بداية متعثّرة للعام الدراسي الجديد في العاصمة عدن

> تقرير/ وئام نجيب

> أدت الأوضاع التي شهدتها العاصمة عدن خلال الأسبوع الماضي إلى تأجيل الدراسة للعام الدراسي الجديد.
حيث أقر مكتب التربية والتعليم بالعاصمة عدن، تأجيل بدء العام الدراسي 2019 - 2020م، لمدة أسبوع على أن يتم مباشرة الدراسة في 8 سبتمبر من الشهر الجاري، بعد أن كان من المقرر أن تبدأ في الأول من هذا الشهر، غير أن الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها المدينة أجبرت إدارة التربية على تأجيلها.
تأجيل العملية التعليمية لأسبوع وقلق من استمرار الاضطراب الأمني في المدينة
تأجيل العملية التعليمية لأسبوع وقلق من استمرار الاضطراب الأمني في المدينة

وفي المقابل عجز الكثير من أولياء الأمور عن شراء مستلزمات الدارسة من دفاتر وملابس حتى اليوم نتيجة للغلاء الذي تشهده هذه المتطلبات، فضلاً عن عدم صرف المرتبات لموظفي العديد من المرافق الحكومية.
المواطن عادل أحمد يؤكد في حديثه لـ«الأيام» أنه لم يأخذ أي من حاجيات الدراسة لأبنائه بسبب ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه.

ويضيف: "استقبالي لهذا العام الدراسي ليس إلا تحصيل حاصل، ومع هذا سأعمل بقدر الإمكان، في حال هدأت الأوضاع وتحسن الجانب الأمني، بشراء ما أستطيع عليه حتى لا أحرم أبنائي فرحة استقبال العام الدراسي الجديد".

ارتفاع في المستلزمات الدراسية
وأعاد أحمد تأخره في شرائه، كغيره من أبناء المدينة، للمستلزمات الدراسية والتي بلغت، حسب قوله، "نسبة ارتفاع أسعارها 100 بالمائة، بسبب الجشع والاستغلال الذي يمارسه التجار دون أي رقيب أو حسيب من الجهات ذات العلاقة التي من شأنها أن تضبط الأسعار وتحاسب المخالفين".
وقالت أم صفاء: "من المؤكد أن العديد من أولياء الأمور لم يستطيعوا حتى الآن توفير متطلبات أبنائهم الدراسية، ولكن مازال التكافل والتراحم موجودين في عدن، فالعادات الطيبة باقية فينا، وعند دخول العام الدراسي نلاحظ غالبية الأبناء يتوجهون إلى المدارس، فهناك من فاعلي الخير من يتولون توزيع حقائب مدرسية للأسر الفقيرة، والمشكلة المستمرة والتي نواجهها تتمثل بنقص المنهج التعليمي في المدارس، وهو ما يجبرنا على شرائها من الأسواق، وما يقلقنا في هذا العام أيضاً هو عدم استقرار الوضع في المدينة".

لجوء للدّين
ولجأ الكثير من السكان إلى الدّين لتوفير ما يحتاجه أبناؤهم الطلاب ليتمكنوا من مواصلة تعليمهم الأساسي والثانوي بعد أن عجزوا عن توفيرها نقداً، فيما يضطر آخرون، ممن ليدهم القدرة المالية، إلى إلحاق أبنائهم بالمدارس الخاصة نتيجة للازدحام الذي تشهده المدارس الحكومية، بحسب قول المواطن محمود رياض. ويضيف في حديثه لـ«الأيام»: "لا يخفى عن الكثير بأن المدارس الخاصة في عدن هي الأخرى باتت أشبه ما تكون بالدكاكين عن كونها مدارس، إذ تفتقر للمواصفات المطلوبة، فضلاً عن افتقارها إلى المساحات الخاصة للعب والترفيه للتلاميذ"، مؤكداً بأنه لن يدع أبناءه يذهبون للمدارس حتى يستتب الوضع الأمني.

تراجع في الحركة الشرائية
فيما أشار بائع في أحد المحال التجارية الخاصة ببيع الملابس المدرسية إلى أن السوق شهد قبل أسبوع حركة في عمليتي البيع والشراء، قبل أن تتوقف نتيجة للوضع الأمني في المدينة.
وأضاف، في حديثه لـ«الأيام»: "أجبرت الأوضاع غير المستقرة الناس على المكوث في منازلهم، كما أغلقت بعض المحلات أبوابها، وهناك من المواطنين من يكتفون بالمبايعة لأخذ فكرة عن الأسعار فقط، والتي ارتفعت بنسبة 50 بالمائة، وأثرت علينا وعليهم جميعاً"، محملاً تجار الجملة جزءاً من المسؤولية التي بات يتكبد تداعياتها المواطن بدرجة أساسية.

فيما أوضح عبدالرحمن عبدالله، وهو بائع في بسطة لبيع الملابس المدرسية، أن ما كان يأخذه في العام الماضي بـ 33 ألف ريال، أشتراه في هذا الموسم بـ 40 ألفاً، الأمر الذي تسبب بارتفاع الأسعار، وبالتالي عزوف المواطنين عن الشراء، فضلاً عن تخوف البعض من المجيء لأسواق المدينة من المديريات الأخرى نتيجة الوضع الأمني غير المستقر.

استعداد تام
مديرة مدرسة البيحاني للتعليم الأساسي، فائزة علي عليوة، تحدثت حول استعدادات إدارتها لاستقبال العام الجديد في ظل الأوضاع الراهنة بالقول: "اعتدنا أن نستقبل الطلاب في الوقت المحدد في حال لم يحدث أي طارئ، ونحن على استعداد لاستقبال الطلاب لهذا العام ونسعى إلى تهيئة الأوضاع قدر المستطاع، وهناك التزام من الطاقم التدريسي بالحضور للدوام، وفي المقابل تم وعدنا من قِبل إدارة التربية والتعليم في عدن ممثلة بالأستاذ محمد الرقيبي، خلال لقاء جمعنا به، بتوفير الكتاب المدرسي مع بداية العام الدراسي الجديد بنسبة 95 بالمائة".
أ. فائزة علي مديرة مدرسة البيحاني الأساسية
أ. فائزة علي مديرة مدرسة البيحاني الأساسية

وأضافت في سياق حديثها لـ«الأيام»: "نستقبل في المدرسة طلاباً من أبناء عدن وفي إطار المربع المحدد لنا في المناطق الآتية وهي: صيرة، معاشيق، القطيع، الوحدة السكنية، الروزميت، المرسابة، ونتيجة للكثافة السكانية فقد جعلنا هذا الوضع نعاني من ضغط في أعداد الطلاب، إذ وصل عددهم في الصف الواحد إلى 50 طالباً في المراحل الدنيا، ومع هذا نحن ملزمون بقبولهم"، لافتة إلى أن نظام التدريس في هذا العام سيكون في فترة صباحية فقط بعد أن كان خلال الأعوام الماضية في فترتين، صباحية وأخرى في الظهرة، نتيجة لإضافة شعب جديدة في المدرسة.

وأكدت عليوة بأنه في حال شهدت المدرسة غياباً غير مبرر من قبل بعض المعلمين سيتم الرفع بهم إلى إدارة التربية والتعليم، مضيفة: "ومن سيدعون للإضراب في هذه الفترة أيضاً يُعد مخرباً، ومع هذا نؤكد للجميع بأننا ننتظر حتى تهدأ الأوضاع، حينها سوف نطالب بحقوقنا المشروعة، ولا وقت للإضراب في الفترة الحالية".
فيما قالت المعلمة أقدار ناصر: "مشكلتنا والطلاب تكمن في عدم وجود تعميم مكتوب موزع للمدارس من قِبل شعبة التوجيه، والذي من شأنه أن يقتضي بضم بعض الدروس المشتركة في محتواها، للتخفيف من كثافة المنهج، ناهيك عن عدم إنزال نموذج للكتاب الذي يتم تجهيزه من قبل شعبة المناهج في الوزارة والتي قامت بضم المنهج (الفصل الأول والثاني) في كتاب واحد، خاصة وأننا على مشارف الدخول في العام الدراسي الجديد".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى