إيران تحذر الأوروبيين من عرقلة تصديرها للنفط تزامنا مع اجتماع فيينا

> فيينا «الأيام» أمير هافاسي

> حذرت إيران الأحد بحزم الأوروبيين من وضع أي عقبات أمام صادراتها النفطية، معتبرةً أن زيادة الحوادث في هذا الإطار تقوض جهود الأطراف المشاركة في العمل على إنقاذ الاتفاق النووي المهدد بسبب الانسحاب الأميركي منه.
وقبل اجتماع للأطراف الموقعة على الاتفاق النووي في فيينا الأحد، قال نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي "حدثت تطورات مثل احتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق، والتي نرى أنها تشكل انتهاكا لخطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)".

وأضاف "لا ينبغي على الدول الاعضاء في الاتفاق أن تخلق عقبات أمام صادرات النفط الايرانية".
وتجتمع إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين عند منتصف النهار في فيينا في محاولة لانقاذ الاتفاق الهادف إلى ضمان طابع سلمي حصراً للبرنامج النووي الإيراني.

وعند توقيعه قبل أربع سنوات، اعتبر الاتفاق النووي نجاحاً دبلوماسياً دولياً، لكن النص الذي فاوضت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ُضعف جراء انسحاب إدارة دونالد ترامب منه في مايو 2018. وأتبعت واشنطن هذه الخطوة بإعادة فرض عقوبات قاسية جدا على ايران أنهكت اقتصادها.
وردا على العقوبات الأميركية، أعلنت إيران في مايو أنها ستبدأ بالتنصل من بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، وهددت باتخاذ تدابير إضافية إذا لم تقم الأطراف المشاركة في التوقيع على الاتفاق، خصوصاً الأوروبية، بمساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

والمحاولات الأوروبية، خصوصا من جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لتحقيق اختراق ينقذ الاتفاق النووي، ليست فعالة حتى الآن.
وعلى العكس، تصاعد التوتر في الخليج، فيما اعتبرت طهران احتجاز السلطات البريطانية لناقلتها النفطية "غريس 1" قبالة سواحل جبل طارق عملاً غير ودي. -"دعوة استفزازية"-

ورأت إيران الأحد أن دعوة بريطانية لإرسال مهمة بحرية إلى الخليج أمر "استفزازي" في ظلّ التوتر في المنطقة.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي قوله "سمعنا أنهم يريدون إرسال أسطول أوروبي إلى الخليج الفارسي"، مندداً ب"الرسالة العدائية" وبالخطوة "الاستفزازية" التي "ستفاقم التوتر".

كما اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مهمة أجنبية ستكون "السبب الاساس" في توتر الاوضاع.
وقال روحاني الأحد بعد لقاء مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله إن "تواجد القوات الاجنبية لا يدعم امن المنطقة بل يعد ايضا السبب الاساس للتوتر فيها".

وأكد ربيعي "نحن أهم من يمكنه توفير أمن للملاحة في الخليج الفارسي".
ورحبت فرنسا بدورها بالمقترح البريطاني. وفي مقابلة نشرت الجمعة، قالت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي إن باريس وبرلين ولندن تعتزم "تنسيق" إمكانياتها و"تقاسم المعلومات" بينها من أجل تعزيز أمن الملاحة، لكن دون نشر تعزيزات عسكرية إضافية.

وشددت بارلي "لا نريد المشاركة في قوة يمكن النظر اليها كقوة تفاقم التوتر".
ولا يتوقع تحقيق اي تقدم في اجتماع فيينا الذي ينظم على مستوى المديرين السياسيين.

ويأتي اللقاء بعد شهر من اجتماع مماثل غير مثمر في العاصمة النمساوية التي شهدت قبل اربع سنوات التوقيع على الاتفاق النووي بين طهران والقوى العظمى.
غير ان الدول الموقعة على الاتفاق ما زالت تأمل بتحقيق تقدم في الاجتماع الوزاري المقبل الذي لم يتم تحديد موعد له بعد.

ومشيراً إلى ضرورة إجراء "اجتماعات تحضيرية قبل الاجتماع على المستوى الوزاري"، قال دبلوماسي أوروبي لوكالة فرانس برس إنه "من الضروري التحدث مع الإيرانيين بعد الانتهاكات المثبتة لالتزاماتهم".
وتمثّل وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني التي أشرفت على الاتفاق النووي، نائبتها هيلغا شميت في هذا الاجتماع التحضيري.

ومنذ مطلع يوليو، لم تعد ايران تتقيد بكمية اليورانيوم المخصب التي يحق لها امتلاكها، كما زادت من تخصيب اليورانيوم في منشآتها لتتجاوز نسبة 3،67% الواردة في الاتفاق، وهي خروقات تعتبر هامشية ويمكن الرجوع عنها في هذه المرحلة.
وتريد طهران، التي تؤكد أن برنامجها النووي سلمي رغم الشكوك الأميركية والإسرائيلية، أن تستعيد خصوصاً القدرة الكاملة على تصدير نفطها التي تأثّرت بعودة العقوبات الأميركية عليها.
أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى