نَـزَلَتْ..!!

> عبود الشعبي

> * كذا قال المواطن.. وأصابه السرور.. «نَزَلَتْ».. ونسي النوازل التي تترى عليه بالليل والنهار.. أبسط شيء يسعده وينسى الألم.. طيب إنسان هذا البلد، يصنع الفرحة من مناسبة صغيرة!
* كان المواطن وسائق باص الأُجرة وصاحب الدكان ينتظرونها بفارغ الصبر.. ونَزَلَتْ، لكن لم تُغنِ عنهم شيئا.. كانت صورتها القديمة مناسبة للتندّر والسُخرية، تشبه صورة الوزارة.. فقد لاقت من الفحص والتمحيص الكثير.. فحص بالعين وفحص بالقلب.. فهي «ورقة» مؤثرة أربكت السوق، وأحدثت صدامات بين الناس.. كل واحد يقول «مافيش غيرها».. وسمعنا ملاسنات في الحوانيت والبقالات وباصات الأُجرة!

* لا أظن أن بيتاً يخلو منها، فهي ورقة ذات رائحة مميزة تقترب من رائحة «الحُلبة» البلدي المجروشة!
شغلت الناس باللصق والترقيع والكاوية.. اسمها «المائة ريال» الورقة الحمراء القديمة محل نزاع البائع والمشتري.. ولمّا نزلت «الجديدة» معمّدة بشجرة «دم الأخوين».. في إشارة لاستمرار مسلسل الدم بين الإخوة والعياذ بالله.. بدأ الناس «يتشاطفها» ونسوا مفاوضات «جريفثيس» التي جرفت أحلام اليمنيين في وقف الحرب.

* نَزَلَتْ.. وكان حلم المواطن أن يرى تغييراً في سعر الصرف.. لأن التي نزلتْ لا تعدُ عن كونها ثمناً لقلم رصاص ربما من النوع الرديء، أو أُجرة راكب من جولة القاهرة إلى جولة السفينة!
* فرح المواطن للون الورقة النقدية الجديدة، فهو يذكّره بالورقة المَلَكية القادمة من الجوار.. بينما موظفو الحكومة الكبار القابعين في الفنادق بين أيديهم قراطيس لونها يُغري في طيّها نقود وعملات.. برّاق لونها.. لامعة أوراقها.. وأنت أيّها المواطن «الغلبان» تسكب كل فرحك بمناسبة المائة الريال الجديدة التي قلت إنها نزلت وأخذتك الدهشة..!

* كانت محنة «الانقلاب».. وسمعنا عن «لابد من صنعاء» و «قادمون».. وما شهدنا غير شعب أخبرت عنه وسائل إعلام الدول أنه يأكل «الجراد» على مخمصة في الشِعاب والأودية كأسوأ كارثة إنسانية تشهدها الدنيا.
* نسي المحلل السياسي الرسمي أن الرئيس والحكومة غادرا صنعاء قبل أكثر من أربع سنوات عندما شرّدهم الحوثي وحليفه «صالح»، وذهب يكيل تُهَم التفريق والتمزيق للكتلة الجنوبية، ونسي أن الحرب جعلت من صنعاء وحدها شعوباً وقبائل لكلٍّ بلدته ويلزم حدوده!

* ستبرُك «المائة الريال» الجديدة أمام تكاليف عيد الأضحى ومتطلبات المدرسة..
يا حكومة.. فضلاً اعتذروا لهذا الشعب وانصرفوا.. القنّاصة الحوثيون في التباب يقتلون المواطنين فوق سقوف بيوتهم وفي المراعي وعلى الطرقات.. فاجتمع الجوع والقتل في بلد صار فيه قنص البشر متعة ونزهة وتسلية، بينما يتردى المقتول في مشهد أليم.. ويتردى معه الوطن.

* يا مواطن.. عسى المولى أن يفرِّج عنك.. وأنصحك أن تصلح حالك مع ربّك.. وتذكّر دائماً «إنّ الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى