بنعتنا بالانفصاليين ومرتزقة العدوان، كما قاموا بتفتيش جوالاتنا واستعادة محتوياتها المحذوفة والتي كان من ضمنها صور لنا ونحن بلباس عسكري مع السلاح وعلم دولة الإمارات والسعودية، تعرضنا بسببها للضرب المبرح بأعقاب البنادق والابتزاز ومصادرة مبلغ من المال الذي كان بحوزتنا".

وتابع بالقول: "ومن ثم تم نقلنا بعد أن تواصلوا مع العمليات إلى أمن السبرة، حيث أدخلونا في إحدى غرف السجن وبها أكثر من عشرين سجيناً في الوقت الذي لا تتسع فيه لعشرة أشخاص، وبعد ثلاثة أيام من الاحتجاز جاء أحد المشرفين، ويدعى أبو حمزة، ليحقق معنا مستخدماً الضرب والتعذيب بتهمة أننا نقوم بعملية رصد للطيران ويطالبنا بالاعتراف بذلك، وبعد أسبوع من الاحتجاز تم نقلنا إلى أمن المحافظة في إب ومنها تم تحويلنا إلى البحث الجنائي لاستكمال الإجراءات والإفراج عنا، ولكننا تفاجأنا بإدخالنا إلى سجن مكتظ بأكثر من 250 سجيناً بعضهم في حالة يرثى لها مع عدم توفر لخدمة الماء، أما الأكل فلا أحد يحصل عليه إلا لمن يدفع مبلغاً من المال".

تعذيب لحد الجنون
ويشير أحمد فضل البوبكري في حديثه لـ "الأيام" إلى أنه استمر وصديقه في سجن البحث لمدة عشرة أيام ولم يجدا ما يأكلانه، مع عدم السماح لهما بالاتصال بأهلهما إلا بعد مرور أربعين يوماً من السجن ودفع خمسة آلاف ريال، قبل أن يتم تحويلهما إلى السجن المركزي بالمحافظة، قسم المصحة المكتظ بالمساجين، والمختلين عقلياً، والذين وصل عددهم إلى ثلاثين مختلاً عقلياً.
أوامر الإفراج
أوامر الإفراج

ويضيف: "يطلق على هذا السجن (سجن الدواعش)، ويعود بناؤه إلى عهد الإمام، وأكثر من بداخله من المعتقلين أطفال تم الزج بهم فيه دون تهم أو جرائم تنسب لهم، وجميع من فيه يعانون من السرقة والوضع المزري وغياب النظافة وانقطاع المياه وانتشار الفئران، فضلاً عن التعذيب بالكهرباء والمعاملة السيئة كفتح مياه الصرف الصحي باتجاه المساجين، ونتيجة لما سبق ذكره وغيره من الأسباب أقدم أحد المعتقلين على الانتحار شنقاً، وأصيب آخرون بحالات النفسية وبالجنون، كما تحول هذا السجن إلى مصدر ارتزاق للمليشيات من خلال نهب المعتقلين مبالغ مالية كبيرة بحجة الإفراج عنهم تتجاوز المليون ريال في كثير من الأحيان".
في السجن
في السجن

ولفت إلى أن مسؤولي السجن يرفضون إدخال أي منظمات دولية أو محلية تعنى بشئون المعتقلين، حتى لا تطلع على الوضع السيء للسجن والمعتقلين الذين وصل بهم الأمر إلى النوم بجانب الحمامات، موضحاً أن "أكثر السجناء فيه من محافظات إب وتعز وذمار وصنعاء، إضافة إلى بعض المعتقلين الجنوبيين وهم: أيمن داود سالم أحمد الخلوف من محافظة أبين، وهشام قايد أحمد المشتهر، ونبيل عنتر محمد حسين، وجميعهم تم اعتقالهم من الطرقات الرئيسية، ومن دون أي تهم".
كشف المفرج عنهم
كشف المفرج عنهم

خسائر مالية
وعن الإفراج عنهما قال الشاب أحمد البوبكري: "لم يُطلق سراحنا إلا بعد أن ألزمونا بدخول دورة ثقافية كرّس خلالها تعليم أدبياتهم الحوثية لمدة 22 يوماً، بمشاركة أكثر من 40 سجيناً، ومن ثم التأكد من إلمامنا بكل ما تعلمناه، فضلاً عن تكبيدنا خسائر مالية وصلت إلى سبعة ملايين ريال ونهب كل مقتنيات السيارة".
الشباب البوبكري واحد من مئات الشباب، إن لم يكونوا آلافا الذين زجت بهم جماعة الحوثي الانقلابية في سجونها بسبب صور عثرت عليها في جوالاتهم، قضوا خلالها أشهراً وسنين تحت التعذيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى