سوق الحيمة بالمضاربة.. نذر كارثة صحية وبيئية

> تقرير/ محيي الدين الشوتري

> مواطنون: التجار والباعة وراء تردي الوضع في السوق
شهد سوق الحيمة بمديرية المضاربة ورأس العارة بمحافظة لحج توسعاً كبيراً خلال الثلاثة الأعوام الماضية لاسيما مع توافد مئات الأسر النازحة للمنطقة، بعد سيطرة قوت الحوثي الانقلابية على بمديرية الوازعية الحدودية في محافظة تعز، الأمر الذي خلق مساحة واسعة من النشاط الاقتصادي في السوق من خلال تعدد الفرص التي لم تكن متواجدة بهذا الحجم منذ سنوات قريبة.

تطور خدماتي خفّف كثيراً من معاناة المواطنين وتنقلاتهم إلى الأسواق الأخرى في المديريات المجاورة غير أنه صاحبه العديد من التصرفات السلبية وغير الحضارة والمتسببة بخلق أضرار صحية فضلاً عن ما ينتج عن مخلفاته من تلويث للبيئة. 
ويرتاد السوق يومياً المئات من المواطنين من مختلف مناطق المضاربة بالصبيحة بالمحافظة للتزود بمتطلبات الحياة اليومية الأساسية والثانوية، وهو ما وفّر على البعض متاعب الذهاب لسوق الشقيرا بالوازعية الذي كان إلى وقت قريب يمثل قبلة الكثير من السكان من مناطق المضاربة، وهو أحد الأسواق التي كان يرتادها سكان هذه المديرية نتيجة لانعدام الأسواق الشعبية حينها قبل أن يشهد سوق الحيمة توسعاً والذي بات يتوفر فيه معظم حاجيات المواطنين.
يشهد سوق الحيمة تكدساً كبيراً للقمامة ومخلّفات الأسماك
يشهد سوق الحيمة تكدساً كبيراً للقمامة ومخلّفات الأسماك

سخط شعبي
غير أن ما يثير حالة الغضب والسخط للقرى المجاورة لهذا السوق هي حالة العشوائية وانعدام التنظيم في السوق لاسيما مع عدم وجود أي جهة رقابية على السوق ليس فقط على طبيعة الأسعار؛ ولكن على طريقة عمل السوق الذي يشهد تكدساً كبيراً للقمامة بجوانبه وبقايا الصيد الذي يبيعه تجار الأسماك في السوق، وهو ما يتخوف منه الأهالي في القرى المجاورة لسوق الحيمة من حدوث كارثة صحية وبيئية خطيرة تهدد سكان المنطقة جراء انعدام النظافة للسوق وظهور حالات مصابة بداء الكوليرا وحمى الضنك في المناطق المجاورة للسوق في الأسابيع الأخيرة.

عشوائية وفوضى
يقول سكان المناطق المجاورة لسوق الحيمة الشعبي في المديرية إن السوق تنعدم فيه إدارة أي جهة رقابية أو حتى إدارة مسئولة عنه؛ حيث يقع السوق فوق أراضٍ مملوكة لمواطنين، وهو الأمر الذي خلق حالة من العشوائية والفوضى في السوق وعدم التنظيم فيه وانتشار الأوساخ والقمامات بداخل وجوانب السوق من بقايا المبيعات والصيد، حيث تنبعث من جوانبه الروائح الكريهة لغياب النظافة وانعدام الضمير والمسؤولية لدى البائعين في السوق مع غياب جهات تلزمهم بالحفاظ على نظافة السوق.

ومع انعدام النظافة عمد الكثير من السكان، خلال الفترة الماضية، إلى العزوف عن الشراء من السوق والقيام بشراء حاجياتهم لاسيما من الخضروات والفواكه والصيد على بعض الباعة المتجولين بين القرى من خارج المنطقة نظراً لأسعارهم المعقولة، ناهيك عن انعدام معايير النظافة فيها، وخلال الشهر المنصرم سجلت عدد من حالات بالكوليرا بين سكان المناطق المجاورة للسوق بينهم أطفال ونساء، لكن البعض أعاد سبب الإصابة بداء الكوليرا الفتاك في المنطقة الذي تم تسجيل أولى الحالات المصابة فيها منذ ظهور حالات الكوليرا في اليمن إلى انعدام النظافة فضلاً عن وجود مياه ملوثة يشرب منها بعض السكان غير أن أطباء حذروا من استمرار تردي الوضع البيئي للسوق وتكدس أكوام القمامة وبقايا ما يباع فيه، فضلاً عن تشويهها للمنظر العام والذي يعكسه للسوق بالإضافة إلى ما ينتج عنه من مخاطر صحية كبيرة مع زحفه وعدم وجود إدارة للسوق تهتم بنظافته.

التجار المسئول الأول
يحمل الأهالي المجاورون للسوق ملاك المِحال التجارية والباعة المسؤولية الكاملة عن الحالة السيئة التي وصل إليها السوق، والتي باتت تنذر بحدوث بكوارث صحية وبيئية وبتفشي للأمراض الفتاكة في المنطقة التي تُعاني في الأصل من ظروف إنسانية وصحية صعبة.
ويتساءل الأهالي ما الذي يمنع التجار في السوق من تنظيم حملة نظافة أسبوعية للمنطقة في ظل غياب السلطات الحكومية لاسيما وأن السوق لا يدفع أي ضرائب أو التزامات مالية للجهات الحكومية.
كما خاطب السكان في أحاديث متفرقة لـ "الأيام" ملاك الأراضي التي يقع فيها السوق بضرورة إلزام أصحاب المِحال التجارية والباعة بتنفيذ حملات متتالية للسوق والجهات المحيطة به لما من شأنه أن يصب في المصلحة العامة وحفاظاً على نظافة البيئة تجنباً للكوارث الناتجة عن تلوث البيئة المحيطة بالسوق.
ويُعاني أبناء مديرية المضاربة ورأس العارة في المحافظة من ظروف مادية في غاية الصعوبة وانعدام للكثير من الخدامات الأساسية.

ويعتمد الكثير من الأهالي على الزراعة ورعي الأغنام في الحياة المعيشية فيما يتعمد آخرون على الاصطياد لقرب مناطقهم من البحر.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى