من سيعوض المتضررين؟ غضب شعبي بعدن من تدمير الممتلكات الخاصة في الاشتباكات

> تقرير/ فردوس العلمي - وئـام نجيب

>
- استياء شعبي لتجاهل المعنيين عن حصر الأضرار التي طالت ممتلكاتهم الخاصة 
- مواطنون: نطالب بسرعة رفع المخلفات وإصلاح الضرر وتعويضنا عن خسائرنا

عادت لمدينة عدن منذ 10 أيام الحياة الطبيعية بعد الاشتباكات التي شهدتها شوارعها خلال الأربعة الأيام التي سبقت عيد الأضحى المبارك بين القوات الحكومية وأخرى تتبع المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الجنوبية، لكن الذي لم يحدث بعد هو رفع مخلفات تلك المواجهات الضارية التي أضحت بادية للعيان في الطرقات في مختلف مديريات محافظة عدن، ناهيك عن الأضرار الجسيمة التي طالت ممتلكات المواطنين ومساكنهم.

احدى السيارات المحترقة أثر المواجهات على الشارع العام
احدى السيارات المحترقة أثر المواجهات على الشارع العام

ولا يخفي الأهالي مشاعر الاستياء من جراء الآثار الأليمة التي لحقت بهم والتي تمثلت بإتلاف واحتراق بعض ممتلكاتهم  كالسيارات وتهشم زجاجات نوافذ منازلهم واحتراق وتلف مولداتهم الكهربائية ومكيفاتهم.

وأفاد عدد من المواطنين القاطنين في مدينة كريتر (مديرية صيرة)، بأن حرب الشوارع التي حدثت لأول مرة في عدن عرضت الكثير منهم للخطر وليس فقط فقدان وتلف بعض ممتلكاتهم وخصوصا في المواقع التي شهدت حرب شوارع ملتهبة مثل شارع الملك سليمان وشارع لقمان وحارة حسين ومدخل الطويلة وشعب العيدروس وشارع أروى.


 وقالوا في أحاديث متفرقة لـ«الأيام» إن أضرار تلك المواجهات المسلحة "الهمجية" طالت منازلهم ومركباتهم.

وتحدث لـ«الأيام» أحد المواطنين قائلا: "تعرضت سيارة ابنتي للتلف بشكل كبير جدا، حيث تعرضت لوابل من الرصاص بمختلف الأحجام، وكل زجاج السيارة تحطم، وتعرض هيكل السيارة لتلف كبير، وهذه السيارة عليها أقساط شهرية 200 دولار، والتكلفة الحالية لإصلاح السيارة تزيد عن 200 ألف ريال يمني ولا نقدر على توفيرها، وبسبب ذلك توقفت ابنتي عن عملها"، متسائلا: "من أين لنا بأقساط السيارة وقيمة إصلاحها؟ ومن يعوضنا عن خسارتنا هذه؟، ولا نعلم نمسك من؟! ما معنا إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل".

إلى ذلك تحدث لـ«الأيام» عدد من أصحاب المحلات التجارية الواقعة في شوارع المواجهات، مشيرين إلى أن محلاتهم تعرضت لأضرار بسبب تلك الأحداث، وتبدو مأساة الوضع أكثر وضوحا حينما يزور المرء شارع الهريش في مدينة كريتر والذي دارت فيه مواجهات عنيفة وحرب شوارع حقيقية بين الطرفين، حسب تعبير المواطنين، والذين أكدوا أنهم تعرضوا إزاءها لأضرار كبيرة في ممتلكاتهم الخاصة..

مخلفات المواجهات تملأ الشارع العام
مخلفات المواجهات تملأ الشارع العام

ولوحظ أن عمارة الهريش نالت النصيب الأكبر من أضرار تلك الاشتباكات، حيث أفادت الحاجة "أم سعد" بالقول: "تضرر منزلي في حرب 2015 عندما غزت ميليشيات الحوثي وصالح المدينة، وأتت لجنة بعد التحرير وقاموا بحصر الأضرار ووعِدنا بإصلاح المنزل ولكننا اكتشفنا أنها فقط وعود واهية، حيث قمت ببيع الذهب الخاص بي لإصلاح منزلي على حسابي الشخصي، وكانت خسارتي تقدر بـ 350 ألف ريال.. وفي الاشتباكات الأخيرة التي حدثت قبيل عيد الأضحى استقرت الدبابات أمام عمارتنا مما أدى إلى تهشيم زجاجات منزلي وسقوط القاطع، كما تضرر المكيف الخاص بنا وحالياً نعيش بالحر، ولا نعلم من سيعوضنا عن خسارتنا تلك".. وأوضحت أن "كافة الشقق في عمارة الهريش تضررت إلى جانب تلف المكيفات والنوافذ كما أتلفت ألواح الطاقة الشمسية وتوقفت عن العمل".

طاقة شمسية تعرضت للضرر وتوقفت عن العمل
طاقة شمسية تعرضت للضرر وتوقفت عن العمل

كما أوضح مالكو محلات واقعة بين الهريش ومبنى بريد عدن العام أن خسارتهم بالملايين، ناهيك عن زجاجات المحلات، كما تمزقت ملابس كانت معروضة للبيع بمحلات في ذلك الموقع، وأشاروا إلى أن "صبة" التي على السقف في خط شارع الهريش باتت آيلة للسقوط بسبب تلك الصدامات المسلحة "وعملنا على إنزالها قبل أن تقع على المارة وتخلف كارثة بشرية حقيقية".


وأضافوا لـ«الأيام» أن الكهرباء الخاصة بالمحلات هناك توقفت عن العمل، "وعند انتهاء الاشتباكات أتينا لاستئناف عملنا في المحلات فتفاجأنا بحجم الضرر، علاوة عن المخلفات من الأحجار والزجاجات والأسلاك الكهربائية الممزقة التي كانت مرمية على الأرض بجانب متاجرنا، ولم تأت إلينا أي جهة لرفعها من الطريق، مما دفعنا إلى تحمل ذلك على حسابنا الشخصي، حيث تشاركنا فيما بيننا وأتينا بأشخاص قاموا برفع المخلفات، كما جئنا بكهربائيين لإصلاح الأسلاك الكهربائية التي كانت معلقة وتشكل خطراً كبيراً على المارة كون الشارع رئيسيا وحيويا، ولا نعلم إلى أين نرفع مناشدتنا ومن هي الجهة التي ستتولى تعويضنا؟"، ومن جانبه قال مالك محل كهربائيات: "أدت تلك الأحداث إلى تلف أجهزة كهربائية وتقدر خسائرنا بنحو مليوني ريال يمني".

وشكى مواطنون من غياب عمال البلدية الذين لم يكن لهم وجود سوى حضروهم أمس وبدأوا برفع الأتربة والحجارة فقط.. "حقيقةً بات المنظر العام لمدينة كريتر أشبه بقرية مسكونة، وأصبحنا نسير فوق الركام، ناهيك عن السيارات والمركبات المحترقة المنتشرة في الشوارع الرئيسية، علاوةً على وجود أسلاك وأعمدة كهربائية في الطرقات والتي تشكل خطراً حقيقياً على المارة وخاصة الأطفال، دون تحرك جاد من قبل الجهات المعنية برفع تلك المخلفات".

سقوط عمود كهربائي في الشارع العام
سقوط عمود كهربائي في الشارع العام

وناشد الأهالي أصحاب الأيدي البيضاء والجهات المعنية للنزول إلى المنازل التي تضررت في مختلف مديريات العاصمة عدن من خلال تشكيل لجان لحصر الأضرار التي طالت المنازل والممتلكات الشخصية، والعمل على تعويضهم في أقرب وقت ممكن.

محلات تجارية متضررة أثر المواجهات
محلات تجارية متضررة أثر المواجهات

وفي الختام أفاد «الأيام» عمال البلدية الذين وجدناهم يعملون على رفع مخلفات تلك الأحداث بأن "البلدية قامت بإرسالنا إلى شوارع مدينة كريتر صباح اليوم (أمس) ويبلغ عددنا 11 شخصا نتوزع فيه على المديرية، وذلك لرفع ما خلفت المعارك التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية".. مما يعني أن تلك القوة العاملة لا تكفي بالمرة في تنظيف شوارع كريتر من ذلك الركام من المتخلفات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى