3 أغسطس.. حفل تأبين الشخصية العسكرية علي سعيد عبيد

> يوم السبت 3 من أغسطس هو حفل تأبين الشخصية العسكرية الفذة علي سعيد عبيد الحيقي رحمه الله، وإذا سأل أحدهم لِمَ هذا التأخير. لأننا أردنا أن يمن الله بالشفاء على السيد المحافظ فرج سالمين البحسني ويحضر الحفل والتأبين لرفيق عمره العسكري وزميله اللصيق وما بينهما من وفاء وأخوة دامت وتبقى ولا تموت.

والحديث عن القائد العسكري الإنساني والحكيم والرجل الميداني كبير وكثير بقدر ما كانت مآثره في صنع العسكرية الجنوبية في عدن وبرفقته زميله الآخر عمر علي العطاس، اللذان كانا من بناة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وتأسيس فروعها برفقة الرئيس الراحل سالم رُبيّع علي، وحثهما المتواصل نحو جعل الإدارة والجيش منضبطين ووطنيين.

ومن محاسن الصدف أن تخرج دبابات عمر بلرشيد في أحداث يناير 1986م في عدن وتحسم الصراع الدموي وتوقف الحرب، ولم يحدث داخلها أية تصفيات، ويظهر حضرمي يعلن للعالم أن السلام ممكن في عدن، وبعد مضي ما يقرب من ثلاثة وثلاثين عام يقوم رجل حضرمي آخر وعسكري مجيد هو علي سعيد الحيقي بحسم صراع آخر وفي بلد يعج بالسكان والفقر والسلاح والتقاتل والتآمر، وذلك في عام 2011م وبعد أن دمرت صنعاء وتطايرت الصواريخ وانقسمت المدينة والناس، وقام هذا الشجاع باختراق الحواجز، وإزالة الركام، وكان كل هؤلاء كل من هو الآن في فنادق الرياض ولندن أو أبوظبي أو القاهرة أو على الشاشات أو تمتلئ أكياسهم بالبترودولار مختبئين أو فارين أو غير معروفين.

كان العسكري النبيل أبو جلال علي سعيد الحيقي ابن قبيلة سيبان يجول ويجازف بحياته من أجل وقف النار وترسيخ السلام، وأبهر العالم كله هذا الرجل الوحيد الذي أجاد حتى الحديث بلغة رفيعة جميلة وهدوء أعصاب خيبت ظن كل المراهنين على فشله.

وكنت يوما قد سألت عبد الغني الشميري صاحب كتاب "1000 ساعة حرب" الكتاب البغيض، وهو مقرب من علي عبدالله صالح وعلي محسن الأحمر أيضا، فقلت له: لماذا زجيت بالقائد علي سعيد عبيد وجعلته سبباً من أسباب الحرب، بينما أنت وغيرك تعرفون قصة الحرب على الجنوب وأبعادها؟ ولماذا حكمتم على الرجل بالإعدام زوراً وهو من رجالات العسكرية اليمنية؟ وكان علي سعيد هو نفسه من حكى لي عودته وأسبابها، ولقاءاته، ومن أقنعه، كنا جيران ويحبني من كتاباتي وقربي منه، وكنت زمان أزوره في عدن وأجلس معه، ومرة كنت عنده وجاء علي شاجع للبيت وجلسنا مع الشاي الحضرمي وتحدثنا وكنت أكتب في الجندي آنذاك.

علي سعيد الحيقي حين استلم المهمة الصعبة في صنعإء ولملم شتات السياسيين، وبفضله خرجوا من مخابئهم والعسكريين، وأعاد الروح للبلد والسلام، قام هنا بأداء رسالة وهي أن حكم على من وجه إليه الإعدام بالسلام، وأظهر لهم من هو الحضرمي العسكري السمح حين يتولى مسؤولية ويعيدها لسيرتها الأولى. قال لهم في أكثر من قناة ومقابلة نريد جيشاً وطنياً لا يطيع أحداً، نعم نريد نخلص من القبيلة والطائفة والمناطقية، لكنهم كانوا قادمين ولم يعجبهم لا علي سعيد الحيقي ولا غيره من الحضارم، وغادر الرجل إلى موسكو ملحقا، قلت له قبل المغادرة خذني معك موسكو نرجع زي ما كنا زمان ضحك، وقال يا علي اليزيدي الصحفي ويحب يذكرنا بالصحفي وأنا أحبها منه، شف موسكو معادها حق أول..

نحتفي ونؤبن عسكرياً بحجم زعيم ورجلاً من حضرموت رفع يده بالتحية يوما وفاءً لنا لو تذكرون والزمن لا ينسى موقفه الباسل، وقال هذه بلدي حضرموت وعدن وأنا منحاز كلياً لها، واليوم رد الوفاء، وكان هو وفرج سالمين البحسني وعمر علي العطاس وعمر بارشيد وشوشو والعقيد محمد باحاج.. وغيرهم أوفياء وعسكريين حضارم واكبوا العالم بثقافتهم ورفعتهم العسكرية. السبت نحن نجتمع في ذكرى علي سعيد أبو جلال وكل الوطنيين ومحبي حضرموت.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى