الجفري لنخب الشمال: الوحدة انتهت وتجربة المجرب دمار لأجيال وأوطان

> جدة «الأيام» خاص

>
دعا رئيس حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر، عبدالرحمن الجفري، أبناء الجمهورية العربية اليمنية الشقيقة إلى التسليم بفشل الوحدة مع الجنوب العربي وضرورة العودة إلى "دولتين جارتين تقيمان العلاقات السوية بينهما وتتبادلان المصالح الكثيرة وتحفظان حقوق الأخوّة والجوار والرحم".

وقال الجفري، في رسالة وجهها إلى نخب وشعب الشمال، إن "اليمن الشقيق ذاته (الجمهورية العربية اليمنية سابقاً) يمر بمرحلة صعبة ونخشى عليه من التمزق، وإن ترك معالجة أموره والاتجاه بالسهام والحراب نحو الجنوب قد يزيد التمزق، ولم يعد الجنوب جنوب 1994 ولا اليمن الشقيق يمن 1994، الذي احتشد على الجنوب، ولا الظروف في العالم هي نفسها".

نص الرسالة:
"تعالوا إلى كلمة سواء
إلى: أهلنا وإخواننا في اليمن الشقيق
يؤلمنا جميعاً هذا الجدار من الكراهية والخندق من النار الذي تعرفون جميعاً أنه لم يساهم أحد من إخوانكم في الجنوب لا في بناء هذا الجدار ولا حفر هذا الخندق وإشعال نيرانه.. وكلكم تعلمون، وكل عاقل يعلم، أن فرض الوحدة أو محاولة التمديد في استمرارها لا يزيد الجدار إلا علواً ومتانة ولا يزيد نار الخندق إلا اشتعالًا.

وتعلمون جميعاً أن اليمن الشقيق ذاته (الجمهورية العربية اليمنية سابقاً) يمر بمرحلة صعبة ونخشى عليه من التمزق، وإن ترك معالجة أموره والاتجاه بالسهام والحراب نحو الجنوب قد يزيد التمزق، ولم يعد الجنوب جنوب 1994، ولا اليمن الشقيق يمن 1994، الذي احتشد على الجنوب، ولا الظروف في العالم هي نفسها.

يشهد الله إننا لا نحمل كرهاً لأحد، حتى لمن يسيء، ولنا بينكم أصدقاء كثيرون، ولكن لا يوجد جنوبي لم يصبه الجرح، حتى القلة ممن يقولون لكم أنهم معكم، وكذلك فإنه لكثير منّا في الجنوب ولكثير منكم في اليمن الشقيق صلات رحم وصهر كما هي لنا في البلدان الشقيقة، خاصة المجاورة، كما يوجد أعداد كبيرة من أهالي مدنكم وقراكم قد استقروا في الجنوب العربي، وأصبحوا منّا ونحن منهم وجزءاً من نسيج الجنوب الاجتماعي والسياسي والاقتصادي والوطني عموماً، ومن الجنوب من استوطنوا عندكم، وكثير من أبناء الجنوب مَن عاش واستوطن في المملكة وفي الإمارات وفي عمان والبحرين وقطر والكويت؛ بل وفي أقاصي الأرض، ومنكم أيضاً، وهكذا فالحركة الإنسانية سائلة حتى بين أمم متباعدة.
يا أهلنا في اليمن الشقيق.. يا علماء، يا مثقفين، يا قبائل أبية، يا كل فئات اليمن الشقيق، كل الشعوب تمر بمراحل تتقارب فيها، فتتوافق حيناً وتتباعد فيها أحياناً أخرى، وفقاً لطبيعة المصالح.

ومصالح الشعوب، وحركة التاريخ لا تتوقف عند أحداث أو مسميات، وقد سبقنا وإياكم شعوب العالم في العصر القديم والحديث والأحدث، وما تجربة إمبراطوريات كبرى في شعوب أوروبية قديمة توحدت ثم انتهت إلى خيارات أخرى، وذهب كل شعب إلى خياراته، وفي العصر الحديث نتذكر احترام شعب مصر لإرادة شعب سوريا، وغداً شعوب أوروبية ستحترم خيارات الشعب البريطاني.

دعونا نبني جسراً جديداً من الأخوّة وتبادل المصالح بعيداً عن اتساع الجروح والكراهية، فأنتم اليوم أكثر حاجة لإنقاذ بلدكم الشقيق وبناء نظامها الذي يخدم شعبكم، ونحن كذلك.
إن استخدام أحاديث سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكأنه كان يعني في أحاديثه اليمن السياسي الذي لم يكن له وجود إلا بعد حوالي 1325 عاماً من أحاديث سيدنا رسول الله، وهذا أمر لا يجوز، فلقد كان سيد المرسلين، عليه أفضل الصلاة والسلام، يعني ما هو جنوب الكعبة كما كان يعني شمالها بالنسبة للشام، وكما هو عندكم تحديد الاتجاهات شام ويمن!

ونقول لكم يا إخواننا ضعوا أيديكم في أيدينا لنهدم الجدار ونطفئ النار ونردم الخندق، ونبني معاً جسور المحبة والمصالح المشتركة في دولتين جارتين تقيمان العلاقات السوية بينهما وتتبادلان المصالح الكثيرة وتحفظان حقوق الأخوّة والجوار والرحم. وليبادر عقلاؤكم من الشباب والكبار ومن النساء والرجال ومن المثقفين والقبائل، فالجميع يعرفون أن وحدة بالفرض لم تعد ممكنة، ووحدة بالتراضي لن يرضى بها الجنوب، فقد جربها لثلاثة عقود، فعانى الجيل الذي ذهب إليها والجيل الذي نشأ في زمنها، وتجربة المجرب دمار لأجيال وأوطان، وتدركون أن دولة الجنوب العربي قادمة لا محالة، وأن تأتي بالتراضي، فذلك ما نود، وأن تأتي بمزيد من الدماء، فهذا ما نكره، فلا تجبرونا على ما نكره، بل نجزم أن كثيراً من العقلاء منكم يكرهون ما نكره، فلا تردوا أيدي "قوية" نمدها لكم "بود وصدق"، فالذين منكم ويشغلونكم بجنوب لن تنالوه سيضيعون ويمزقون مناطقكم في اليمن، بدلًا من أن ينشغلوا في ترتيب الأوضاع عندكم من منطلق أن "ما قبل هذه الحرب لن يعود كما كان بعدها"، ولتقيموا دولتكم الفيدرالية في إطاركم كما تشاؤون، من إقليمين أو ثلاثة أو أربعة أو غير ذلك، وسنقيم دولتنا الفيدرالية في الجنوب العربي.
ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
عبد الرحمن علي بن محمد الجفري
رئيس حزب رابطة الجنوب العربي الحر (الرابطة)
الثلاثاء 19 ذو الحجة 1440هـ
الموافق 20 أغسطس 2019م".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى