الأسطوانات المشروخة هؤلاء هم بؤساؤها!

> محمود المداوي

> من المسلم به أن السياسة ليس فيها الثابت الذي لا يتغير، ومعطيات السياسة اليومية في بلادنا تؤكد هذه الحقيقة التي تثبت واقعية الموقف السياسي، انطلاقا من موقع هذه القضية أو تلك، ليس على مستوى الجنوب وحده ولكن على مستوى العالم كله.

يلاحظ المتابعون للشأن السياسي الجنوبي ومن هم في معمعته أن غزوة عام 1994م واحتلال الجنوب تم بناء على فتاوى محاربة المد الشيوعي الملحد في الجنوب، ومنذ تلك الفترة يتم غسل أدمغة شباب الجنوب بهذه الغوغائية، وكيف أن الهالك "صالح" استطاع أن يضحك بها أيضا على من أفتى بها، فكان له الجنوب، وجدوا أولئك أنفسهم خارج اللعبة مبكرا، حتى عادت لهم الروح مجددا بما عرف في البلاد العربية بـ "ثورات الربيع العربي"، لينتهي بهم الأمر اليوم إلى ما هم فيه من شتات وهروب وتخبط سياسي وعسكري لا يخفى على أحد نال تلك الإمعات من مشايخ قبائل وأدعياء الدين وغوغائيين، وذلك بعد هزائمهم المتتالية في دماج ومران وصعدة، وبعد التمدد الاثنا عشري الحوثي الزيدي المرتبط مباشرة بإيران الداعم الأول لهم في التمرد والانقلاب على الرئيس عبدربه منصور هادي والشرعية التي يمثلها، والتي احتوت مصالح تلك القوى المستفيدة من وجوده على رأس الحكم لتستمر في ممارسة ما وجدت من أجله في العهد الذي مضى والذي تم الإعداد والتهيئة له من كافة الجوانب لمواجهة المتغير السياسي على الساحة وهو الغليان الشعبي الجنوبي الرافض للوحدة بالقوة، وأيضا انبثاق الحراك الجنوبي في العام 2007م وهو الذي أزعج أركان الحكم بكل توجهاتها القبلية والدينية والعسكرية والسياسية وفرض عليها حالة من الهستيريا حتى الآن.

لا أريد أن أخوض في شرح التفاصيل، فذلك تاريخ موثق ومؤرشف، ويمكن الرجوع إليه في أي وقت، غير أن ما يهم هنا هو العودة إلى موضوعنا وهو الاستخدام المتواصل لذات الأسطوانات المشروخة ضد الجنوب متى ما استشعرت تلك القوى النافذة أدنى خطر يهددها من هذا الجنوب، فكانت عاصفة الحزم بكل ما نتج عنها من مقاومة وطنية جنوبية أسطورية تم بتأثيرها تحقيق الانتصار على الانقلابيين في مدن الجنوب ومحافظاته الرئيسية (الضالع ولحج وعدن ثم أبين) والتي تحتفل هذه الأيام بمناسبة الذكرى الرابعة لانتصاراتها التي أثمرت بروز المجلس الانتقالي الجنوبي كحامل موضوعي للقضية الجنوبية.. وهنا وجدت تلك القوى ضالتها في رجم هذا المولود الجنوبي الجديد بذات التهم والتوصيفات التي تستجرها كلما دعتها هزائمها إلى ذلك، وكلما لاح في الأفق الجنوبي كل ما من شأنه دحرها مستقبلا، وتهمة العمالة لإيران تنطبق عليهم هم بدرجة أساسية لأنهم اقتاتوا وعاشوا ومارسوا العهر السياسي في البلاد لقاء عمالتهم وخياناتهم المعروفة للكل وتحت مسميات عدة منها شرعية حزب الإصلاح وبقايا حزب المؤتمر وأذنابهم، وما تواطؤهم في جبهات القتال شمالا وجنوبا مع الحوثيين إلا تأكيد -وبلا جدال- لبؤس أسطواناتهم المشروخة اليائسة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى