سكان المناطق الجبلية بالمضاربة: غياب الطرقات زاد من معاناة مرضانا

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> مع عودة موسم الأمطار يعود هاجس الخوف مجدداً لدى أبناء مديرية المضاربة بمحافظة لحج، لاسيما الساكنين في المناطق الجبلية، والذين يعانون من عدم إعادة تأهيل الطريق التي مر على تأسيسها ما يزيد عن عقدين من الزمن، على الرغم من تعرضها لأضرار متكررة جراء الأمطار والسيول الجارفة التي تشهدها المنطقة بشكل موسمي.
وأوضح أبناء المناطق الجبلية وهي: مناطق المضاربة العليا والسفلى والقبيصة والتربة وهقرة وملبية والرويس وبطان، أنهم قدموا ما يزيد عن مائة مناشدة للجهات المعنية بضرورة سفلتة طريق الشط (الوادي الطويل) ولكن دون أن يلقوا أي استجابة.

ويصب في وادي الشط عشرات الأودية المتجمعة من مناطق عديدة في المضاربة، مشكلة سيولاً جارفة وخطرة على حياة المسافرين من وإلى تلك المناطق، حيث حصدت خلال السنوات الماضية العديد من الأرواح، فضلاً عما خلفته من أضرار في الممتلكات دون أن تحرك السلطات المحلية والمعنيون ساكناً إزاءها.

تصورات للطريق
على مدى السنوات الماضية قدم العديد من مهندسي المساحة من أبناء المديرية العديد من التصورات للجهات المعنية للمساهمة في تعبيد وسفلتة الطريق ولو بالحد المعقول من مركز الشط وحتى ذي تارة أو هضبة المقيلة، غير أن جميع تلك الجهود ما تزال حبيسة الأدراج على الرغم من الأهمية الحيوية لهذا المشروع والذي يسبب معاناة كبيرة للمسافرين والمرضى في تلك المناطق.

ووفقاً لمهندس المساحة، يوسف علي راشد، فإن "مسار الطريق التي وضع تصور هندسي لها سوف تمر من الجهة اليمنى من الشط حتى تقطع وادي المضاربة بجسر أرضي بعد مفرق ذي تارة ثم تمر على سفح جبل ذي تارة مروراً بمنطقة الحقيبة وقاطعة وادي حرحر قرب القبيصة بجسر أرضي وصولاً إلى يساره على سفح الحبوة البيضاء، ثم تلج خلف القاعدة في سفح الجبل مروراً بخلف المحقنة وبجوار مدرسة الخالدي وصولاً لعقبة المنصورة على تخوم الوازعية بمحافظة تعز".

وفي السياق ذاته يضيف سند عيسى: "توجد لطريق الشط والبرح والمنصورة والرويس دراسة دقيقة مكونة من ثلاثين صفحة، وقدمت قبل عدة سنوات وكانت التكلفة موجودة حينها بسعر غير هذه الأيام، وقد جمعت في حينها خطابات من أعيان المنطقة وأرفقتها بتصور الدراسة وسلمها لمدير المديرية لكن لم نجد شيئاً رغم الوعود بوجود منظمات تسهم في ذلك، ونأمل من المحافظ اللواء أحمد عبدالله تركي، لكونه أحد أبناء هذه المديرية، إيجاد الدعم اللازم أو التمويل ليتم البدء بالعمل في هذه الطريق التي من شأنها أن تخفف كثيراً من معاناة المرضى وحالات الولادة التي تفارق بعضها الحياة في الطريق، فضلاً عن تكلفة سيارات الإسعاف وارتفاع المواصلات بسبب الطريق الوعرة".

ولفت عيسى في حديثه لـ "الأيام" إلى أن "السيول جرفت خلال الفترات الماضية العديد من السيارات والركاب أثناء مرورهم وسط الطريق"، معرباً عن أمله في "تنفيذ ولو عشرة كيلو كمرحلة أولى، بحيث يتم استكمالها في المرحلة الثانية".

حرمان شبه تام
تفتقر مديرية المضاربة بشكل شبه تام لمشاريع الطرقات، فعلى مدى عشرين سنة الماضية منذ تم إعلانها مديرية عام 1999م، بموجب قرار جمهوري، بعد أن كانت مركزاً يتبع مديرية طور الباحة، لم تشهد سوى مشروع واحد في مجال الطرقات توقف عند مدخل عاصمة المديرية الشط ولم يكمل.
وكثيراً ما أمّل سكان المناطق الجبلية ذوو الأغلبية السكانية في المديرية في وصل الطريق على الأقل بطريقي ذي تارة أو المقيلة، وهي أدنى الأمنيات، لكن جميع تلك التطلعات لم تتحقق بعد أن توقف الطريق في مدخل المديرية، وأبقى لسكان المناطق الجبلية في المضاربة متاعبهم التي لم تتوقف بعد منذ عشرات السنين.

على مدى العامين الماضيين، ومع تدخل المنظمات الدولية في المديرية ومع ضعف دور السلطة المحلية وانعدام الرؤية الثاقبة للجهات القائمة فشل الجميع في إيجاد حل لأهم معضلة تؤرق سكان المناطق الجبلية في مشروع مستدام يحقق المصلحة والفائدة العامة للمديرية، حيث وجهت المشاريع في وجوه لا تمثل أهمية قصوى للسكان كمثل هذا المشروع الذي سيظل حالماً لا يعرف الناس حتى اللحظة لمن سيدون التاريخ شرف تعبيده وسفلتته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى