الأحداث الدامية في عدن

> علي ناصر محمد

> لقد فجعنا صباح يوم الخميس، الأول من أغسطس 2019م، بأصوات الانفجارات في معسكر الجلاء بصلاح الدين وشرطة الشيخ عثمان. كما فجعنا بفقدان قيادات من رجالات الأمن والشرطة وذلك ما يمثل خسارة كبيرة للوطن والشعب الذي عانى كثيراً من الفوضى الأمنية التي تمر بها البلاد في غياب الدولة وهيبتها وجيوشها التي بلغ تعدادها أكثر من مليون في اليمن بشماله وجنوبه، وهي اليوم لا تحمي حتى حكامها وحكوماتها. ولكن الأخطر من أصوات الانفجارات في عدن هي دعوة البعض من المتطرفين لتدمير الوحدة الوطنية في النفوس والنسيج الاجتماعي في عدن خاصة، التي كان يتعايش فيها كل أبناء اليمن بشماله وجنوبه بل وكثير من جنسيات العالم التي انصهرت في هذه التركيبة الاجتماعية المسالمة. والمعروف أن سكان عدن بعضهم من محافظات تعز وإب والبيضاء الذين ساهموا في بناء هذه المدينة ثقافياً وسياسياً وعمرانياً واجتماعياً جنباً إلى جنب مع إخوانهم في عدن، وشارك بعضهم في النضال الوطني والكفاح المسلح في الجنوب وعلى درب الحرية سقطوا شهداء من أجل الثورة، كما سقط البعض من أبناء الجنوب في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر في صنعاء.

كما تابعت ردود فعل أسرة الشهيد قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد منير اليافعي، رحمة الله عليه، الذي تعرفت إليه في مصر في إحدى زياراته للقاهرة، حول هذا الحادث وملابساته ودعوة أسرته تأجيل تشييع دفنه حتى انتهاء التحقيقات والكشف عن حيثيات وزوايا الجريمة. وأكبرت فيهم هذا الموقف العاقل والبعيد عن ردود الأفعال، ولذا أحيي هذه الأسرة التي خسرت ابنها البار ورغم ذلك لم تدعو إلى الثأر والانتقام الأهوج كما حدث لبعض أبناء الشمال والذين كانوا هاربين إلى عدن من جحيم الحرب في تعز والحديدة وصنعاء والبيضاء وإب وغيرها.

ونحن نعرف أن الأحداث التي مرت قبل وبعد الوحدة تركت جراحاً غائرة في جسم الوحدة الوطنية كما تركت الحرب بعد عام 2015م جراحاً أخرى أيضاً، ولكن علينا جميعاً أن نسعى ونعمل من أجل التئام هذه الجراح والوقوف ضد بث الكراهية بين المواطنين في الشمال والجنوب عبر الحوار وليس عبر العنف والسلاح للخروج من دوامة العنف والصراع التي يمر بها شعبنا، لأننا ضحينا بخيرة شبابنا في هذه الحروب.

إننا ندعو الأشقاء والأصدقاء لمساعدة شعبنا من أجل وقف هذه الحرب قبل نهاية العام التي بدأت بعض المؤشرات الإيجابية تلوح لوقفها من قبل بعض دول المنطقة لأن استقرار اليمن بشماله وجنوبه هو استقرار للمنطقة.
ونحن نبارك ونؤيد كل الجهود التي تبذلها الدول الشقيقة والصديقة والمبعوث الأممي لوقف الحرب في اليمن.

ورحم الله الشهداء الذين سقطوا في هذه الأحداث وتقبلهم مع الشهداء الذين سقطوا ويسقطون كل يوم...
آملين أن تكون تلك آخر خسائر شعبنا ووطننا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى