أحزان الصحافة العدنية

> أحمد عمر حسين

> أبى شهر يوليو، شهر القيظ، أن يودّع أيامه الأخيرة إلا بإغاظة الصحافة العدنيّة، وذلك بأن اختارت المنيّة ثلاثة صحفيين وهم من أبرز من تتلمذوا في مدرسة الصحافة العدنية.. غابت عن دنيانا الفانية ثلاثة أقمار مضيئة في سماء الصحافة العدنية.. غابت تلك الأقمار وكأنما تحللت من سجن هذه الدنيا والتي صارت سنونها عجافاً وأرضها يباباً منذ سنوات خلت.
ولم تعد دنيانا اللعوب الكذوب بذات ألقٍ وجدوى، فقد امتلأت بالمصائب التي عصفت بالأمة العربية وشعوبها وصارت هذه الأمة والشعوب فاقدة للبوصلة وغير قادرة على تحديد وتجديد موقعها في صدارة الأمم.

غادرنا القمر المضيء في سماء صحافة عدن سابقاً ولاحقاً، أي بعيد استقلال الجنوب، شع نور ذلك القمر في سماء الجزيرة العربية قاطبة، ذلك هو الصحفي اللامع فاروق لقمان رحمة الله تعالى تغشاه.
وقمرنا الثاني الصحافي والأديب والمترجم حامد جامع رحمة الله تعالى تغشاه كذلك.. حامد جامع صاحب الطلّة الباسمة الضاحكة والتواضع الجم.

كان حامد جامع موسوعة جامعة تمشي على قدمين، وصاحب توجيه وتعليم للآخرين دون أن يشعرك بتفوقهِ عليك. حامد جمع قلوب الكثير من خلال صحيفة "التجمع الوحدوي"، إلى جانب الأفذاذ عمر الجاوي ود. عبدالرحمن عبدالله، الله يرحمهما ويحسن إليهما.
حامد جامع صاحب القلب الأبيض كبياض الثلج والنفس الطيبة الحانية.

وأما قمرنا الثالث والذي طواه شهر يوليو لعام 2019م، إلى جانب فاروق وحامد، نرجو من الله جل في عُلاه أن يمن على الثلاثة الأقمار بواسع الرحمة والمغفرة، هو الصحفي عبدالرقيب مقبل، الله يرحمه، الصحفي العدني الذي تتلمذ في صحافة الزمن الجميل زمن كانت الصحافة والكلمة لها دور وفكرة ومبدأ، على عكس زمننا اليوم والذي تجرأت فيه تجارة القص واللصق، واقتحم ساحة الصحافة بعض الأفاكين والمتسلقين.

حقيقة لقد أفجع شهر يوليو مدرسة الصحافة العدنية حينما انتهت أيامه الأخيرة بفقداننا لثلاثة أقمار اختارتهم العناية والأقدار ليرحلوا في نهايتهِ إلى الحياة الباقية، فليست حياتنا في هذه الدنيا إلا جسر عبور من دنيا الابتلاء والفناء إلى دنيا الجزاء والبقاء.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى