ردفان.. هجوم كاسح للسيول يدمر السدود والدفاعات ويجرف التربة

> تقرير/ رائد محمد الغزالي

> جهات مختصة تحصل على دعم من منظمات دولية للإصلاح الزراعي لكنها غائبة

أحدثت السيول القوية، التي حدثت في شهر يوليو من هذا العام، أضراراً كبيرة في أراضي المواطنين الزراعية في مديرية ردفان، كما تضررت عدد من آبار مياه الشرب التي تعد مصدراً لبعض سكان الرياف، وأدت هذه الأضرار إلى توقف النشاط الزراعي في بعض الأماكن نتيجة تضرر أعبار وقنوات فرعية ومنها في سد سبأ بردفان الذي يستقبل السيول من سبعة أودية ويضم أكثر من 3500 فدان، كذلك الأراضي الزراعية لبعض الأرياف الواقعة في الجهة الشرقية في مناطق المصراح وبجير والثمير والملحة والربوة، ومن جهة الغرب في مناطق تونة.. «الأيام» رصدت حجم الأضرار التي طالت أراضي المواطنين الزراعية في ظل غياب أي دعم حكومي لإصلاح تلك الأضرار.

تجاهل رغم المناشدات

تحدث المواطن توفيق محسن علي لـ«الأيام» وقال: "أملك أرضا زراعية بمنطقة شعب الديوان في سبأ أحدثت فيها السيول أضراراً كبيرة، حيث قامت تلك السيول بجرف الدفاعات التي كانت تحمي مزرعتي وعددا من المزارع المجاورة لها"، وأشار إلى أن هناك بئرا تقع داخل مزرعته وأصبحت مهددة بشكل كامل، ولم يبقَ من مزرعته سوى متر واحد، نظراً لوقوعها على طريق السيل، لافتا إلى أنه إذا لم يتم عمل لها دفاعات بشكل سريع، فإن أي سيل قوي سيجرف أرضه وما جاورها، وقال "إن هذه الأضرار تزايدت نتيجة عدم تدخل الجهات المسؤولة ولا حتى المنظمات الدولية ومنها منظمة الفاو رغم مناشدات أطلقها الرعية في وقت سابق، وعبر «الأيام» خاصة"، معبراً عن أسفه الشديد لهذا التجاهل الذي كان سبباً في تزايد هذا الخطر "ونحن عبر «الأيام» مازلنا ندعو الجهات المسؤولة في المديرية والسلطة المحلية بالمحافظة والمنظمات الدولية إلى تقديم المساعدة العاجلة كي نقوم بعملية إصلاح للدفاعات، لأن الإمكانيات غير متوفرة لدينا، ولو كنا نملك الإمكانيات لما قدمنا هذه المناشدات، لكن هناك جهات مختصة تحصل على الدعم فيما يخص الأضرار ومن الواجب مساعدة المزارعين كي يستمروا في نشاطهم الزراعي".


توقف النشاط الزراعي

وقال الشيخ أحمد ثابت قاسم السلال، الذي يملك عددا من المزارع في سد سبأ: "إن الرعية في الفرع المؤدي إلى عبر جوجة والذي يأتيه السيل من المخرج الرئيسي الثاني من سد سبأ سيتوقفون عن مزاولة نشاطهم الزراعي هذا العام للمرة الثانية على التوالي، لأن الماء لم يدخل تلك الأراضي الزراعية بسبب الأضرار الكبيرة بالقناة الخاصة بالفرع، وقد تم إغلاق البوابة الرئيسية التي يدخل ماء السيل منها، وقد حدثت هذه المشكلة منذ عام ولم يتم مساعدتنا"، مضيفا "زارنا وفد من الفاو ومهندسون من الصندوق الاجتماعي للتنمية منذ فترة وشاهدوا حجم الأضرار، ولكنهم قالوا بأن الميزانية غير كافية لاعتماد هذا المكان حالياً وسيتم اعتماده لاحقا، وسيقومون بالعمل في العبر الرئيسي الذي يبدأ من شعب الديوان بمديرية ردفان حتى منطقة القشعة بمديرية الملاح بردفان، مع العلم أننا نحتاج إلى تدخل عاجل لإصلاح الأضرار بدعم حكومي أو عبر منظمات دولية وخاصة الفاو، كي ندرك الموسم لإدخال الماء إلى الأرض لزرعها، فالرعية في الوقت الحالي من الصعب جداً أن يتعاونوا، لأن إصلاح الأضرار يتطلب ميزانية كبيرة ونحن غير قادرين عليها".

"نفذنا مشروعا لإصلاح الأضرار ببعض المناطق"

المهندس علي الفقع مدير المشاريع الزراعية بمنظمة الفاو كان له حديث لـ«الأيام»، حيث قال: "إن الفاو بدأت بتنفيذ مشروع إصلاح الأضرار في العام الماضي في المديرية بالتعاون مع الصندوق الاجتماعي وبتمويل من البنك الدولي، حيث نفذنا العمل في إصلاح الأضرار في كل من منطقتي الربوة العليا والشعبة ومنطقة تونة بمبلغ 650 ألف دولار"، أما فيما يخص إصلاح الأضرار في سد سبأ الذي ينظم عملية مرور المياه الى مديريتين هي ردفان والملاح فقال "قمنا بالنزول برفقة مدير عام مديرية ردفان العميد صالح حسين، والمهندس فكري أحمد الحمزي، ضابط مشاريع الزراعة والتنمية الريفية بالصندوق الاجتماعي للتنمية فرع عدن، وممثل عن البنك الدولي إلى سد سبأ في شهر يوليو لمشاهدة الأضرار"، وأضاف بأن "هناك أماكن فعلاً متضررة، وحجم الأضرار في سد سبأ وملحقاته، فالميزانية المرصودة للمشروع حالياً من قبل البنك الدولي غير كافية فهو يحتاج إلى ميزانية كبيرة لأن حجم الأضرار كبير، ويتطلب الأمر تدخل ممولين لزيادة الميزانية لصيانة ملحقات سد سبأ، أو يتم العمل حسب الميزانية المرصودة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى