السلاح.. السلاح!

> علي ثابت القضيبي

> عصر أمس الأول السبت شهدت منطقتنا "الخيسة" بالبريقة، محافظة عدن، حادثة قتلٍ مؤسفةٍ، وهي الأولى في تاريخ المنطقة، ومن أطلق الرصاص بعد شجارٍ هو شابٌ من عائلةٍ عريقة وكريمة ولها محبتها عند الكل! ومن توفى في الواقعة أيضاً هو شابٌ من عائلةٍ عريقة وكريمة ولها محبّتها عند الكل أيضاً! والسبب هو تواجدُ هذا الشيطان (السلاح)، ولأن خلفية الحادثة هي ساذجةٌ أصلاً، وكان من الممكن أن تفضي إلى شجارٍ وعراكٍ وبأي شيء إلا السلاح كما هو معهودٌ، ولكنها مشيئة الله أولاً وأخيراً، وهي التي أفضت إلى وجود هذا الشيطان الجهنمي (السلاح) فكان ما كان.

بعد هذه اللعينة (الحرب)، تواجد السلاح وبوفرةٍ على الأكتاف، وبقي عالقاً وبكثرةٍ على ظهور الشباب المتشدقين المتمظهرين بإيحاءات البطولة، فهؤلاء الشباب يرون في أنفسهم شيئاً مميزاً ومهماً عندما يمتشقون البندقية ويتمخطرون بها في الشوارع والأسواق، أمّا الكارثي عندما يلعلعون برصاصاتها عبثاً في الأعراس وبالمخازن! والأكثر كارثيةً عندما يصوبونها نحو كلاب القرية وفي الشوارع والأزقة! (هل تصدقوا؟!)، وداهية الدّواهي عندما يطلقونها عبثاً هكذا وللتباهي والاستعراض ليس إلا! وهذا حدث كثيراً وأمام أعيننا، وكم شبعنا من الخصومات والنزاعات على خلفية ذلك..

لم يفهم هؤلاء البلداء الأغبياء وهم يظنون أنفسهم أبطالاً ومميزين بحملهم للبندقية للاستعراض والتباهي، أو ليوهموا أنفسهم بأنهم عسكريون في إطارٍ عسكري ما، وأنه من حقهم الشطح بحمل البندقية لمجرد أنهم عسكريين.. طبعاً هم لا يدرون هنا أن كل الناس تمقتهم وتحتقرهم، وأكثر من ذلك عندما يطلقون رصاصاتها عبثاً، فوالله إن الشتائم تنهال عليهم وعلى آبائهم الذين لم يحسنوا تربيتهم، وأيضاً لم يعلموهم متى يُحمل السلاح وأين ومتى يُطلقُ..، وهؤلاء الأغبياء أو الأبطال الكرتونيين سادرون في غيهم وعبثهم القذر هذا..

أنا هنا أقول لكل أبٍ ولكل ولي أمرٍ، وأقول للكل: حملُ السلاح للقتال في الجبهات وضد العدو وحسب، وحمل السلاح من قِبل الأبناء عبث واستعراض يعرضك للاحتقار والشتائم والسخرية منك لأنك لم تعرف كيف تربي ابنك، وأيضاً لم تحدهُ عن التباهي والاستعراض بأداةٍ جهنمية وصنعت لأبشع الجرائم وهي القتل.. وكلٌ هذا واقعي والله، فالأبُ أو ولي الأمر الذي يتغاضى عن ابنه وهو يتمنطقُ بالبندقية، وحتى لو أوهمه بأنه في مهمةٍ وهو يذهب للجلوس في أركان الحواري.. هو رجلٌ لا يستحقٌ لقب الأبوة أصلاً، بل هو إنسانٌ تافه وابنهُ جاء من نفس طينتهِ ولا شك..

ربنا يعين أسرتي القاتل والقتيل في هذا المصاب الجلل على قريتنا اليوم، فكلتا الأسرتين الكريمتين تستحقا المواساة والتعاطف، وربي يخفف عبء ووطء هذه الكارثة الكابوسية عليهم وعلى خيستنا ككل.. أما الأهم فهو عسى أن يتعظ المتشدقين الأغبياء بحمل هذه الآلة الجهنمية (البندقية)؛ لأنّ الفحولة والرجولة ليست بامتشاقها والاستعراض العبثي بحملها.. كلا.. كلا.. ألا هل بلّغت.. اللهم فاشهد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى