> تقرير/ سليم المعمري

نجل الناشطة عائدة العبسي: والدتي توفيت بخطأ طبي أثناء استئصال المرارة
> أثارت وفاة الناشطة عائدة العبسي إثر خطأ طبي تعرضت له في كبرى مستشفيات محافظة تعز، جدلاً واسعاً على منصات شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة.
وقالت الناشطة العبسي، قبل وفاتها في منشور لها على حائطها بـ "الفيس بوك" في تاريخ 13 من الشهر الماضي "إنها ستجري عملية جراحية في المستشفى، ولكن حدث خطأ طبي ممّا قرر الأطباء مجدداً يوم 28 يونيو من نفس الشهر بفتح العملية وتعديل الخطأ".

خطأ نقلت بسببه إلى إحدى مستشفيات صنعاء قبل أن تدخل في غيبوبة ثم الوفاة.
المحامي نجيب قحطان تحدث عن الخطأ الطبي بالقول: "كم هو مؤلم هذا الوطن ماتت ابنة تعز المناضلة عائدة العبسي بسبب خطأ طبي في عملية سهلة لا يمكن لمتدرب في إحدى كليات الطب أن يرتكب مثل هذا الخطأ الفادح".

ويضيف قحطان لـ "الأيام": "من السهولة جداً أن تجد مثل هذه الأخطاء القاتلة في أكبر المستشفيات الطبية في محافظة تعز (مستشفى الثورة العام) التي يتناطح فيها الأثوار من أجل حلب المواطنين ولا يتنافسون أبداً من أجل حياته، وكم هو مؤلم أيضاً هذا الوطن حين يعجز خلال أربعين عاماً أن يؤهل مستشفى واحداً يستقبل مرضى هذا البلد ويحفظ أموالهم التي تصل سنوياً إلى الملايين من الدولارات، والتي تهدر في الخارج بغرض العلاج، بل كان من الممكن تأهيل ألف مستشفى بربع تلك الأموال المهدورة".

القصة الكاملة
أسامة صادق أوضح لـ "الأيام" تفاصيل ما تعرضت له والدته بالقول: "خضعت والدتي لعملية استئصال المرارة في مستشفى الثورة بتعز وظلت في المستشفى مرقدة لـ 18 يوماً وعليها قسطرة لإخراج الأوساخ، في الوقت الذي لا تستغرق فيه عملية الرقود 3 أيام فقط، ومن ثم تقرر لها عملية ثانية لتعديل الخطأ الذي وجد كما قالوا، وتمت العملية وخرجت وما تزال القسطرة الخاصة بالأوساخ فيها، وبعد إبعادها تقرر العودة بها إلى المنزل، وفيه انهارت حالتها الصحية وتم إسعافها إلى مستشفى الروضة في وقت متأخر من الليل، وهناك أوضح لنا الدكتور بأن حالتها خطيرة وتستعدي تسفيرها إلى صنعاء، حينها طلبنا من الدكتور الذي أجرى لها عملية أن يزودنا بتقرير حول حالتها ولكنه رفض رفضاً قاطعاً، فاضطررنا للانطلاق بها إلى صنعاء مباشرة وفور وصولنا تم إدخالها العناية المركزة واتضح لنا أن الأوساخ والسموم انتشرت في جسدها بالكامل نتيجة لإبعاد القسطرة قبل انتهاء خروج الأوساخ من جسمها، عندها خضعت لعمليات تنظيف وتغيير دم، واستمرت لثلاث أيام في العناية قبل أن تدخل في غيبوبة حتى الوفاة".

ولفت إلى أنه طلب من المستشفى تزويده بتقرير الوفاة والحالة التي وصلت إليها غير أن إدارته رفضت واكتفت بالإشارة في التقرير بأنها توفت بسبب التهاب في العملية فقط".
فيما قال المواطن جميل الصامت: "عائدة العبسي إحدى أبطال ملحمة الشرعية في تعز، وقفت جنباً إلى جنب مع قائد الملحمة وأبطالها الأوائل في معركة من أهم معارك تعز الكبرى، تم فيها تدشين أول معركة للجيش الموالي للشرعية ضد المليشيات".

ويضيف في حديثه لـ "الأيام": "مؤخراً عائدة خاضت صراعاً شرساً مع مرض فجائي ألمَّ بها كادت أن تتمكن منه لولا وجود خطأ طبي ناتج عن فساد إداري وتغوّل مليشاوي، أبعد أحمد أنعم عن هيئة الثورة قسراً، نتجت عنه فضائح كثيرة للقائمين الجدد".

المطالبة بالتحقيق أفضل من التسييس
من جهته، علّق د. عبد المغني المسني، وهو أحد كواد مستشفى الثورة، عن حالة وفاة الناشطة العبسي وما تبعها من تداعيات بالقول: "علينا أولاً أن نعرف ما هو الخطأ الطبي، وهل يجوز إطلاق هذا اللفظ قبل أن تثبته لجنة طبية يشكلها مجلس طبي؟ فالأخطاء الطبية هي عبارة عن أخطاء يتم ارتكابها في المجال الطبي نتيجة انعدام الخبرة أو الكفاءة من قِبل الطبيب أو الفئات المساعدة، أو نتيجة ممارسة عملية أو طريقة حديثة وتجريبية في العلاج، أو نتيجة حالة طارئة تتطلب السرعة على حساب الدقة، أو نتيجة طبيعة العلاج المعقد، ولهذه الأسباب تصل نسبة حالات الوفيات بالخطأ الطبي سنوياً إلى معدلات عالية في معظم أنحاء العالم، ومنها الدول المتقدمة، ففي أمريكا على سبيل المثال يقدر حالات الموت الناتجة من أخطاء طبية إلى ما يقارب 98 ألف حالة وفاة سنوياً، ولهذا ليس من مصلحة تعز ولا أهلها الذين يعاني بعضهم من أمراض أن تشن حملة غير مبررة على الجانب الطبي، إما جهلاً أو حماسة أو تسييس أي قضية كقضية المناضلة عائده العبسي، وما نتمناه منهم هو المطالبة بالتحقيق العلمي بواسطة لجنة طبية يشكلها المجلس الطبي والنقابة، ويدعوا تعز تعيش جراحها ولا يصبوا عليها ملح كلامهم الذي لا يحسبون له حساباً، فيكفي هذه المحافظة أن الكثير من الجراحين داخلها توقفوا عن إجراء العمليات التي تحمل مستوى من الخطورة أو انتقلوا لخارجها بسبب الانفلات الأمني والخوف من ردات فعل أقارب المرضى الذين بالعادة يكونون مسلحين، الأمر الذي أودى بوفاة حالات كثيرة كان يمكن إنقاذها".