خلافات إدارية تفاقم معاناة المرضى بمجمع القطيع في صيرة

> تقرير/ وئـام نجيب

> مدير المجمع: صعوبات متعددة تهدد بإغلاق معظم الأقسام
اتهم مدير المجمع الصحي في مديرية صيرة بالعاصمة عدن د. سالم سكاريب، مدير مكتب الصحية بالمديرية د. مروان عبدالمجيد، بالتعمّد بإيقاف مادة الديزل المقدمة من منظمة الصحة العالمية (who) والمخصصة لتشغيل المولد الكهربائي، مشيراً إلى أن المنظمة خصصت 400 لتر من مادة الديزل في تاريخ 18 من الشهر الجاري غير أن مدير الصحة وبالتعاون مع مدير الرعاية الصحية محمد مصطفى راجمنار أوقفاها.
مرضى: نشتري الأدوية من صيدليات خارجية وكادر غير ملتزم بالحضور
مرضى: نشتري الأدوية من صيدليات خارجية وكادر غير ملتزم بالحضور

وأضاف سكاريب، في تصريحه لـ "الأيام": "نتيجة لخطورة الأمر أبلغت مدير عام المديرية خالد سيدو ومدير عام مكتب الصحة والسكان بعدن د. جمال خدابخش، غير أنهما أفاداني بأن الموضوع ليس من اختصاصهما لكون المادة عبارة عن دعم مقدم.. وبهذا التصرف أخلت الجهات ذات العلاقة مسؤوليتها تجاه هذا الإجراء التعسفي، ونأسف بأن تكون مادة الديزل موجودة لديهم وفي المقابل هناك مرضى يعانون جراء توقف المولد في وقت الذروة لنفاد الديزل منه، الأمر الذي اضطررت على إثره لشراء المادة من حسابي الشخصي".

وقال: "سبق أن قمت بالتصرف ذاته في السابق، ثم أخذت ما دفعته من المخصص الذي قدمه لنا البنك الدولي من خلال رفع مديونية بذلك، وقد انتهت فترة الدعم المقدمة منه لتأتي دعم منظمة الصحة العالمية في الثامن عشر من الشهر الجاري ولكن تم إيقافها عنا، ولهذا من حق الناس أن تشتكي، وأنا في الإدارة لا أستطيع إلزام العامل أن يبقى في ظل انقطاع الكهرباء، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة".

معاناة
وأوضح عدد من المرضى في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" أن انقطاع التيار الكهربائي في المجمع يجبرهم عن مغادرته إلى المستوصفات الخاصة في المديرية على الرغم من ارتفاع تكاليف الفحوصات والعلاجات فيها.
كما شكوا عدم توفر الكثير من الأدوية وعدم حضور الأطباء بشكل مستمر والمغادرة سريعاً في حال داوموا".

خلاف إداري
ولفت مدير المجمع إلى أن إيقاف الديزل من قبل مدير مكتب الصحة كريتر ناتج عن خلاف إداري بينهما، وأضاف: "أبدى رغبته لي في السابق بأنه يريد نسبة 5 % من مساهمة الإيراد الخاص بالمجمع، وإقالة موظفين فيه من دون طلب رسمي وقانوني وقوبل طلبه بالرفض، مما جعله يتعنت تجاهنا، ولكي يضيق الخناق عليّ بدأ محاربتنا بالمرضى ليثبت بأنني غير قادر على إدارة المجمع".

وتساءل في سياق تصريحه لـ "الأيام" بالقول: "هل يحق له إيقاف الديزل على المواطنين وظلمهم بسبب تحقيق مآرب شخصية؟"، متمنياً عدم إدخال المشاكل الإدارية ما بينه وبين مدير مكتب الصحة، وحلها من خلال الطرق الإدارية حتى لا تعطل منافع المواطنين والمرضى المستفيدين من المجمع الصحي.

وعن المعوقات والصعوبات الأخرى التي تواجه إدارته قال: "عملت طبيباً في المجمع منذ عام 2006م وخلال هذه الفترة كنا نعمل في الحر حال انقطاع التيار الكهربائي، حتى أتت المنظمات التي قدمت بعض التسهيلات، ومنذ توليت إدارة المجمع في أكتوبر العام الماضي، كانت أول مشكلة تصادفني هي المولد الكهربائي، وعملت على إصلاحه من خلال الدعم الذي تحصلنا عليه، كما كان المجمع في تلك الفترة مهددا بالانهيار لتزايد المديونية عليه نتيجة لقلة التوريد إلى البنك، واستطعت التخفيف من المديونية حتى وصلت نص مليون ريال بعد أن كانت مليون ونص ريال، فضلاً عن غياب الصيانة فيه والتي توقفت بسببها 10 مكيفات عن العمل، نتيجة للميزانية الصفرية في هذا الخصوص، فيما تبلغ الميزانية التشغيلية للمجمع 76 ألف ريال من المجلس المحلي وتتوزع بالشكل الآتي: شيكات مواد كهربائية، أدوية، 7 آلاف ريال في الشهر لشراء دبة من مادة الديزل في الوقت الذي لا تكفي فيه لتشغيل المولد الكهربائي لمدة ساعتين، و8 آلاف ريال بدلات مواصلات قابل للضريبة، و9 آلاف حراسة، و15 ألف ريال نتحصل عليها باليد، ولولا الدعم المقدم من البنك الدولي لعجزنا عن عمل أي شيء".

إغلاق وشيك لمعظم الأقسام
ويبلغ عدد الموظفين في المجمع، وفقاً للدكتور سكاريب، 105 موظفين، بينهم تسعة أطباء، وأربعة تمريض أساسيين وخمسة متطوعين، مضيفاً: "وأنا ما زالت أزاول عملي كطبيب في المجمع، ومع ذلك نعاني من نقص شديد في الأطباء، وقد أبلغت مدير عام المديرية بهذه المعاناة التي نواجها وأفادنا بأنه سيتم تشكيل لجنة بهذا الخصوص"، لافتاً في السياق إلى أنه "في حال استمرت الصعوبات وضعف الإمكانيات وإيقاف الديزل المخصص سيتم إغلاق غالبية الأقسام الحيوية الهامة في المجمع، ومعها سينخفض الدخل. ويضم المجمع الأقسام التالية: قسم الباطني، الصحة الإنجابية، التغذية، عيون، أسنان، صدر، عمليات صغرى، تمريض، باطني، تخطيط قلب، جلد، مختبر، صيدلية، تطعيم، عام، أشعة، وإحصاء".

نقص حاد لمعظم الأدوية
وأوضحت لـ "الأيام" العاملة في صيدلة المجمع، أن هناك الكثير من الأدوية والحقن غير متوفرة أبرزها: أدوية الكوليسترول، دريب مالح، دريب مخلوط، حقن فيتامين C، حقن فيتامين B، حقن الحساسية هيدروكورتيزون، حقن التسمم (ATS)، حقن المضاد الحيوي، أدوية السعال، أدوية المعدة، أدوية التحسس، قطرة العيون، قطرة الأذن، وأدوية الجلد، وبخار (Doulin)".
وتشهد العاصمة عدن، منذ سنوات، تردياً كبيراً متواصل في المرافق الصحية الحكومية، أبرزها الافتقار للأدوية والأجهزة الطبية ومنها المخبرية، بالإضافة إلى قلة أو إهمال وتغيب الكادر الطبي والتمريضي وغيرها، الأمر الذي فاقم من معاناة المرضى بشكل كبير جداً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى