أبين.. حضور للجانب الأمني وغياب للخدمات والتنمية

> تقرير/ عبدالله الظبي - عبدالعزيز باداس

> مواطنون: هناك إهمال من الجهات المعنية بمعالجة آثار الحرب
باتت محافظة أبين تشهد تحسناً ملحوظاً في الجانب الأمني، بعد أن استعادت عافيتها خلال فترة وجيزة، منهية بذلك معاناة سنوات الحرب التي تسببت بأضرار نفسية ومادية ومعنوية كبيرة في أبناء المحافظة، ودمار وخراب في البنى التحتية، والتي ما تزال إلى اليوم آثارها باقية، في مختلف مناطق أبين، لاسيما في مديريتي زنجبار وجعار.
وفي الوقت الذي حضر فيه الجانب الأمني، ما تزال تشهد تردياً ملحوظاً في الخدمات الحياتية نتيجة لغياب الاهتمام من قِبل السلطات الجهات الرسمية.

إهمال حكومي
ووصف العديد من الأهالي حالة الاستقرار الأمني في عاصمة المحافظة بـ "الأمر الإيجابي والمفرح" بعد أن غاب عنها منذ سنة 2011م، موضحين بأن "ما يؤرقهم هو الإهمال الحكومي الخاص بمعالجة آثار الحرب في البينة التحتية، وعدم وجود التنمية، والنقص الكبير في الخدمات العامة وقلة فرص العمل مع توسع انتشار الفقر".
يقول المواطن عبدالله أحمد: "بعد حرب 2011م عادت الكثير من الأسر النازحة من العاصمة عدن والمحافظات الأخرى إلى مدينة زنجبار، وأجبرت للسكن في بعض المرافق الحكومية، نتيجة لتدمر منازلهم جزئياً أو كلياً وحتى الآن تتكبد عشرات الأسر فاتورة تهدم منازلها، وبذلك ترفض إخلاء بعض المرافق والمقرات والمدارس".

وأشار لـ "الأيام" إلى أنه "بعد استتباب الأمن في عموم مناطق المحافظة، عاد الكثير من المواطنين إلى العمل في العديد من القطاعات وفي مقدمتها القطاع الزراعي، فعاد بذلك المزارعون بالاهتمام بمزارعهم وجني ثمار محاصيلهم كالموز والمانجو واللوز (الفول السوداني) وتسويقها إلى أنحاء مختلفة في البلاد".
ويعد القطاع الزراعي واحد من أهم القطاعات التي ترفد الاقتصاد الوطني، إذ تعد أبين سلة الغذاء للبلاد من المنتجات الزراعية المتنوعة والتي يتم تصدير الكثير منها إلى دول الخارج.

عودة الأمن
ويضيف الصحفي رياض منصور: "محافظة أبين هي خاصرة المحافظات الجنوبية، وتُعد الخط الأمامي الأول لحماية العاصمة عدن، ولهذا فإن النظام السابق بصنعاء تفنن في تفتيت المحافظة وغرس فيها الجماعات لتصبح معقلاً لها، ومن ثم تكون انطلاقتها نحو العاصمة عدن، لتشتت أمنها ولتقتل الأبرياء فيها، ولهذا كان الأمن في المحافظة ضعيفاً بل غير موجود، ووصل إلى درجة أن المواطن لم يعد يثق بالأمن، ومن معه قضية إما يحلها بطريقته الخاصة أو يذهب للشخصيات الاجتماعية أو القبلية، ولكن بعد دخول قوات الحزام الأمني تغير الوضع كثيراً وعادت ثقة المواطن، حيث عادت الدوريات الليلة في المدن وتراجع مستوى الجريمة نسبياً عمّا كانت عليه في السابق، بل استطاعت وبفترة وجيزة من دك الجماعات، وإخراجها من مدن ومديريات أبين وقتل الكثير من قياداتها، ولكن في المقابل هناك غياب تام للسلطات المحلية في المحافظة منذ تحريرها وتأمينها من قِبل هذه القوات، وعجلة التنمية لم تبدأ بعد، والمواطن لم يلمس من المشاريع شيئاً يذكر".

مشاريع ترقيعية
فيما قال الناشط الإعلامي نائف الرصاصي: "لم تشهد المحافظة أي تنمية حقيقية في الجانب التنموي ما بعد 2011م، بل مشاريع ترقيعية، وما زالت التي تعرضت لها منازل المواطنين قائمة، وهو ما يؤكد مدى الفشل وعدم الإيفاء من قِبل الحكومة بدفع التعويضات الخاصة، وأصبحت هذه المعاناة أكثر صعوبة حالياً بعد الانهيار شبه الكلي لمنظومة الكهرباء، فضلاً عن الفراغ الأمني الذي شهدته قبل أن تقوم قوات الحزام الأمني بتحمل المسؤولية وإعادة الاستتباب الأمني وإنهاء العديد من الظواهر السلبية والعادات الدخيلة ومن ضمنها المخدرات، وهذا النجاح يعود فضله، بعد الله سبحانه وتعالي للدعم غير المحدود من قِبل قوات التحالف العربي، وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة".

وأشار المواطن أحمد علي إلى أن "الجانب التنموي والخدماتي في المحافظة غاب عنها منذ ما بعد الحرب 2011م، فضلاً عن التدمير والنزوح للسكان، حتى جاء المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين، حيث بدأت تستعيد عافيتها تدريجياً، كما شهدت المحافظة استتباباً من الناحية الأمنية منذ دخول قوات الحزام الأمني".
وأوضح الرصاصي لـ "الأيام" أن "الحكومة قدمت بعض التعويضات البسيطة للمواطنين، والبعض الآخر حُرم من هذه التعويضات لأسباب غير معروفه".

ضرورة أمنية
وأكد رئيس المجلس الانتقالي بالمحافظة، الشيخ عبدالله الحوتري، أن إنشاء الحزام الأمني بعد انتصار الجنوبين في حرب 2015م، كان ضرورة أمنية لحفظ الأمن في أبين، بعد أن جرى تدمير المؤسسات العسكرية والأمنية في حرب 94م التي انتهت باحتلال الجنوب العربي وسيطرة القوى الإرهابية المدعومة من متنفذي صنعاء.
وأضاف، في حديثه لـ "الأيام": "كان لهذا القوة التي رعت تأسيسها وتدريبها دولة الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب أجهزة جديدة أخرى، كان لها الفضل في تأمين المناطق المحررة ومن ضمنها هذه المحافظة".

العيش بأحسن الأحوال
من جهته، أوضح قائد معسكر 7 أكتوبر (حزام أمني) صالح المرقشي، بأنه منذ دخول قوات الحزام إلى المحافظة، بدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت تعيش أبين في أحسن الأحوال من ناحية الأمن ومكافحة وتطهير الإرهاب والجريمة.
وأضاف: "تم تشكيل هذه القوات بقيادة عبداللطيف السيد، وسرعان ما تم تأمين العاصمة زنجبار، وجعار، ومن ثم منطقة الخبر، والمنطقة الوسطى والمحفد، بفضل الله ثم بدعم دولة الإمارات الذي لم يقتصر على أبين وحسب بل على مستوى الجنوب".

ويأمل أبناء أبين أن تنعم محافظتهم بالخدمات الأساسية والضرورية كالكهرباء والماء والطرقات والمدارس، وإعادة الإعمار والبنى التحتية، كما نعمت خلال عامين بحالة أمنية جيدة عقب سنوات من الاضطرابات والفوضى الأمنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى